عدنان هوساوي



تضافرت الجهود على تحريض العقليات المعتلة، وشحذت الأجندات التخريبية السائدة عللها، ابتداء في دهاليز قنوات الدوحة وأروقة إعلام إسطنبول، وظفوا جميع الأدوات الخاصة بالآلة الإعلامية حتى يبدو ظهورهم من خلال تلك الأدوات أنه الأقوى نفوذا والأعلى صخبا والأكثر ضجيجا، حاولوا تأليب العالم العربي عبر الحشود من كل حدب وصوب والجموع الغفيرة من عرب وعجم، أردوا تمزيق النسيج العربي وتفريق العالم الإسلامي بدق إسفين من أسافين الغدر والخيانة. إن الفكر العليل والعقل المريض لا بد لكل منهما أن يهوي ويسقط ولو بعد حين، لذلك خابت كل أساليب الفتن التي تفننوا في إحداثها، فطفقوا منكسين رؤوسهم في وحل الذل والهوان بعد أن فشلت المحاولات اليائسة التي لا تتعدى أن تكون دوافعها المكبوتة في النفوس النزعة الجامحة في حب الظهور، والرغبة المشتعلة للحقد والحسد، ولو اقتضى واستدعى الأمر الإضرار بمصالح دول جوار.

لقد أوفدوا الوفود وبعثوا البعثات، أعين تتقصى ردود أفعال الدول في توسل واستجداء، رجاء تبني قضية تم الفصل فيها نهائيا، لكنهم أرادوا من ذلك جعلها قضية ذات صبغة خاصة، بحيث تبدو للعالم وكأنها الجريمة الكبرى والبلية العظمى. إن محاولات الضغط المتتالية على شاكلة الزيارات المكوكية التي قام بها ساستهم باء جميعها بالفشل، وهو ما يجسد علانية حالة التخبط التي وصلوا إليها، فأضحى إعلامهم المعادي أضحوكة تلوكها الأفواه والألسن بعد أن التصق بهم عار الفرية والكذب بهم، بحيث أصبح من الصعب الانفكاك عنه، لقد تأصلت فيهم خصال المكر والخديعة والكذب - ويصدق فيهم قوله تعالى - ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين -، وكأني خلال ذلك أرى المشاريع التي تم وضع خططها مؤخرا في مختلف مناطق المملكة، والمبالغ الضخمة التي ضخت في سبيل ذلك أتت لتقلق مضاجع القوم، وما إن أفاقوا هوينة من تلك الأقوى إلا وأتت جولات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخارجية لتقضي على ما تبقى من أحلامهم، فكانت جولات سموه القشة التي قصمت ظهر البعير.

عموما نحن سائرون في مسيرتنا، سائرون خلف قائدنا، سائرون في خدمة بيت الله الحرام، تركنا لغيرنا العواء والنباح والنعيق، فأعمالنا، إنجازاتنا مشاريعنا وأفعالنا التي يشار إليها في كل أنحاء العالم اليوم بالبنان، هي من تتحدث عنا، فالأفعال لا تضاهيها الأقوال، هذه هي المملكة العربية السعودية لا تلتفت إلى القيل والقال وعويل الصغار، بقدر ما يهمها الأفعال ثم الأفعال تم الأفعال.