فتحت الاحتجاجات التي نظمتها «السترات الصفراء» في عدة مدن فرنسية منذ أيام معدودة، الجدل داخل فرنسا وأوروبا من جهة، وتلميح تقارير روسية بأن الأحداث تشبه ماجرى في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في السنوات الماضية، معتبرة أن الولايات المتحدة لها دور فيها لأنها تريد معاقبة الرئيس الفرنسي، حسب تعبيرها.

واندلعت الاحتجاجات بالأساس احتجاجا على زيادة الضرائب على المحروقات، ما اعتبرها مراقبون أنها أخطر أزمة يواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون، وترافقت مع سلسلة من أعمال العنف، ولا سيما السبت الماضي، عندما تحركت الاحتجاجات في باريس في حي الشانزيليزيه.

وقالت تقارير صحفية روسية، إن الاحتجاجات تهدف إلى إضعاف ماكرون، وصولا إلى حصول فرصة لاستقالته، مدعية أن ذلك يصب في مصلحة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقالت التقارير إن انشغال ماكرون بالأحداث داخل فرنسا، قد يكون مفيدا لإبعاد فكرة إنشاء جيش أوروبي مستقل عن الولايات المتحدة، وهو ما عارضته الأخيرة بشدة.



تعزيز موقف واشنطن

يرى مراقبون أن انتصار الاحتجاجات داخل فرنسا، وذلك عقب تراجع الحكومة عن فرض الضرائب، التي كانت مقررة أن تدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، أضعفت المطالب التي أخذتها باريس على عاتقها وأبرزها الجيش الأوروبي الجديد، مشيرين إلى أن واشنطن سيتعزز موقفها بشأن مطالبتها بضرورة الحفظا على حلف شمال الأطلسي «الناتو» بدلا من إنشاء جيش جديد.

يأتي ذلك في وقت أكد الكرملين أنه لا يرى أي تأثير للولايات المتحدة على حركة «السترات الصفراء».

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «إنها قضية داخلية في فرنسا، بالنسبة إلينا من المهم ألا تتسبب هذه الاضطرابات بسقوط ضحايا أو جرحى، وخصوصا من المواطنين الروس».

محاكمة المتورطين

كانت محكمة فرنسية قد حكمت مؤخرا على متظاهرَين من «السترات الصفراء» بالسجن 3 أشهر مع النفاذ، بعد توقيفهما خلال تجمع مساء السبت بوسط فرنسا، تم خلاله إحراق مقر إدارة محلية.

 ومثل الرجلان وفق آلية فورية أمام القاضي، الذي حكم على أحدهما بالسجن 12 شهرا مع وقف النفاذ، لتسعة منها وعلى الثاني بالسجن ستة أشهر مع وقف النفاذ لثلاثة منها لإدانتهما بارتكاب «أعمال عنف مشددة»، مع «محاولات تخريب» لأحدهما.

 وجرت مواجهات مع قوات حفظ النظام حين اقتحم متظاهرون فناء الإدارة المحلية وأدخلوا جرارات أفرغت فيها إطارات، قبل أن يتم طردهم إلى الخارج.

وقام آخرون بإلقاء مقذوفات من نوع قنابل المولوتوف، ما أدى إلى اشتعال النار في مبنى الإدارة ومكاتب إدارية أخرى مجاورة.


الجيش الأوروبي الجديد


01 فكرة الرئيس ماكرون


02 يهدف لتوحيد الجهود الأوروبية بعيدا عن واشنطن


03 جاء عقب انسحاب واشنطن من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية


04 اندلعت خلافات أوروبية أميركية بسبب سياسة الإنفاق على الناتو