فيما بدأ الجيش الإسرائيلي، عملية تدمير أنفاق على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يتهم حزب الله بأنه حفرها لأغراض عسكرية، لم يستبعد مراقبون لبنانيون أن تكون إيران هي التي زودت إسرائيل بخرائط الأنفاق، مما فاجأ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نفسه، مشيرين إلى أن إيران حاليا ليست بوارد خوض مغامرات عسكرية تجاه إسرائيل، كونها تعاني من أزمات عديدة بالداخل، كما أنها قد تكون في حالة تفاوض مع إسرائيل.  وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أول من أمس، أنه «بدأ مرحلة تدمير أنفاق حزب الله، وإبطال مفعولها عبر الحدود، وذلك بقيادة وحدات الهندسة القتالية التابعة للقيادة الشمالية ووحدة الهندسة القتالية الخاصة». ومنذ بدأ عملية واسعة في الرابع من ديسمبر الجاري سميت «درع الشمال»، أعلن الجيش أنه اكتشف أربعة أنفاق هجومية تصل إلى الأراضي الإسرائيلية، وقال الجيش في بيانه إن «الانفجارات في المنطقة الغربية من الخط الأزرق الحدودي هي جزء من عملية درع الشمال، لتدمير الأنفاق الهجومية لحزب الله».



مهمة اليونيفيل

وفقا للمراقبين، فإن إسرائيل لم تنجح خلال جلسة مجلس الأمن التي انعقدت قبل أيام، وخصصت للبحث في موضوع أنفاق حزب الله على الحدود مع لبنان، في تعديل مهمة القوات الدولية «اليونفيل»، وتحويلها من قوة سلام إلى قوة رادعة، عبر طلبها تعديل مهامها وتوسيعها، كما فشلت إسرائيل التي حملت السلطة اللبنانية مسؤولية هذه الأنفاق في تعديل مواقف الدول من دعم لبنان، لافتين إلى أن الأمور اقتصرت على الدعوة للالتزام بالقرار1701، كما جاء في نصه الصادر عام 2006، فيما انتهت الجلسة من دون إصدار بيان أو اقتراح أي قرار من أعضائه، خلافا للترويج الإسرائيلي لنية الطلب من قوات الأمم المتحدة تعديل مهمتها وتوسيعها، أو تحميل السلطة اللبنانية مسؤولية الأنفاق.

معركة إعلامية

قال الناشط السياسي عماد الشدياق لـ»الوطن»، إن «هدف إسرائيل من إثارة موضوع الأنفاق في مجلس الأمن كان لكسب معركة إعلامية، إذ أنه في حال وجود نوايا عدوانية لدى إسرائيل أو إشعال حرب، فهي كالمعتاد تتجاهل المجتمع الدولي ولا تلجأ إلى مجلس الأمن»، معتبرا أن «ما تقوم به إسرائيل مرتبط بقرار رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب سحب الجيش الأميركي من سورية، وترقب تحركات الإيرانيين بعد هذا القرار، سيما وأن هناك تعاونا بين إيران وتركيا قد ينعكس على الوضع في لبنان.  ورأى الشدياق أن «التعاون التركي ــــ الإيراني» جلي وواضح، قبل العقوبات الأميركية وخلالها وبعدها، فتركيا هي بوابة إيران للهروب من العقوبات، ومعروف أن شركات وتجار إيرانيون يستثمرون في تركيا، موضحا أن مهلة الشهرين التي أعطاها ترمب للدول التي كانت تأخذ نفطا من إيران شارفت على النهاية، وسيظهر بعدها إلى أين ستذهب الأمور.



صمت حزب الله

وحول عدم رد حزب الله على نتنياهو في موضوع الأنفاق قال الشدياق: «حزب الله» يعلم أن إسرائيل لا نية لها للحرب في لبنان، لكنه في المقابل لم يحاول استفزازها، خاصة وأنه غير جاهز لأي مغامرة في لبنان، لا عدديا ولا عسكريا، كما أن انهيار 1701سيضعه بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، والوضع في مناطق نفوذه شعبيا، أي في قرى الجنوب والضاحية لم يعد كما كان عليه في العام 2006، كما أن إيران بوضعها الحالي، وفي ظل استمرار الاحتجاجات بالداخل وانعكسات العقوبات الأميركية، تدرك أنها لا تقدر على مواجهة إسرائيل. وعن مصير سلاح حزب الله والدعوات إلى استراتيجية دفاعية تحل مشكلته، اعتبر الشدياق أن الاستراتيجية الدفاعية باتت فولكلورا شعبيا، فقرار بقاء سلاح حزب الله قرار من عدمه مرتبط بإيران، وهو بات سلاحا شيعيا وليس سلاحا حزبيا، وهذا أمر بالغ التعقيد، وسحب سلاحه بحاجة لتسوية كبرى وشاملة مع إيران.

 


 


 أسباب التنسيق الإيراني الإسرائيلي


 خوف نظام الملالي من الاحتجاجات بالداخل

 رغبة طهران في عدم خوض مغامرة فاشلة مع إسرائيل 

 تلاشي الربط بين سلاح حزب الله وما يسمى بالمقاومة

 وجود تعاون بين تركيا وإيران قد ينعكس على لبنان