حلت ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين، على وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، والخطوات تتسارع وتسابق الزمن لتحقيق نهضة شاملة في شتى المجالات، وتوافق هذه النهضة رؤية الوطن 2030، والتي بدأت منذ إعلانها تجني بلادنا الثمار، والمستقبل أمام أجيالنا مشرق، وكل مواطن سعودي شريك في هذه التنمية والرؤية، ولذا فإن احتفالنا باليوم الوطني لهذا العام يأتي في ظل فرحة كبيرة من كل شرائح المجتمع السعودي لعدة أسباب، أولها أن هذا اليوم الذي وحد فيه المؤسس رحمه الله، هذا الكيان العظيم، هو يوم استثنائي لكل سعودي، وهو يوم توحدت فيه الصفوف والكلمة على راية التوحيد، وقامت دولة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وتنشر العدل والأمن في كل شبر من أراضي ترابها الغالي، وجعلت القيادة الحكيمة جل حرصها على المواطن السعودي، فيما شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين لتكون المقدسات أولى اهتمامات القيادة، لتقوم بالتوسعة الكبيرة التي لم يشهد لها الحرمان مثيلا من قبل، وقامت بتوفير كافة الخدمات والإمكانيات، وسخرت كل الطاقات لخدمة ضيوف الرحمن، كل ذلك يحدث وهناك عمل مستمر وجهد مبذول لمعادلة أخرى وهي العمل على تطوير كل المدن السعودية ومحافظاتها، لتصبح دررا متناثرة على خارطة المملكة، موفرة كل الخدمات التي يحتاجها المواطن السعودي، في ظل تزايد في أعداد الجامعات والمعاهد والورش التعليمية، وأصبح هناك توسع كبير في المجالات الطبية والمستشفيات، تشهدها بلادنا عاما بعد عاما، ولم تتوقف عجلة التنمية عند أي حد أو توقع، وتواصل حكومتنا الرشيدة جهودها في ظل متغيرات اقتصادية وسياسية تشهدها العديد من دول العالم، فيما بلادنا يتضاعف أمنها واستقرارها، وتلك نعمة يجب شكرها وتقديرها، كما يجب علينا جميعا أن نحافظ على كل ما وفرته دولتنا لنا، وأن نستشعر دائما وأبدا ونشعر أبناءنا كيف كانت بلادنا قبل قرابة 100 عام، وكيف أصبحت اليوم، لا يوجد أي مجال للمقارنة، لعل البعض يجهل ما كانت عليه الأمور من مخاوف وفتن وجرائم وانعدام الأمن، والظلم والجور يسود المكان ويهلك الإنسان، حتى أنقذ الله هذه البلاد بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي نشر الأمن والأمان وأرسى العدل والاستقرار، ونقل الناس من الظلم إلى العدل والمساواة، أمر لم يكن لغيره أن يقوم به، حتى تحققت على يده دولة عظيمة هي اليوم في قائمة دول العشرين، وهي اليوم صاحبة الكلمة والقرار، وهي اليوم مقصد أكثر من مليار مسلم حول العالم، حقاً علينا أن نفتخر ونفاخر باليوم الوطني الذي هو عيد وطن وفرحة أمة.