أفصح مصدر من صنعاء لـ«الوطن»، عن أن شباب العاصمة اليمنية لجؤوا إلى أسلوب «المراسيل» في نقل الرسائل الشفهية عبر أشخاص موثوق بهم إلى مجموعات شبابية، تستعد لمقاومة انتهاكات ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك تلافيا لوسائل التواصل الاجتماعي، والاتصالات الهاتفية المباشرة، والتي يدعي الحوثي فرض الرقابة عليها.

 


تداعيات تحرك الشباب


تشكيل تجمعات في مواقع سرية



انضمام أعداد كبيرة إليهم من الطلاب والموظفين



ضمان عدم التعرف على طبيعة تحركاتهم



تزايد مخاوف الحوثيين، وتكثيف الدوريات الأمنية




 


أكد مصدر من صنعاء في تصريحات إلى «الوطن»، أن التجمعات الشبابية داخل محافظة صنعاء باتت تشكل مخاوف كبيرة لدى الحوثيين، مشيرا إلى أن عددا من شباب العاصمة صنعاء، قاموا منذ قرابة الشهرين، بتشكيل تجمعات شبابية في مواقع سرية، استعدادا لمواجهة الحوثيين، وهو الأمر الذي أثار قلق الحوثيين وجعلهم يكثفون من دورياتهم الأمنية في كل الشوارع والطرق.

وأوضح المصدر، أن أولئك الشباب يرفضون جبروت الحوثي واغتصابه العاصمة، ومصادرة آرائهم وقيامه بممارسات وانتهاكات لا يقبلها المجتمع، ولن يصمت عنها الرجال، مبينا أن شباب صنعاء استبعدوا التواصل بينهم خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو الاتصالات الهاتفية المباشرة، والتي يدعي الحوثي فرض الرقابة عليها.

وأوضح المصدر أن الشباب باتوا يعتمدون على أسلوب التواصل بـ«المراسيل» فيما بينهم، وذلك خلال الرسائل الشفهية بإرسال أشخاص يقومون بالترتيب والتنظيم والتنسيق ونقل المعلومات، مشافهة دون أي وسيلة اتصال، وهو الأمر الذي أزعج الحوثيين ووضعهم في موقف صعب للسيطرة على ذلك، وعلى توجهات الشباب الفعلية لإخراج الحوثيين من صنعاء.


 الشعور بالمسؤولية

 


ذكر المصدر أن الشباب أدركوا أن المسؤولية تقع على عواتقهم، وأن تحركهم ضد الحوثي صفّا واحد هو الحل من التخلص من الكهنوتي الحوثي الذي أرهق الناس، وعذّبهم، سيما أن الممارسات الحوثية من خطف وقتل وتعذيب وقطع موارد وتجويع، استفز كثيرا من الشباب لمواجهة عصابات الحوثي.

وأشار المصدر إلى أن إحباط الحوثيين لثورة أهالي صنعاء في فترات سابقة من الخروج في وجوههم كانت لأسباب معينة، ولكن الآن العمل جار بتنظيم وترتيب دقيق، لافتا إلى أن هناك مشاركات كبيرة من أبناء الجامعة وعدد من الموظفين، وقال «الحوثيون بأفعالهم في صنعاء فقدوا كل شيء، وليس أمامهم إلا الاستسلام والخروج، إضافة إلى وجود خلافات كبيرة بين القيادات الحوثية».


الخروج من العاصمة

 


بيّن المصدر، أن وراء تجمع الشباب عوامل مشتركة، منها الانتهاكات المستمرة التي مارسها الحوثيون ضدهم وضد أقاربهم، ومن ثم فإن الجميع يتفقون تماما على ضرورة المواجهة للحوثيين، وإخراجهم من صنعاء وتطهيرها من نجسهم، سيما أن الأمر فاق مراحل الصبر، ووصل إلى القهر، وهؤلاء الشباب يدركون أنهم عماد التحرير لصنعاء، وعلى عواتقهم مسؤولية كبيرة.

وأرجع المصدر مخاوف الحوثيين إلى أن أولئك الشباب يمتلك كثيرٌ منهم خبرات قتالية وبعضهم قناّصة، وسيتم ضم عدد أكبر من الشباب الموثوق فيهم، والذين سبق لديهم العمل في قطاعات عسكرية، وأنهم يستعدون لتفجير مفاجأة كبيرة، خاصة أن لديهم يقينا بأن المنظمات الدولية والإنسانية لا يُعوّل عليها في شيء، وأنها تعمل في صفوف الحوثيين.

وأوضح المصدر أن اختراق هذا التجمع الشبابي سيكون شبه مستحيل، خاصة أن أسلوب «المراسيل» يعتمد على شباب وفتيات، وهو ما زاد قلق الحوثيين لعدم معرفتهم بالمراسيل وأماكن التجمعات، خاصة أن هذا الأسلوب أتاح حضور مجموعة في موقع معين، ومجموعة أخرى في موقع آخر، فيما يتم التنسيق بينهم خلال الأشخاص الذين يحملون رسائل شفهية.


 أسباب اللجوء لأسلوب المراسيل

01 الابتعاد عن وسائل التواصل أو الاتصالات الهاتفية المراقبة من الحوثيين


02 الاعتماد على الرسائل الشفهية بإرسال أشخاص يصعب التعرف عليهم


03 إتاحة الفرصة لمشاركات طلاب الجامعة وأعداد كبيرة من الموظفين


04 وضع حد لانتهاكات الميليشيات وإخراجها من صنعاء


05 إدراك الشباب أنهم عماد تحرير اليمن من الانقلابيين


06 يأس الشباب من المنظمات الدولية والإنسانية، والتي تعمل في صفوف المتمردين