حذر تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من منح الوزارات الأمنية لشخصيات مرتبطة بأحزاب متنفذة تسعى لتنفيذ أجندات خارجية على حساب المصالح الوطنية وتلبية مطالب العراقيين في توفير الخدمات الأساسية، ودعم برنامج الحكومة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية خلال المرحلة المقبلة.

وقال عضو التحالف النائب بدر الزيادي لـ»الوطن» إن «التحالف وعددا كبيرا من النواب يرفضون منح الثقة لمرشح تحالف الفتح فالح الفياض لشغل منصب وزير الداخلية» مشيرا إلى رغبة تحالفه في تمرير المرشحين لبقية الوزارات الشاغرة باعتماد التوافق السياسي وليس عبر التصويت في البرلمان، مشددا على التمسك بالإرادة الوطنية في اختيار شخصية مناسبة لشغل المنصب وليس الإذعان والرضوخ لرغبات جهات خارجية.


التنديد بالمحاصصة


استبعد القيادي في تحالف «سائرون» جاسم الحلفي، إمكانية تحقيق التوافق لحسم اختيار المرشحين لوزارتي الداخلية والدفاع لأسباب تتعلق ببروز خلاف على تسمية المرشحين. وقال لـ «الوطن» إن «أصحاب وجهة استقلالية الوزراء الأمنيين يصرون على رؤيتهم، انطلاقا من إدراكهم أن تحزيب الأمن يناقض فكرة بناء مؤسسات أمنية تنال ثقة المواطنين، وتؤدي واجبها الوطني دون تحيز لحزب الوزير، ولا تكون مرتعا لنفوذه، وتصبح مؤسساتها الأمنية أقرب للميليشيات منها إلى مؤسسات دولة أمنية رصينة».

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد وجه رسالة إلى رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، أول من أمس، تضمنت إشارة إلى منح وزارتي الدفاع والداخلية لقادة عسكريين حاربوا الإرهاب «أنت ملزم بعدم الانصياع إلى ما يجري خلف الكواليس من تقاسم المناصب وما إلى غير ذلك، بل أن تكون حراً كما عهدناك في استقالتك السابقة» مضيفا في رسالته «نعم، حرّ في تأسيس دولة وفق الأسس الصحيحة، لينعم الشعب بحقوقه بكل حرية وكرامة من خلال وزراء تكنوقراط مستقلّي الهوى والقرار، ولا سيما وزيري الدفاع والداخلية والمفاصل الأمنية الأخرى، ويجب ألا تنسى القادة الشجعان فهم الأولى بشغل هذه المناصب»، محملا عبدالمهدي مسؤولية إعادة العراق إلى حاضنته العربية.


ضغوطات الكتل السياسية


من ناحيته قال النائب عن تحالف الإصلاح حسن فدعم، في تصريح صحافي، أمس، إن «بعض الكتل السياسية تضغط على عبدالمهدي لتمرير فالح الفياض لوزارة الداخلية وإيران هي من رشحته للمنصب، وقد رفض حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ترشيح الفياض للداخلية»، داعيا إلى اختيار بديل لشغل المنصب يحظى بدعم وتأييد جميع الكتل البرلمانية.

وتناقلت وسائل إعلام محلية كتابا أرسله عادل عبدالمهدي إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي حول استكمال الكابينة الوزارية، متضمنا أسماء المرشحين لشغل الوزارات الشاغرة وهم قصي السهيل لوزارة التعليم العالي، وصبا خير الدين الطائي للتربية وعبدالأمير الحمداني للثقافة، وهناء عمانوئيل كوركيس للهجرة والمهجرين، ونوري حميد الدليمي لوزارة للتخطيط، والقاضي دارا نور الدين للعدل وفالح الفياض للداخلية وفيصل الجربا للدفاع.


إعادة الإعمار


في غضون ذلك، شدد رئيس تحالف الإصلاح والإعمار، عمار الحكيم، على أهميةَ تحمل المجتمع الدولي مسؤولية دعمِ العراق في إعادة إعمار المناطق المحررة، مشيرا إلى أهمية التعامل بجدية مع التهديداتِ الإرهابية كون أمنُ العراق من أمن المنطقة.

وذكر بيان لمكتب الحكيم أن «رئيس تحالف الإصلاح والإعمار استقبل في مكتبه، السفيرين الروسي، ماكسيم ماكسيموف، والأميركي، دوجلاس سيليمان، مبينا أن «اللقاء بحث العلاقاتِ بين العراق وروسيا وأميركا وسبل تعزيزها، لا سيما في المجالاتِ الاقتصادية، ومستجداتِ الوضع السياسيّ في العراقِ والمنطقةِ».

وأكد الحكيم، بحسب البيان، أهميةَ الحفاظ على القرارِ السياسيّ العراقيّ والبناء على الإيجابياتِ المتراكمة، مجددا الدعوة لـ»اعتمادِ سياسة الحوار كسبيل أمثل لحل المشاكل».