سجلت المحاكم السعودية 53 ألف حكم طلاق في عام 2017، بمعدل 149 حالة طلاق في اليوم، وقد بينت إحدى الدراسات الاجتماعية الحديثة أن كل 10 حالات زواج يقابلها 3 حالات طلاق، أي بمعدل الثلث.

لا بد أن يعلم الزوجان أن الحياة الزوجية قائمة على الحب والرحمة والاحترام المتبادل والمشاركة، وأن متعتها وجمالها في بساطتها، فلا تُعقَّد ولا يتم تدميرها بتوافه الأمور والتكلف، ولا بد من بعض التضحيات والتنازلات من كلا الطرفين، وليتذكرا أن أصعب مراحل الزواج هي سنواته الأولى، وحقيقة لا بد أن يدرك الزوجان أن «الخلافات الزوجية أمر طبيعي»، وهذا عنوان لمقال سابق كتبته، وذكرت خلاله أن بعض الأزواج يعتقد أن بيت الزوجية لا بد أن يكون مثاليا خاليا من العيوب، وأن يكون شريك حياته مطابقا له تماما، وهذا محال، فالخلافات واردة بلا شك.

من وجهة نظري، فإن من أهم ما يقوض بيت الزوجية البخل، والكذب الذي هو دليل ضعف الثقة بالنفس، وكذلك الخيانة وسوء الظن، وعدم الاحترام، خصوصا من الزوج، والذي من المفترض أن يكون الأكثر حكمة وتعقلا.

عزيزي الزوج، هناك أمور صغيرة وبسيطة ربما تتجاهلها أو تغفل عنها، تكمن خلالها لحظات السعادة والفرح وأنت لا تشعر، كالخروج لتناول وجبة الغداء أو العشاء خارج المنزل، أو للذهاب إلى أحد المقاهي لتناول القهوة مرة كل أسبوع، أو مرتين في الشهر أو أكثر، حسب الاستطاعة، ولا يمنع ذلك وليس عيبا، لأن بعض الأزواج يتحسس من ذلك، ويتضجر رغم أنه أقل ما يقدمه لشريكة حياته، من باب الشكر والتقدير، وكذلك من باب التغيير لكسر الروتين وتجديد العلاقة.

عوّد لسانك على كلمات الحب تجاه زوجتك، واحذر وأنت في بيتك أن تكون منفّرا لمن حولك، كثير الزعل «نفسية»، ومصدرا للقلق، مزعجا لزوجتك بكثرة التوبيخ عند تأخر الطعام أو بعدم تنويعه، بل قدّر ظروفها وكن راضيا بما هو متوافر، ولا يكن «كل همك بطنك»، وما أجمل أن تشاركها بعض الأعمال المنزلية، وإياك أيها الزوج أن تقصّر في النفقة ويستحسن أن تخصص لزوجتك مصروفا شهريا ثابتا بما يتناسب مع دخلك، حتى ولو كانت موظفة، ولا تدقق في كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة، بل كن حكيما وتعلم فن التغافل، فالتغافل ليس غباء، والتسامح ليس ضعفا، وكما قال الإمام أحمد: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل»، وكي تتجدد الحياة الزوجية وتنتعش أكثر، احرص أيها الزوج ألا تقطع زوجتك عن أهلها، بل مُدّ حبال الوصل بينها وبينهم باستمرار، وكن عونا لها في برّها لوالديها.

أيتها الزوجة، كوني أجمل النساء في عين زوجك، وكوني لينة القول وهينة الجانب، وارتقي بخلقك وفكرك وسلوكك وتصرفاتك، وكوني متوازنة في متطلباتك، وراعي ظروف زوجك النفسية والمادية، واهتمي بنظافة بيتك، واختاري الوقت المناسب للحديث، تذكري أن الرجل يحب طبخ زوجته، فابذلي مجهودك قدر المستطاع، وتعلمي إن كنتي تجهلين ذلك، كوني سببا في بر زوجك لوالديه، وابتعدي عن مقارنة نفسك بالآخرين، ولا تبوحي بأسرار بيتك، وحتى عند حدوث الخلاف، احرصي ألا يظهر للآخرين، بما فيهم أقرب الأقربين.

عزيزتي الزوجة، كثير من الرجال بطبيعتهم غالبا يعبرون عن حبهم لزوجاتهم بالأفعال وليس بالأقوال، فلا تقلقي فالحب هو طريق السعادة.

همسة أخيرة:

‏أحمق ذلك الرجل الذي يجعل المرأة تبكي وهو قادر على إسعادها!.