تجاهل سكان مدينة ديار بكر التركية تحذيرات الرئيس رجب طيب إردوغان، بعدم الخروج في مظاهرات على غرار احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، وقال مراقبون إن انطلاق التظاهرات في ديار بكر، أول من أمس، يمثل بداية الانتفاضة ضد نظام إردوغان، لا سيما بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتوتر علاقات تركيا بأميركا وأوروبا، على خلفية تلويح أنقرة بشن حرب ضد الأكراد شمال سورية. 


 أزمة الداخل التركي


تراجع قيمة الليرة التركية وارتفاع الأسعار


تزايد التضخم إلى نحو 21,62% في نوفمبر الماضي


رفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة


خروج المظاهرات المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية




 


حذرت تقارير من تنفيذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تهديداته بشن حرب ضد الأكراد في شمال سورية، مشيرة إلى أن العملية العسكرية التي ينتويها النظام التركي تأتي في وقت تشهد فيه بلاده اضطرابات داخلية، إلى جانب رفض الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لأي تحرك عسكري تركي ضد الأكراد في سورية.

وتحدثت التقارير، عما عبر عنه الرئيس التركي، من قلق من الدعوات إلى تنظيم مظاهرات في بلاده على غرار “السترات الصفراء”، التي اجتاحت فرنسا لأسباب اقتصادية، مبينة أنه رغم قلق إردوغان وتهديده للمتظاهرين بأنهم «سيدفعون الثمن غاليا»، إلا أنه ووفقا لتصريحاته يواصل التلويح بمغامرته العسكرية بشمال سورية، رغم الاعتراضات الأميركية الأوروبية.



الأزمة الاقتصادية

كانت بعض القطاعات التركية تجاهلت تحذيرات الرئيس إردوغان، وخرج آلاف الأشخاص في ديار بكر جنوب شرق تركيا خصوصا للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، فضلا عن إشادتهم بـ»السترات الصفراء» في فرنسا المطالبة بالمزيد من العدالة الاجتماعية.

ولبى المحتجون نداء كونفدرالية نقابات عمال الخدمة العامة، في وسط مدينة ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، وذلك تحت رقابة أمنية مشددة، وكتب على إحدى اللافتات «لن ندفع ثمن الأزمة الاقتصادية».

وحسب التقارير فقد تدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في تركيا، خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر دبلوماسي مع واشنطن صيف 2018، ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة.

وبلغ التضخم في نوفمبر الماضي 21,62 % بالنسق السنوي متباطئا، بشكل ضئيل عن مستواه في أكتوبر، ورغم الإجراءات الحكومية يشعر السكان يوميا بارتفاع الأسعار.

ووفقا لوسائل إعلام تركية، فإن إردوغان تخوف من تجربة “السترات الصفراء”، عقب احتجاج تزعمه رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، تزامنا مع مظاهرات باريس، سيما بعد حملة الاعتقالات الواسعة لمسؤولين وضباط عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

الاستعانة بفصائل المعارضة 

يأتي ذلك في وقت تتزايد المؤشرات على الأرض على عزم تركيا مستعينة بمقاتلين من فصائل المعارضة السورية للقيام بعملية عسكرية في منطقة شرق الفرات ومدينة منبج، ضد وحدات الحماية الكردية المدعومين من الولايات المتحدة، خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك رغم التهديدات الأميركية للمعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، من المشاركة في أي عملية عسكرية تركية ضد «الوحدات الكردية» شرق نهر الفرات، فضلا عما طلبته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أول من أمس من تركيا «بالامتناع عن أي تحرك أحادي الجانب» ضد مقاتلين أكراد بسورية تدعمهم واشنطن.

وكان مسؤولون أميركيون قد بعثوا برسالة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، و»الجيش السوري الحر»، هددوا فيها بأن العناصر التي ستشارك في أي عملية تركية شرق الفرات ستواجه الجيش الأميركي بشكل مباشر.



 تداخل القوات

وجاء في الرسالة أن القوات الأميركية و»وحدات الحماية الكردية» في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة الوحدات دون استهداف قوات التحالف والقوات الأميركية والاشتباك معهما»، في إشارة إلى خطورة العملية العسكرية، التي تنتويها تركيا.

كما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أن «التصريحات عن عملية عسكرية تركية جديدة محتملة في شمال شرق سورية، هي مصدر قلق».

يذكر أن تركيا كانت قد أعلنت في وقت سابق عن عزمها لخوض عملية عسكرية شرق الفرات، في غضون أيام، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن القوات التركية ستدخل مدينة منبج إذا لم تخرج الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية منها.  



استعدادات الجيش الحر

في إطار الاستعداد لهذه العملية العسكرية المرتقبة في شرق الفرات ومنبج، قالت مصادر عسكرية من «الجيش السوري الحر» إن فصائل «الجيش الوطني» بدأت إرسال أسماء مقاتليها، الذين سيشاركون في العمليات العسكرية إلى تركيا، مشيرة إلى رفع مستوى جاهزية الفصائل في مجمل مناطق «درع الفرات»، إضافة إلى تكثيف عمليات الاستطلاع من جانب «الجيش الوطني» والجيش التركي على طول الحدود السورية التركية المحاذية، لمناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية».

وقالت مصادر إن مقاتلي»الجيش الحر» يستعدون لخوض عملية عسكرية شرق الفرات، من خلال 14 ألف مقاتل أعدتهم تركيا لبدء العمليات العسكرية، فيما أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن العملية العسكرية في شرق الفرات ستكون على طول 100 كيلومتر على الشريط الحدودي التركي مع سورية، وهي المسافة التي تبعد بين رأس العين في شمال مدينة الحسكة، ومدينة تل أبيض شمال الرقة.

 البحث عن منطقة عازلة

وتظهر أبعاد المعركة الجغرافية والتجهيزات العسكرية، التي تعدها تركيا، عودة ما كانت تطالب به عن ضرورة إنشاء منطقة عازلة قبل أكثر من خمسة أعوام.


 


أزمة الداخل


تراجع قيمة الليرة التركية وارتفاع الأسعار


رفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة


تزايد التضخم إلى نحو 21,62 %  في نوفمبر الماضي


خروج المظاهرات المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية


مغامرة سورية


 رفض أميركا وأوروبا لأي تحرك عسكري ضد الأكراد


تداخل القوات الأميركية و»وحدات الحماية الكردية»


امتداد العملية العسكرية بطول 100 كيلومتر على الشريط الحدودي


رغبة واشنطن في كبح محاولات تركيا في تحقيق مرادها بـ»منطقة عازلة»