قال مصدر مقرب من الحوثيين لـ«الوطن»، إن القيادات الحوثية العليا تبنت قائمة فساد وهمية، لخداع قيادات ميدانية هددت بالانشقاق لعدم المساواة في توزيع الأموال، مشيرا إلى أن القائمة شملت موظفين فاسدين تم إقناعهم بالإعلان عن أسمائهم للتهدئة، مقابل تعويضهم «سرّا» بالمال وكافة المميزات.

تداعيات الصفقة


01 فضح مزاعم الحوثيين وأكاذيبهم


02 الكشف عن مزيد من فساد أتباع الحوثي


03 مطالبة القيادات الميدانية بصرف رواتبهم المتأخرة


04 التهديد بالانشقاق

أو المواجهة الحتمية








كشف مصدر مقرب من الحوثيين في صنعاء أن الخلافات القائمة بين القيادات الحوثية، وصلت ذروتها، وأن المخاوف والاتهامات بينهم تتزايد بشكل كبير خاصة بعد كشف سرقة القيادات الحوثية للأموال وصرف المرتبات على القيادات والأشخاص المقربين وشراء الولاءات. وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن القيادات الحوثية العليا تبنت قرارا لتهدئة الأوضاع الحالية حول غضب وتمرد عدد من القيادات الميدانية، بإصدار رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي مهدي المشاط، قرارا يقضي بمحاسبة عدد من الفاسدين في الوزارات والجهات الحكومية.

وأوضح المصدر أن هذا القرار مجرد خداع تم الاتفاق عليه مسبقا، للخروج من هذا المأزق، لافتا إلى وجود صفقة بين مهدي المشاط والأسماء التي أعلن عنها بتهم الفساد بتعويضات مالية كبيرة في السر، في محاولة لامتصاص غضب القيادات الحوثية الميدانية التي رفضت البقاء في الجبهات والانصياع لأوامر القيادات العليا.


فشل التهديدات


وقال المصدر إن محاولات رئيس ما يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي فشلت في تهدئة الأوضاع وإقناع الأشخاص الرافضين البقاء في الجبهات مع كل الإغراءات التي قدمها لهم، مثلما فشلت محاولات وزير الدفاع في حكومة الانقلابيين اللواء محمد ناصر العاطفي، سيما وأن التهديدات لم تكن مجدية في ظل وجود أعداد كبيرة جدا من القيادات الميدانية المطالبين برواتبهم، بينما ينتظر هروب قيادات ميدانية جديدة، مما استدعى تدخل قيادات عليا وعقد عدة لقاءات واجتماعات سرية في صنعاء بين بعض القيادات الحوثية للخروج بحلول وقتية وإعادة القيادات الميدانية الفارة من الجبهات لمواقعهم ومحاولات كسب ودهم ورضاهم، وتم وضع عدد من الخطط والحيل، إلا أنه تم أخيرا الخروج بضرورة أن يتم إعلان قائمة من الموظفين الفاسدين وطردهم من مواقعهم والتحقيق معهم، كحيلة ومخرج للظروف الراهنة، وإعادة كسب الثقة.


لقاءات متعددة


وحسب المصدر فقد تم في اليوم التالي عقد لقاء بين القيادات الحوثية العليا ترأسها مهدي المشاط، وعدد من الموظفين في القطاعات الحكومية وتم إشعارهم بأن الأمور تزداد تعقيدا والظروف لا تسمح للإضراب أو انتشار خبر هروب قيادات ميدانية من الجبهات في الوقت الراهن، ولذا تم إقناع أولئك الموظفين بضرورة إعلان أسمائهم أمام الرأي العام عبر قناة المسيرة والصحافة وتحويلهم للنياببة العامة «شكليا»، وإظهارهم أمام الناس كفاسدين يجب معاقبتهم والتحقيق معهم من أجل تهدئة الأوضاع، فيما سيتم صرف مكافآت مالية كبيرة لهم كبديل لتشويه سمعتهم ومنحهم مميزات خاصة في السر، فضلا عن استمرار صرف مرتباتهم وهم في منازلهم.

