استأثرت المحادثات التي أجراها مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، ماريشال بيللينغسليا، خلال زيارته مؤخرا إلى لبنان، بمشاركة وفد أميركي مع المسؤولين اللبنانيين، باهتمام المراقبين السياسيين، حيث وصفت الزيارة بأنها «استثنائية»، وقد هدفت وفق برنامج العمل المخطط له من الإدارة الاميركية إلى البحث في «الشراكة اللبنانية ـ الأميركية في مجالات مكافحة تمويل الإرهاب، والتثبت من التزام لبنان بمكافحة الإرهاب، لكن مصادر متابعة أكدت أن مهمة الموفد الأميركي محددة بمراقبة تنفيذ العقوبات التي تستهدف إيران وحزب الله تحديدا، والمؤسسات والشركات الإيرانية الموضوعة تحت العقوبات المفروضة، وكذلك مراقبة «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى.



شبكة حزب الله

توقع الصحفي الاقتصادي اللبناني عبدالرحمن إياس في حديث إلى «الوطن»، أن تؤكد المصارف اللبنانية من جديد التزامها بالعقوبات بإشراف المصرف المركزي خوفا من قطع صلتها بنيويورك التي تُعتبر محطة ضرورية لكل التحويلات العالمية الخاصة بالدولار، مشيرا إلى أن حزب الله لا تمر شبكته المالية عبر هذه المصارف، لذلك يُتوقع أن لا تحصل توترات بينه وبين المصارف إلا إذا تعلق الأمر بمودعين من بيئته كما حصل سابقا، واستدعى موقفا متشددا من أمينه العام.



الالتزام بالتعهدات

يأتي ذلك في وقت يعتبر لبنان شريكا في مكافحة الإرهاب وملتزما بكل القرارات والقوانين الدولية التي ترعى حركة الأموال غير الشرعية في العالم، عبر المصارف الأميركية الوسيطة وغيرها من القطاعات المصرفية في العالم. وقد بحث المسؤول الأميركي طريقة تنفيذ هذه القرارات من قبل القطاع المصرفي في لبنان وفقا للشراكة الأميركية مع المصرف المركزي والمؤسسات المالية اللبنانية.

وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أثناء لقائه الموفد الأميركي، مشاركة لبنان بفعالية في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، قائلا «المعركة ضد الإرهاب لم تنته وتحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي».

وأوضحت مصادر دبلوماسية في بيروت، أن المسؤول الأميركي شدد على ضرورة مضي لبنان قدما في مسار الالتزام بالعقوبات والإجراءات التي وضعتها واشنطن لتجفيف منابع تمويل حزب الله. وطالب باستمرار الالتزام في المرحلة المقبلة بالإجراءات الأميركية المعتمدة ضد إيران والحزب، خصوصا وأنها ستشهد توسعا، وسيكون هناك عقوبات إضافية.



مؤتمر وارسو

يقول المراقبون، إن الزيارة تأتي على مسافة أيام قليلة من مؤتمر وارسو، الذي دعت إليه واشنطن في بولندا في 13 و14 فبراير الجاري، والذي تتطلع الولايات المتحدة إلى أن يشكّل مناسبة لتوحيد الرؤى والخطوات الدولية، لإطلاق حملة أكبر لتطويق نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتضييق الخناق أكثر حول عنقها وأذرعها المنتشرة في الدول العربية، مما يعني أن الرسالة الأميركية هي دعوة للبنان للتكيّف مع النهج المتشدد الأميركي والدولي الجديد، والتزام التدابير والإجراءات التصعيدية.