اختتمت أمس في القاهرة أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الـ(21)، برئاسة وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، والتي أقيمت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبمشاركة 19 دولة عربية. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان.



ووجه المؤتمر، في بيانه الختامي، إلى إصلاح ثقافي شامل يؤسس سياساتها الثقافية على تشخيص دقيق لواقع الإنتاج والممارسات الثقافية.



معالجة ظاهرة الغلو والتطرف



دعا المؤتمر في توصياته النهائية الدول العربية والمنظّمة لمزيد من التعاون مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، الحكومية وغير الحكومية، والخبراء والباحثين المعنيين بالشأن الثقافي لمعالجة ظاهرة الغلوّ والتطرّف عبر وضع استراتيجيّات هادفة، وتكثيف الفعاليات الثقافية، وغرس قيم الحوار والاعتدال بما يُوفّر السّلام والوئام الاجتماعي. وقال البيان: «إن الدورة الواحدة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، تنعقد في جو يتسم بتحديات كبرى تواجه السياسات الثقافية في البلدان العربية، وهو ما يبرر اختيار المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة عنوانا رئيسا لهذه الدورة».



وتابع: «إذا كان المقصود بهذا المشروع الثقافي العربي، تلك البوصلة المؤدية إلى رؤى حضارية جامعة، فإنه يمكن القول بأن التحديات الراهنة، موضوع هذا المشروع كثيرة ومتنوعة، تتفاقم سطوتها عاما بعد عام، ومن جملتها ما يؤثر مباشرة في الحقل الثقافي بمفهومه الواسع، وهي التي تعني هذا المشروع الثقافي العربي، انطلاقا من رهان التحديات الثقافية الداخلية للدول العربية، وأخذا بالاعتبار واقع التحديات الثقــافيــة العـالميـة».



تحصين الذات العربية



ذكر البيان: «إن تحول العالم إلى قرية كونية تتسم بتسارع حركة الإنسان، فرض تحولا جذريا في مفهوم الحدود الجغرافية والفكرية، حيث تجلى ذلك في أنماط العيش والبناء والتفكير، في تحول بنيوي خلخل البناء الهوياتي للأفراد والجماعات، إذ لا يمكن تحصين الذات الحضارية العربية ضد الاختراقات الغربية المهيمنة، دونما قدرة حقيقية على إنتاج هذه المضامين وتخليصها من هيمنة العولمة الثقافية المنمطة لكل الممارسات الثقافية، خصوصا لدى الشباب العربي، ما يوسع الهوة بينه وبين موروثه وتراثه ومقومات هويته جيلا بعد جيل».



وقد أخذ إعداد المشروع الثقافي العربي في الاعتبار، كون أقوى تحدياته تكمن أساسا في مغبة التناقض والاختلافات الموصلة إلى الصراع بين الشعوب، وهي النظرية الغربية التي تروّج لصراع الثقافات المزعوم، والذي سخرت له آلة إعلامية غربية كاسرة، تواصل تغذيته منابر إعلامية غربية مؤثرة، من خلال مواضيع يتم اجترارها عن عمدا ويدعو هذا الصراع المفتعل، دول العالم العربي إلى جعل أحد الأهداف الاستراتيجية لمشروعها الثقافي تصحيح الأفكار النمطية السلبية إزاء ثقافاتها، وتعزيز ثقافة التواصل والحوار والتعاون مع كل المنابر الثقافية الفاعلة، وغير المغرضة، في دول العالم.







إصلاح ثقافي شامل



دعا البيان الدول العربية إلى بذل الجهود لتنفيذ إصلاح ثقافي شامل يؤسس سياساتها الثقافية على تشخيص دقيق لواقع الإنتاج والممارسات الثقافية، وإلى تعزيز مكانة المعرفة وما يرتبط بها من صناعات إبداعية خلاقة، بما يجعلها قادرة على المشاركة في منظومة الإنتاج المعرفي العالمي، مع المحافظة على خصوصيات كيانها الثقافي والحضاري، في جو يتسم بتحديات كبرى تواجه السياسات الثقافية في البلدان العربية، وهو ما يبرر اختيار موضوع «المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة» موضوعا رئيسا لهذه الدورة.



ولفت البيان إلى التحديات الراهنة، موضوع هذا المشروع كثيرة ومتنوعة، وتتفاقم سطوتها سنة بعد سنة، ومن جملتها ما يؤثر مباشرة في الحقل الثقافي بمفهومه الواسع، وهي التي تعني هذا المشروع الثقافي العربي، انطلاقا من راهن التحديات الثقافية الداخلية للدول العربية، وأخذا بالاعتبار واقع التحديات الثقافية العالمية.



وقال البيان «إن تحول العالم إلى قرية كونية تتسم بتسارع حركة الإنسان، فرض تحولا جذريا في مفهوم الحدود الجغرافية والفكرية، حيث تجلى ذلك في أنماط العيش والبناء والتفكير، في تحول بنيوي خلخل البناء الهوياتي للأفراد والجماعات، وأضعف المضامين المعرفية والإبداعية والعلمية العربية».