 وأوضح المصدر أن الأسماء المقترحة وافقت على القرار، وزعم الحوثيون اتخاذ قرارات صارمة ضد المفسدين «صوريا»، في حين لم يمسسهم أي ضرر على أرض الواقع بل منحوا أموالا طائلة وهدايا ضخمة، مستفيدين في ذلك بأسلوب الحوثيين بخداع أنصارهم، والادعاء باتخاذ قرارات ضد المفسدين.

وأشار المصدر إلى أنه بعد الصفقة الوهمية قام رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بإصدار القرار الذي تم الترتيب له والذي اشتمل على إيقاف عدد من المتهمين بعمليات الفساد وإحالتهم للنيابة العامة وعددهم 74 متهما، منهم نواب وزراء ووكلاء وزارات ورؤساء صناديق ومدراء مالية ومحصلون، فضلا عن 15 جهة شملها قرار المشاط، ومنها وزارة الصحة والمستشفى الجمهوري وشركة الغاز ومصلحة الأراضي والعقارات وهيئة المحافظة على المدن، ووزارة الداخلية والمالية وعدد من الجهات الأخرى.


مأزق كبير


وبين المصدر أن القيادات الميدانية تسرب لها معلومات أن القرار وهمي ولن ينفذ، وأنه مجرد تهدئة لهم، مما زاد من اشتعال الخلافات وظهور مجموعات أخرى من القيادات الحوثية تهدد بالانشقاق أو المساواة في توزيع الأموال، في ظل وجود تباين كبير وملاحظة عدد من القيادات الحوثية الميدانية اختلاف مستوى المعيشة والواقع الذي يشاهدونه، إذ أن سائق وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي والذي كان يعيش في صعدة ظروفا معيشية صعبة، أصبح اليوم يمتلك أكثر من 7 فلل في صنعاء وأربع سيارات جديدة، وكذلك الحال لأقارب وزير الشباب والرياضة حسن زيد، وخاصة زوج ابنته والذي يسيطر على عدد من العقارات، فضلا عن المقربين من يحيى الشامي، وطلال عقلان وغيرهم.

 وذكر المصدر أن هذا الترف الذي ظهر على تلك القيادات بين يوم وليلة لم تستطع القيادات الحوثية إخفاءه أو إنكاره خاصة والقيادات الميدانية المضربة والمعترضة على بقائهم مع الحوثيين وضعت عددا كبيرا من الأمثلة أمام الوسطاء، وطالبوا بصرف كافة مرتباتهم على مدى الشهور الماضية أو التعامل بالمساواة، وقالوا نحن في الجبهات نقاتل ولا تصرف مرتباتنا ولا تجد أسرنا أي عناية، بينما هؤلاء وأسرهم ينعمون بالرفاهية والعلاج بأرقى المستشفيات، إضافة لصرف مرتباتهم بشكل شهري، وكذلك وجود عدد من القيادات الحوثية خارج اليمن تصدر التوجيهات والتعليمات وتمنح المقربين المكافآت والأموال، في حين لا تملك القيادات الميدانية قوت يومها.

وأكد المصدر أن القيادات الحوثية العليا تعيش حاليا في مأزق كبير جدا، بعد الكشف عن مزاعمهم ووعودهم الكاذبة، مشيرا إلى وجود أعداد كبيرة ستعلن موقفها قريبا إما بالانشقاق العلني أو المواجهة الحتمية مع الحوثيين.

 


صفقة الحوثيين


الادعاء بمحاسبة عدد من الفاسدين في الوزارات والجهات الحكومية


إيقاف متورطين في عمليات الفساد وإحالتهم للقضاء


إقناع الموقوفين بضرورة إعلان أسمائهم لتهدئة القيادات الميدانية


تقديم الوعود للموقوفين بتعويضهم ماليا في السر


موقف القيادات الميدانية


إدراك مزاعم الحوثيين الوهمية


الكشف عن المزيد

من فساد أتباع الحوثي


المطالبة بالمساواة في توزيع الأموال


التهديد بالانشقاق

أو المواجهة الحتمية