أجمع سياسيون ومتخصصون في الشأن السعودي على أهمية الزيارتين اللتين قام بهما ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى موريتانيا والجزائر، عقب مشاركته الناجحة في قمة مجموعة دول العشرين بالأرجنتين، والتي سبقتها زيارات عربية مهمة لكل من الإمارات والبحرين ومصر وتونس، مشيرين إلى أن هذه الزيارات جاءت جميعها في إطار جهود المملكة لتحقيق التضامن العربي والتعامل مع المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة في الفترة الحالية.  وقال السياسيون، إن أهمية الزيارتين تنبع من إدراك ولي العهد لأهمية توثيق العلاقات مع موريتانيا والجزائر بما يجسدانه من عمق عربي وما يملكانه من إمكانات سياسية واقتصادية هائلة تصب في صالح العمل العربي المشترك.


تعزيز العلاقات مع موريتانيا


حسب السياسيين فإن أهمية زيارة ولي العهد لموريتانيا تأتي باعتبارها أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي رفيع المستوى منذ 45 عاما، وهو ما يعزز علاقات البلدين لمستوى غير مسبوق في تاريخهما، بما يعد تقديراً من قبل القيادة السعودية للأشقاء في موريتانيا، على مواقفهم الحاسمة والحازمة مع قضايا المنطقة، ولعل أهمها التصدي للمد الإيراني.

وأبانوا أن زيارة ولي العهد لموريتانيا تكتسب أهمية كبيرة نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية من جانب، والدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة من جانب آخر، خاصة وأن الزيارة تندرج في سياق مواصلة التشاور والتنسيق بين المملكة وموريتانيا، بخصوص المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ولاسيما في ضوء ما تشهده المنطقة من مستجدات متسارعة تتطلب توحيد الرؤى وتنسيق المواقف.

وذكر السياسيون أن المملكة وموريتانيا تتقاسمان القناعة، بأن أمنهما واستقرارهما كل لا يتجزأ، خصوصاً في ظلّ تنامي ظاهرة الإرهاب العابر للحدود، ويعول البلدان من خلال تكثيف اللقاءات وتوطيد التنسيق والتشاور لدعم منظومتي أمنيهما، كما أن زيارة ولي العهد لموريتانيا لا تقتصر فحسب على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بمنطق الدبلوماسية المعاصرة، إنما تزيد من تقارب المواقف السياسية للبلدين في معظم القضايا الرئيسية بالمنطقة.


الجزائر والقضايا الوطنية


وتطرق السياسيون إلى زيارة ولي العهد إلى الجزائر والتي جاءت في إطار علاقات تاريخية بين البلدين توطدت عبر السنين، وتتميز بأواصر الأخوة والقربى والتعاون والتضامن، على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سيما وأن العلاقات بين المملكة والجزائر تشهد تقدما ملحوظا ظهر في حجم اللقاءات والتصريحات التي تعكس التوافق بين الحكومتين حول مختلف القضايا المطروحة.

وقالوا إن هذه الزيارة تأتي امتدادًا للعمل المشترك بين المملكة والجزائر والذي بدأ قبل عقود بوقوف المملكة بقوة في دعم وتأييد ثورة الشعب الجزائري للتحرر من الاستعمار الفرنسي وساندته في الأمم المتحدة ورفعت العلم الجزائري عام 1955، كذلك إدانة الجزائر بشدة الاعتداءات الصاروخية التي وجهتها ميليشيا الحوثي ضد مدن المملكة ودعوتها لوقفها فورا، فضلا عن إعلانها التضامن مع المملكة، الوقوف معها في مكافحتها للتطرف والإرهاب.

وذكر السياسيون أن المملكة والجزائر عضوان فاعلان ومؤثران في جامعة الدول العربية وتجمعهما الإرادة المشتركة لخدمة قضايا الأمة العربية، وإنهما إلى جانب اتفاقهما على ضرورة نبذ التطرف ومنع خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب، فإنهما يؤيدان الحل السياسي للأزمات العربية في ليبيا واليمن وسورية كما يؤيدان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، فضلا عن أن العلاقة القوية التي تربط المملكة بالجزائر تتجلى في المستوى الرفيع من التشاور والتعاون القائم بين قيادتي البلدين في مختلف المجالات.


البعد الاقتصادي


أشار السياسيون إلى أن زيارة ولي العهد للجزائر تأتي باعتبارها أرضا واعدة للفرص الاستثمارية في عدة قطاعات اقتصادية، كما تأتي في إطار تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين، والرغبة في استمرار هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصلحة البلدين، خاصة وأنهما يتمتعان بمواقع استراتيجية مميزة، ومصادر بترولية، تكسب المملكة والجزائر أهمية فائقة في العلاقات الدولية على المستوى الدولي.

ووفقا للسياسيين فإن قيادتي البلدين أكدتا إرادتهما لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية من خلال اللجنة السعودية الجزائرية المشتركة التي تعقد اجتماعاتها بصفة دورية والتي من خلالها تسهم المملكة من خلال «الصندوق السعودي للتنمية» في تطوير قطاعات الري والسكن والطاقة الكهربائية في الجزائر، وأكد السياسيون أن زيارة ولي العهد للجزائر استهدفت تعزيز التكامل من الجانبين من خلال التعاون الاقتصادي وبحث الاستثمارات المنتجة، خاصة وأن هناك آفاقا مستقبلية كبيرة للتعاون الثنائي بين المملكة والجزائر وآفاق الشراكة في مجالات الطاقة، كذلك تحفيز المستثمرين ورجال الأعمال لدعم وتطوير الاستثمار والاقتصاد وزيادة فرص العمل بين البلدين.


أهمية زيارة موريتانيا


 


 تعزيز علاقات البلدين لمستوى غير مسبوق في تاريخهما



 التنسيق بين الرياض ونواكشوط بخصوص المسائل الإقليمية والدولية



 تقدير القيادة السعودية للأشقاء في موريتانيا في التصدي للمد الإيراني



 تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة



 التأكيد على أن أمن واستقرار المملكة وموريتانيا كل لا يتجزأ


أهمية زيارة الجزائر


 امتداد العمل المشترك بين المملكة والجزائر



 التأكيد على مواقف البلدين الداعمة للقضايا العربية



 توافق البلدين على ضرورة نبذ التطرف ومكافحة الإرهاب



 تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين



 تعزيز التكامل بين الجانبين من خلال التعاون الاقتصادي