تختلف مسميات وألوان وشعارات أندية منطقة الباحة "الفقيرة والمتهالكة"، لكنها تتشابه في ضعف الإمكانات والشح المالي والتخطيط المعدوم وتقبع جميعها في دوري الدرجة الثالثة منذ أكثر من 33 سنة في أوضاع مزرية لا ترضي محبي تلك الأندية (الصابرة).


الملاعب ترابية متهالكة، ومقرات مستأجرة وحافلات رثة وبعضها معطل، وحماس العاملين منطفئ، ومع الوقت تزداد سوءا في ظل عدم تطوير أنظمتها وإمكانياتها، والمتطوعون الذين يقدمون خدماتهم (ببلاش) يضطرون في كثير من الأحيان إلى الدفع من جيوبهم.


فيما تبقى أحلام اللاعبين الذين يحلمون يوما بخدمة الوطن والانضمام إلى المنتخبات الوطنية المختلفة معلقة ومصدومة بتواضع إمكانيات هذه الأندية، فيما الكثير من أولياء الأمور يرفضون انضمام أبنائهم إليها بدعوى عدم وجود الإمكانيات التي تساعدهم على أداء رياضي متكامل.


من جهته يشكو رئيس نادي العميد بالأطاولة حمدان سعيد الزهراني الذي تقدم وكافة مجلسه بالاستقالة الجماعية هذه الأيام من الظروف الصعبة التي تحل بالنادي، وقال "على الرغم من مضي أكثر من 33 عاما على تأسيس نادي الأطاولة إلا أنه مازال يقبع في غياهب الدرجة الثالثة، ولهذا أسباب عديدة منها قلة الدعم المادي وجفاء أعضاء الشرف ورجال الأعمال الداعمين وقلة الإعانة المقطوعة التي تقدمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعدم وجود المادة الكافية لتحقيق الذات".


وأضاف "نحن بلا مقر للنادي وبلا ملاعب، حيث مازالت الملاعب ترابية، مع العلم أن النادي يمتلك أرضا مساحتها تزيد عن 70 ألف م2، إلا أننا مازلنا ننتظر اعتماد بناء منشآت النادي".


وعلى نفس الصعيد يؤكد رئيس نادي الباحة مشهور عبدالله الغامدي أن حلم الصعود إلى مصاف أندية الدرجة الثانية كخطوة أولى اصطدم بالكثير من المعوقات التي يأتي في مقدمتها عدم توفر منشأة متكاملة قائلا "لا تزال معاناة النادي مستمرة، فبعد أن حصلنا على قطعة أرض في موقع مميز، إلا أننا مازلنا ننتظر اعتماد مقر للنادي برغم المخاطبات المتكررة التي تم إرسالها سابقا".


وأوضح مشهور أن بعد المدينة الرياضية عن المدينة (50كلم) يجبر أغلب اللاعبين على عدم الذهاب وتفضيلهم البقاء ومزاولة التمارين في الملاعب الترابية التي أدت إلى إصابة العديد من المواهب الشابة. ويؤكد مشهور أن الأوضاع المادية المتدنية للأندية أجبرتها على عدم تقديم معظم الأنشطة الرياضية والاجتماعية، ويشير إلى أن هذا الوضع المتهالك يدفع كثيرين إلى هجر الأندية بل إلى أبعد من ذلك إلى هجر الرياضة بشكل عام وهو ما يفسره الاتجاه نحو الألعاب الإلكترونية ومتابعة الصغار للأندية العالمية بعد أن كانت الأندية تعمل على حفظ الشباب بصفة عامة من براثن الأفكار المنحرفة وحفظ المواهب لضمان استمراريتهم.


ويبدو أن الوضع متغير بعض الشيء في نادي الحجاز الذي بدأ حلمه يتحقق بمنشأة رياضية، حيث بدأ العمل فيها قبل أشهر.


من جانبة أكد رئيس مجلس إدارة نادي الحجاز ببلجرشي عبدالله عبدالواحد البكيري أن وجود منشأة نموذجية لأبناء الحجاز سيسهم في صقل المواهب الرياضية، لافتا إلى أن هذه المنشأة سترفع من كفاءة الأنشطة ومن درجة أدائها، وسترتقي بكافة الألعاب.


إلا أن البكيري أوضح أن إلاعانة التي يتحصل عليها النادي من الرئاسة تظل محدودة مقارنة بما يتم تنظيمه من برامج وأنشطة رياضية خلال موسم كامل، إضافة إلى مشاركة بعض الألعاب في مناسبات مختلفة على مستوى المملكة، شاكيا من ضعف الإمكانيات ومحدودية الإعانة التي يذهب نصفها لسداد إيجار مقر النادي الحالي.


من جهته أوضح نائب رئيس نادي التسامح بمحافظة القنفذة محمد المجدوعي أنهم في نادي التسامح يمنون النفس دائما بمنشأة رياضية متكاملة عوضا عن المنزل المستأجر، خاصة وأن المنشأة سبق وأن اعتمدت خلال الخطة الخمسية 1420 ـ 1425.


كما أكد المجدوعي أن الملاعب الخاصة بلعبتي كرة اليد والطائرة تقام على أرضية خرسانية، مما تسبب في إصابات عنيفة لعدد من اللاعبين، إضافة إلى أن جميع المباريات التي يؤديها النادي تقام خارج أرضه لعدم توفر ملعب مما ضاعف من معاناة النادي المادية.


من جانبه أوضح إداري كرة القدم بنادي العميد سليمان الغامدي أن ضعف المنشآت الرياضية أخفى العديد من الألعاب وحرم كثيرا من أبناء المنطقة من ممارسة هذه الألعاب بسبب عدم وجود المنشآت المؤهلة التي تسهم في صقل وتطوير موهبة ومستوى اللاعب، وقال "المنشآت الرياضية لها تأثير كبير في نفسيات الشباب من حيث الإقبال على الأندية، فأندية الباحة تعاني عزوفا كبيرا نتيجة عدم وجود المنشآت التي تسهم في إقبال الشباب عليها لممارسة الرياضة وتطوير مواهبهم الرياضية، ويقول إن كثيرا من الألعاب ليس لها ذكر في المنطقة ويرجع كل ذلك إلى عدم وجود المنشآت الرياضية".