لفتت كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرا، خلال منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» حول همة السعوديين التي تشبه جبل «طويق»، أنظار العالم، وذلك لمعرفة خصائص ومميزات هذا الجبل، وهو ما اعتبره كثيرون اعتزازا بالهوية الوطنية، وإبرازا للمقومات السياحية والثقافية التي تتمتع بها مناطق المملكة.

 


مضرب مثل


منذ قديم الزمان، دائما ما يضرب المثل بالجبال على أنها رمز للقوة وعدم اللين، وترمز لصلابة المواقف والمبادئ. يأتي ذلك في وقت اكتسب جبل طويق اسمه باعتباره أنه يشبه الطوق، ويحيط بأحد أجمل الصحاري في العالم، وهي صحاري نجد المنبتة لأكثر من 2000 شجيرة مختلفة في أوقات الربيع التي تتحول لرياض مزهرة.

 


مميزات الجبل


يتميز الجبل بأنه لا يختفي عن الأنظار أثناء مشاهدته حتى مسافة 800 كلم، ويتكوّن من الصخر الجيري الصلب، مشكلاً هلالاً جبلياً يبدأ من الزلفي شمال الرياض حتى رمال الربع الخالي بالقرب من وادي الدواسر. ويرتفع عن سطح الأرض حوالي 200 متر، وعرضه يصل إلى 20 كيلومترا. كما يتميز بصعوبة طبيعته الجغرافية، وحدة وخطورة حواف صخوره الوعرة، وتنوع تضاريسه لاحتوائه على أودية تقطعه، وأجزاء منه يغطيها الرمال الكثيبة، وتكونه من أحجار الجير، وينحدر عنه سفوح شرقية بشكلٍ تدريجي، كما ينحدر منه أودية مثل وادي حنيفة في الرياض، ويتخلله أودية تسير المياه فيه من غربه إلى شرقه، ومنها وادي شعيب لحا، ووادي الأوسط، ووادي نساح.


أهداف التشبيه


يرى خبراء أن تشبيه ولي العهد همم السعوديين بجبل طويق، يهدف لرفع الطموحات والهمم التي تهدف المملكة لتحقيقها من خلال رؤية 2030 لتنمية الجانب الإنساني والاقتصادي والتثقيفي للمواطن السعودي، والتي لن تنكسر من قوة صلابتها مثل صلابة جبل طويق.

يذكر أنه تم وضع حجر أساس أحد أكبر مشاريع الترفيه في منطقة «القدية» التي تعتبر جزءا من جبل طويق الغربي للرياض، حيث انطلقت أعمال مشاريع كبيرة تم وضع حجر أساسها بالقرب من طلعة القدية الشهيرة ذات التضاريس الصعبة.

 


أبرز خصائصه


 يبدأ من رمال «الثُوَيْرَات» شمال «الزُلْفِي»، ويذهب مجنبا حتى يندفن طرفه في الربع الخالي جنوبا، أي بما تقدر مسافته بألف كيلو.

 طرفاه تبتلعهما الرمال شمالا وجنوبا.

 فيه وحوله خضراء «اليمامة» من نخيل وزروع ومدن وقرى.

  تسيل منه عشرات الأودية الكبار.

  يضم من سكان المملكة نسبة كبيرة.

  فيه وحوله آثار عمران وطلول حضارة ومخلفات أمم وصفحات أجيال.

 لا يختفي عن الأنظار أثناء مشاهدته حتى مسافة 800 كلم.

 يرتفع عن سطح الأرض حوالي 200 متر وعرضه يصل إلى 20 كيلومترا.

 


ذكر الجبل في كتاب معجم اليمامة لعبدالله بن خميس:

تسمية الجبل في الشعر العربي:

بضم الطاء، وفتح الواو، وإسكان الياء، فقاف.. جبل «اليمامة» الأشم، يسمى «اليمامة».

فاعرضت اليمامة واشمخرت

 كأسياف بأيدي مصلتينا



ويسمى العارض:

وأكاد من شغفي بما انشدته

 أطوي اليك تهامة والعارضا

ويسمى «طويقا»:

ولو أن قلب طويق باح بسره

 لم يعد ما هو شف عنه مجلجلا





في الشعر الشعبي:

لو أن ما بي يصيب «طويق» وهضابه

 كان أصبح الضلع مثل القاع متساوي

* * *

وخشوم طويق فوقْنا كْنْ وصفها

 سلال السيوف اللي تجدد جرودها



وفيه قلت من قصيدة:

يا جاثما بالكبرياء تسربلا

 هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا

شاب الغراب وأنت جلد يافع

 ما ضعضعت منك الحوادث كاهلا

ترنو إلى الأجيال حولك لاتني

 تترى على مر العصور فصائلا

وأراك معتدل المناكب سامقا

 تبدو بك الشم الرعان مواثلا

وكأن عمرا خالها إذا أعرضت

 مثل السيوف المصلتات نواحلا

بالأمس لم تمض القرون ولم تبد

 في سفحها للقاطنين عقائلا

يا أيها العملاق زدنا خبرة

 عمن أقاموا في ذراك معاقلا

واقصص علينا اليوم من أخبارهم

 ما ثم من أحد يجيب السائلا









وفيه قلت أيضا:

أحب فيك «طويق» كل فارعة

 شماء في مستجار فرعها عاري

وأعشق الصفحة البيضاء معرضة

 مثل السبيكة في تفويف زنار

ألهمْتني يا طويق كل شاردة

 تضيق عنها ترانيمي وأشعاري

وكنت أبعث الحاني مولّهة

 واليوم حطمت «الأفيك» قيثاري