فتح قادة الدول الأوروبية الباب على دراسات مستفيضة حول إمكانية تطبيق عقوبات اقتصادية ضخمة على إيران، على خلفية كشف المخططات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها على أراضي الاتحاد الأوروبي، فيما تعيش إيران حالة من القلق غير المسبوق مع بدء سريان الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية، والتي تستهدف القطاعات الأساسية للاقتصاد الإيراني، والتي ستعمل على شل قدرة النظام الإيراني ووقف أنشطته المزعزعة في الشرق الأوسط وفق استراتيجية واشنطن التي اعتبرتها أنها أصعب نظام عقوبات يفرض على طهران على الإطلاق.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن الحزمة الثانية من العقوبات على إيران والتي ستتضمن المعاملات المتعلقة بالبترول مع شركات النفط الإيرانية الوطنية وشركة نفط إيران للتبادل التجاري، وشركة الناقلات الإيرانية الوطنية، بما في ذلك شراء النفط والمنتجات النفطية أو المنتجات البتروكيماوية من إيران، كما تشمل فرض عقوبات على توفير خدمات الرسائل المالية المتخصصة للبنك المركزي الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية المحددة في قانون العقوبات الشامل، وسحب الاستثمارات الإيرانية لعام 2010، وخدمات التأمين أو إعادة التأمين، وقطاع الطاقة الإيراني، وسحب التفويض الممنوح للكيانات الأجنبية المملوكة أو التي تسيطر عليها للولايات المتحدة، من أجل إنهاء بعض الأنشطة مع الحكومة الإيرانية أو الأشخاص الخاضعين لولاية الحكومة الإيرانية، فضلا عن إعادة فرض العقوبات التي تنطبق على الأشخاص الذين رفع اسمهم من قائمة العقوبات أو القوائم الأخرى ذات الصلة لدى الحكومة الأميركية.



 تدهور العملة

ووفقا لتقارير، فقد فاقم إعلان الحزمة الثانية من العقوبات من تدهور العملة الإيرانية التي خسرت 70% من قيمتها مقابل الدولار في عام واحد، وأجبرت الشركات الأجنبية على مغادرة إيران، أما إعادة العمل بالحظر النفطي فاغرقت البلاد في الانكماش وتوقع صندوق النقد الدولي أن تؤدي إلى تراجع الاقتصاد العام 2019 بنسبة 3,6 %.

وبسبب القلق حيال الوضع الاقتصادي، أوقف عدد كبير من التجار تجاراتهم أو اضطروا لتقليصها، كما تراجعت المبيعات بنسبة 90% في الأشهر الستة الأخيرة. وقال حيدر فكري وهو صاحب متجر لبيع التجهيزات الصناعية في بازار طهران إنه لن يصمد طويلا وسوف يغلق متجره.

 وذكر سام كوردييه الذي يترأس «بي جي تي ادفرتايزينغ» التي تمثل في طهران شركات غربية مثل بريتيش إيرويز أو نيسليه، إنه أجبر على صرف ستة من موظفيه الثلاثين وتقليص رواتب الآخرين فيما كان زبائنه الاجانب يغادرون الواحد تلو الآخر.

 وفي صفوف الشبان يسود قلق كبير من أن يتحولوا ضحية لسلوك النظام الإيراني في المنطقة، وقال الشاب عرفان «أنا قلق على المستقبل. إن جيلنا يستفيق كل يوم من دون أن يعلم ماذا سيكون مصيره».



دراسات أوروبية

وقالت التقارير إن إيران تواجه موقفا أكثر صعوبة، بفتح قادة الدول الأوروبية الباب على دراسات مستفيضة حول إمكانية تطبيق عقوبات اقتصادية ضخمة على إيران، بسبب المخططات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها على أراضي الاتحاد الأوروبي، خاصة بعدمات اتهمت الدنمارك إيران بالتخطيط لشن هجمات تستهدف معارضين إيرانيين في المنفى، وسبقتها أيضا في يونيو إحباط فرنسا لمحاولة إيرانية للهجوم على مؤتمر للمعارضة في باريس.

وأوضحت التقارير أن الحكومة الدنماركية سعت في الأيام الماضية للحصول على دعم شركائها الأوروبيين لفرض عقوبات على طهران المتهمة بالتحضير «للاعتداء» الذي أكده وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسن بالقول «إنها الحكومة الإيرانية، إن الدولة الايرانية تقف وراءه».