أكد موقع «Bloomberg» الإخباري في تقرير له أن العام المقبل 2019 سيكون محيرا وأكثر فوضوية من سنوات أخرى، على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الدول التي اعتقد في السابق أنها سهلة التنبؤ أصبحت أصعب في القراءة الآن.

وقال التقرير «سواء أكان هذا الاضطراب ناتجًا عن ثورة تكنولوجية أو عدم مساواة في الدخل أو صراع حضارات أو غطرسة غربية، فمن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2019»، متوقعا عودة سباق التسلح على غرار الحرب الباردة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1989، فضلا عن تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.


سباق التسلح


فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن نية الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى الموقعة مع الاتحاد السوفيتي السابق «روسيا حاليا» عام 1987، قال تقرير «بلومبرج»، أن هذه الخطوة الخطيرة تشير إلى وجود صواريخ روسية محظورة في السابق سيكون لها تأثيرعلى الدول الغربية، ما يؤدى إلى زيادة سباق التسلح في الأسلحة ذات التقنية العالية الجارية بالفعل، وإلقاء قنبلة سياسية على حلف شمال الأطلسي، مع انقسام الولايات المتحدة وأوروبا التي قد تدخل في سباق تسلح أيضا.

وذكر التقرير أنه في ظل العقوبات الأميركية على روسيا، فإنه يتوقع أن تنحدر العلاقات بين البلدين إلى عداء مفتوح وتؤثر على الحد من التسلح والمناطق التي تمكنت حتى الآن من التعاون معها.

وحول الخلافات الروسية الأوكرانية قال التقرير إنه «من غير المرجح أن تخبو الألعاب النارية الخطابية بين كييف وموسكو قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في 31 مارس المقبل.


توفير التكاليف


وفقا للتقرير، فإن الضغط الأميركي سوف يتزايد على إيران بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرضت واشنطن حزمة العقوبات على طهران في نوفمبر الماضي، مبينا أن 2019 سيكون عامًا مليئا بالأحداث، كما أن احتمال التصعيد الأميركي ضد إيران سيكون واضحا، سيما وأن إيران تواصل تهديداتها بمنع الملاحة في مضيق هرمز والذي تمر من خلاله 30% من إمدادات النفط الخام في العالم يوميا.

وأضاف التقرير أنه بالنسبة لكوريا الشمالية، فإن قمة يونيو بين ترمب وكيم جونج أون أبطلت من تصعيد التهديدات واختبارات الصواريخ الباليستية، مشيرا إلى أن الأمور لا تزال هادئة، لكن كيم لا يظهر أي علامة على تفكيك برامجه النووية أو الصاروخية على الأرجح، ينتظر الحديث عنها في الاجتماع الموقع بين ترمب وكيم جونج في يناير أو فبراير المقبلين، كما ستجري المناورات العسكرية السنوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في شهري مارس وأغسطس.

الوضع بسورية

ورجح التقرير أن تستمر الحرب في سورية في عام 2019 وللسنة الثامنة على التوالي، متوقعا أن تكون تركيا في مركز الأحداث في وقت مبكر، خاصة بعد أن هددت أنقرة، الأسبوع الماضي، بالبدء في هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على معظم المنطقة الواقعة جنوب الحدود السورية مع تركيا.

وأضاف أن هناك خطرا أعظم يتمثل في أنه مع إيران وإسرائيل وروسيا وتركيا، إضافة إلى ما أعلن عنه من انسحاب القوات الأميركية من سورية، فإن التوقعات تسير إلى الفشل ويتصاعد الصراع بين القوى الإقليمية، ما يدفع المزيد من اللاجئين إلى دول تعاني اقتصاديا مثل الأردن ولبنان، وكذلك إلى تركيا.


 أفغانستان

من المقرر أن تجري أفغانستان انتخابات رئاسية في 20 أبريل المقبل، وذلك في وقت تتلهف فيه الولايات المتحدة لإيجاد مخرج من تلك الحرب المستمرة منذ 18 سنة في العام 2019، ومن ثم فهي تزيد من وتيرة محادثات السلام مع المتمردين من حركة طالبان التي حكمت البلاد إبان هجمات 11 سبتمبرعلى الولايات المتحدة عام 2001، كما تضغط واشنطن أيضا على باكستان للتعاون لتطويق طالبان. ولكن مازال الجيش الأفغاني بحاجة إلى الدعم، لتحقيق الأمن في البلاد.  

 صعود الشعوبيين

يأتي التحدي الثالث للاتحاد الأوروبي من الانتخابات للبرلمان الأوروبي، حيث يتشكل التصويت في 23-23 مايو، باعتباره اختباراً رئيسياً لشعبية الاتحاد الأوروبي وللأحزاب القومية والشعبية المتشددة التي توتر ضدها.

وتوقع التقرير أن يفوز الشعوبيون بشكل كبير، ويكتسبون عددًا كافيًا من المقاعد في البرلمان من أجل إعاقة العملية التشريعية للاتحاد الأوروبي وتعزيز احتمالات تحقيق الانتصارات الوطنية وجداول الأعمال في جميع أنحاء أوروبا.

 


الصراعات التجارية


قال التقرير إنه في حال ارتفاع التعريفات الأميركية على شريحة من الواردات من الصين بقيمة 200 مليار دولار، فإن حربا تجارية كاملة ستتوسع من أجل السيطرة الاستراتيجية بحلول نهاية العام، ما يقوض النمو والأمن في جميع أنحاء العالم.

وأضاف أنه من المقرر بحلول فبراير المقبل، أن تقرر وزارة التجارة الأميركية ما إذا كانت واردات السيارات تشكل تهديداً للأمن القومي، وهو تسمية من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بفرض رسوم أعلى على واردات السيارات، خاصة من الشركات الأوروبية، ما يؤدى إلى نشوب حرب تجارية كاملة مع أوروبا، كما أن اليابان ممكن أن تتأثر من ذلك.

واعتبر التقرير أن خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مازال حتى الآن منخفضا، رغم أن لندن هي مقر التمويل الأوروبي، كما أن المملكة المتحدة لديها واحدة من أكبر الاقتصادات والجيوش في الاتحاد الأوروبي.


 


 


ملامح 2019

   تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

   تورط تركيا في الصراع بسورية.

   تصاعد الخلافات بين كييف وموسكو قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية.

   توسع الحرب التجارية ما يقوض النمو والأمن في العالم.

   فوز الشعوبيين بعدد كاف من مقاعد البرلمان الأوروبي.