أكد مراقبون أن تكرار التفجيرات في مدينة منبج السورية خلال الفترة الأخيرة، يعيد خلط الأوراق مجددا بين أكثر من جهة تتصارع النفوذ على الأراضي السورية، خاصة أنها جاءت بعد إعلان واشنطن سحب قواتها من سورية، مشيرين إلى أن تعقد الوضع في منبج إلى جانب استمرار خروقات النظام في مناطق خفض التصعيد، قد يزيدان من تعقيدات الحل النهائي في سورية.

وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت، أمس الأول، في حافلة تقل مدرسين في مدينة منبج في شمال سورية، وجاء الاعتداء، بعد ساعات من «تفجير عبوة ناسفة عن بعد أثناء مرور سيارة تابعة لقيادي في مجلس منبج العسكري»، كما استهدف تفجير بعبوة ناسفة، الثلاثاء، مسؤولة إدارية، أثناء مرور سيارتها في المدينة، ما تسبب بإصابة سائقها. وجاءت هذه التفجيرات الثلاثة، بعدما استهدف انتحاري داعش في ديسمبر الماضي دورية أميركية وسط مدينة منبج، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وخمسة مقاتلين محليين، بالإضافة إلى أربعة أميركيين.

 


احتمالات المواجهة


قال المراقبون إن مايزيد الشكوك في تفجيرات منبج هو أنها تأتي بعد شهر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من سورية بعد القضاء على تنظيم داعش بموجب خطة ستنفذ ببطء، مشيرين إلى أن مدينة منبج تقع على بعد 80 كيلومترا شرق حلب وتخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وأنها تقبع عند ملتقى ثلاث مناطق نفوذ منفصلة للروس والأتراك والأميركيين.

ولفت المراقبون إلى أن انسحاب القوات الأميركية قد يؤدي إلى مواجهة محتملة بين «وحدات حماية الشعب» الكردية مع تركيا، ويفتح الطريق أمام اتساع نطاق النفوذ الروسي والإيراني في المناطق التي ستغادرها القوات الأميركية.

 


المناطق العازلة


 تواصل قوات النظام السوري عمليات القصف المكثف، ضمن المناطق العازلة التي أقامها الروس والأتراك والمنطقة منزوعة السلاح، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفا صاروخيا متواصلا على قطاعي حماة وإدلب.

كما رصد المرصد السوري قيام التحالف الدولي بإقامة عدد من القواعد، في مناطق بشرق الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، عند الضفة الغربية للنهر، وتتضمن القواعد مطارات لهبوط وإقلاع الطائرات، كما أقيمت بعضها على شكل قواعد صغيرة. 

 


غموض المشهد

حسب المراقبين، فإنه في ظل الغموض الذي يلف المشهد السوري برمته تبقى الساحة السورية مفتوحة على جميع السيناريوهات، خاصة أن ما يعتقده النظام السوري من تحقيق انتصار سياسي وعسكري غير صحيح، فانتصار النظام ميدانياً تنقصه إدلب والشمال السوري، وسياسياً انتصر في تأجيل مسألة رحيله فقط.

وأضافوا أنه رغم هذه التطورات، فلا يعتقد أن يتنازل النظام سياسيا عن شروطه، لا بتشكيل لجنة الدستور، ولا بورقة عملها، ولا بتفاصيل بنودها، ما يؤشر إلى تأخر الحل السياسي النهائي في سورية. 

 


أهمية منبج


 تمثل خطاً اقتصادياً ساخناً يربط مدينة حلب بطرفي نهر الفرات الشرقي والغربي. 

 


 تقع على بعد 80 كيلو مترا من المحافظة و30 كيلو مترا غربي نهر الفرات.

 


 تعتبر نقطة التقاء لثلاث مناطق نفوذ منفصلة للروس والأتراك والأميركيين.

 


تضم المدينة أكثر من قاعدة للتحالف الدولي.