تعالت الأصوات والنباح من هنا وهناك، الكل يسب ويشتم وينتقد ويتهم، جسارة على الشر تلهب القلب، بل تحرقه، دفعتني لأن أعد لنفسي متكأً؛ هناك لوحدي، لأسدل الستار على بقية حياتي.

وكم أرجو وهذا الشعور القاسي ينبعثُ من نفسي أن نطَّعِم حياتنا بذرة ملح؛ نسبغها لقاءاتنا وحواراتنا بدلا من إعلان النفير العام على كل مشاعرنا الطيبة الرطبة لتلوذ بمخابئها وجحورها، وتبقى الأجواء محرقة.

يالهُ من شتات ذهني في عالم من الألغاز؛ عندما ننادي بالفضيلة والأخلاق ولا نتسق مع هذا النداء، وربما نظرةٌ إلى محيّا أحدنا في لحظة اختلاف تؤكد لنا هذا الحال دون عناء استقصاء.

ومن يرجو بعد ذلك أن يحل الخير والفأل والنعمة على نفسيته مع هكذا لقاءات، وصنبور الماء الذي ترتشف منه نفسه مليء بكل هذا الكدر، من يحرق نفسه؟ ولصالح من؟. آن الأوان أن نرفض ونستنكر كل ما يهدم نفسياتنا ومشاعرنا؛ وكل الرجاء «ذرة ملح».