بدأت موجة كبيرة من هطول الأمطار في العديد من دول العالم، بما فيها السعودية، وفي الولايات المتحدة لحدوث العديد من الأعاصير الماطرة، الأمر الذي هدد مئات الآلاف من الناس. وفي تقرير جديد نشرته مجلة Nature العلمية يشرح الأسباب وراء ارتفاع هطول الأمطار بالتزامن مع ازدياد حرارة المناخ على كوكب الأرض.  ويتوقع علماء المناخ أنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فإن كميات أكبر من المطر ستهطل في العواصف القوية. كما تنبأ فريق موجود في جامعة «ستوني بروك» في نيويورك أن أشد أمطار الأعاصير ستخلف 50 % أكثر من الترسبات مما يخلفه البشر الأمر الذي سيزيد من حرارة الكوكب.

 


 


الكوارث الجوية


تعتبر الأمطار القوية والفيضانات والانهيارات الأرضية من الكوارث الجوية الأكثر خطورة في العالم. وهذا العام تسببت الأمطار القوية في الولاية الهندية «كيرلا» في مقتل أكثر من 470 شخصا، والفيضان في الجنوب الغربي باليابان تسبب في مقتل 200 شخص. وفي الولايات المتحدة، الفيضانات والعواصف القوية والأعاصير المدارية مثلت 9 من بين 11 كارثة طبيعية كلفت أضرارها 1 مليار دولار حتى الآن في هذا العام.

 


الترسبات القوية


العديد من فرق الأبحاث والدراسات يحرزون تقدما في فهم مستقبل الترسبات القوية في أرجاء العالم، والفضل في ذلك يعود إلى نماذج ذات دقة عالية تستطيع أن تقدم أفكار بخصوص كيف تتطور العواصف. أحد هذه التوقعات يشير إلى أنه كلما زادت حرارة الكرة الأرضية، زادت قوة الأمطار الهاطلة. وأشارت دراسات أخرى إلى أن الطرق التي بها تقوم العواصف الرعدية بتنظيم أنفسها قد تتغير من الأساس، مما يؤدي إلى عواصف أقوى وأكبر الأمر الذي يعني مزيدا من الفيضانات. وكل هذا سيجعل من الكارثة الهندية والأمطار القوية المدمرة لمحة محتملة عن مستقبل الغازات الدفيئة – انبعاثات الغاز – في أن تستمر في التزايد.


مخاطر مقبلة


العاصفة الرعدية في الأساس عبارة عن برج من الرياح ذات حركة تصاعدية تغذي نفسها عن طريق امتصاص حرارة الهواء المجاور لها. عندما يرتفع الهواء بشكل كاف يبرد وبالتالي يتكثف إلى مطر. بإمكان العواصف أن تكوّن جوها الخاص بها والتغير المناخي قد يضاعف من هذه التأثيرات، مما يجعل من الجيوب الهوائية أقوى وأوسع، الأمر الذي يمتص هواءا حارا أكثر من المناطق المجاورة وبالتالي يؤدي إلى المزيد من الأمطار.

بالنظر إلى نماذج المناخ التي أنشأها الباحثون، اكتشف العلماء أن هذا النوع من التفاوت سيزيد. إذا استمرت الغازات الدفيئة- انبعاث الغازات- في الزيادة بشكل سريع في المستقبل، فإن نصف الأمطار الهاطلة الإضافية ستحدث أثناء أشد 6 أيام ماطرة في السنة. وهذا يعني المزيد من الفيضانات والمخاطر التي ستتبعها.


المزيد من الرطوبة


في كيرلا، بدأ الأمر بأمطار في يونيو ويوليو، وتسارعت خلال الشهر التالي. خلال 20 يوما من أغسطس الماضي هطل ما نسبته 164 % من الأمطار وهي نسبة أكثر من المعتاد. في جميع أرجاء الولاية، اجتاحت الانهيارات الأرضية في المدن والمباني. أكثر من 1 مليون شخص هربوا من منازلهم.

قد لا يكون الجو هو المشكلة الوحيدة في هذه الحالة. فقد قام البعض بانتقاد المسؤولين المحليين بسبب عدم قيامهم بالإدارة الجيدة في بناء السدود المناسبة لتحمل السيول. ولكن تم تتبع الأسباب واتضح أن السبب الرئيسي لهذه الكارثة هي العواصف الأقوى من المعتاد خلال موسم الصيف.

من الواضح أن مثل هذه العواصف تحمل رطوبة أكثر مما هو معتاد. الرطوبة في الهواء تتغير بناء على درجة الحرارة: قم بزيادة حرارة ذلك الهواء بـ1 درجة مئوية، و سيتحمل حمل 7 % أكثر من الماء. اللجنة الدولية للتغيرات المناخية قد لخصت بأن العديد من أجزاء العالم تشهد زيادات في الترسبات القوية، والفضل في ذلك يعود إلى التغير المناخي الذي تسبب به البشر.