قالت مصادر مطلعة إن المواجهات الأخيرة في محافظة إدلب وغرب حلب بين هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، والجبهة الوطنية للتحرير والتي تضم فصائل معارضة مدعومة من تركيا، سوف تصب بنتائجها وتداعياتها في مصلحة روسيا والنظام السوري، حيث تنتظران النتائج، فيما تستكملان الاستعدادات العسكرية لخوض المعركة النهائية هناك، مشيرة إلى ظهور مؤشرات المواجهة بعمليات قصف جوي نفذته طائرات حربية تابعة لنظام بشار الأسد وموسكو قبل يومين على مواقع لـ«جبهة النصرة» في كفرناها ودار عزة والفوج 46 في إدلب، ما يشير إلى أن المعركة تقترب كلما استنزفت الجبهة أكثر في الاشتباكات مع الجماعات المسلحة الأخرى.



توسع المواجهات

وكانت الأوضاع في مدينة إدلب السورية عن السيطرة بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام، عقب كسر الأخيرة لحركة نور الدين الزنكي المنضوية تحت لواء «الجبهة الوطنية للتحرير»، في دارة عزة وسقوط العديد من القتلى.

وخاضت هيئة تحرير الشام منذ الثلاثاء الماضي معارك مع الجبهة الوطنية للتحرير التي كانت محصورة في بادئ الأمر في مناطق فصائل المعارضة في محافظة حلب، وتوسعت إلى محافظتي حماة وإدلب آخر معقل لفصائل المعارضة شمال غربي سورية.

وفي ظل رجوح كفة هيئة تحرير الشام انسحبت حركة نور الدين الزنكي من معاقلها الأخيرة في ريف حلب الغربي باتجاه عفرين بموجب اتفاق تسليم أجبرت على توقيعه، بعدما سيطرت «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من منطقة نفوذ الزنكي.

 هجوم عنيف

ويرى مراقبون بأن المواجهات العنيفة بين النصرة والجبهة الوطنية للتحرير فتحت الباب أمام قوات النظام السوري لتكون لاعبا أساسيا في مدينة إدلب للسيطرة على المدينة وهو الأمر الذي دفع الجبهة الوطنية للتحرير إلى منع مقاتليها الموجودين في الجبهات بالشمال السوري من التدخل في المعارك الجارية مع هيئة تحرير الشام وذلك بعد إعلان الجبهة الوطنية النفير العام ضد الهيئة.

في حين رأت بعض الأوساط الإعلامية أن السبب في الانهيار السريع لـ«الزنكي» في مواقعه الأخيرة خلال الساعات القليلة الماضية يعود إلى الهجوم العنيف الذي شنته «هئية تحرير الشام» من محاور متعددة والاستخدام الكثيف للأسلحة الثقيلة من الدبابات والهاون والصواريخ المضادة للدروع والإشغال الكامل لخطوط القتال مع «الزنكي» مكّن «الهيئة» من السيطرة على دفاعات خصومها الأكثر تحصينا والتي كانت العثرة الأبرز أمام الهجمات السابقة لـ«الهيئة».

وركزت القوات العسكرية لـ«الهيئة» خلال الساعات القليلة الماضية على حرمان «الزنكي» من أي منفذ يصل مناطقها، غربي حلب، بمناطق سيطرة الفصائل، حيث عملت «الهيئة»على تقطيع أوصال مناطق «الزنكي» وحصار مقاتليها في عدد قليل من القرى والجمعيات السكنية المحيطة ببلدة قبتان الجبل.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد ذكر، أمس الأول، أن ريف إدلب يشهد في عمومه استنفارات من قبل الفصائل المتناحرة كل في مناطق سيطرته، حيث تواصل فصائل الجبهة الوطنية للتحرير بتعزيز نقاطها، وتحصينها عبر رفع السواتر، واستقدام مزيد من المقاتلين للحواجز والنقاط، كأطراف معرة النعمان وأريحا وغيرها.

ورجح المرصد أن التعزيزات هذه تأتي في إطار تحضيرات من قبل هيئة تحرير الشام لتوسعة سيطرتها من جديد ضمن محافظة إدلب.