قال محللون سياسيون إن التوافق بين القوى السياسية الذي يمكن قراءته من خلال أسماء الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة سعد الحريري، لا يوحي بأي نوايا لتغيير المسار السياسي لدى الأطراف التي تسيطر على القرار، مشيرين إلى أن إسناد غالبية الحقائب الوزارية لأعضاء بالتيار الوطني الحر «حزب رئيس الجمهورية» و حزب الله«، وقوى» 8 آذار«، والتي تدور في فلكها، قد يعطل العمل الحكومي، حتى بعد البيان الوزاري المرتقب، ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه اللبنانيين.  وأضافوا أن مشكلات لبنان لن تنتهي بمجرد تشكيل الحكومة، لاسيما في وجود أعضاء من حزب الله والموالين له، وفي ذلك تحدٍ واضح للمجتمع الدولي ولقراراته، كذلك لأن ارتباطات الحزب ومصالحه تختلف عن مفهوم ما يريده بقية اللبنانيين. واعتبر المحللون أن الحكومة ستخرج ببيان وزاري، رغم التعقيدات، وأن الحل سيكون باعتماد جمل إنشائية فيما يطلق عليه»تدوير الزوايا«لتجنيب الأطراف المواجهة، في ظل مستجدات مؤتمر»سيدر«الإصلاحية واشتداد وتيرة التحذيرات الأميركية تجاه حزب الله الموالي لإيران.


تدوير الزوايا


وقال المحلل السياسي غسان حبال  لـ»الوطن«، ، إن مصطلح»تدوير الزوايا«يمثل أساسا لكل المصائب التي حلت وتحل بلبنان، لأنه لا يعني سوى خدعة لفظية وهروبا إلى الأمام من قرار سياسي واضح ومطلوب من الحكومة اللبنانية، فمثلا طمأنة إسرائيل وسورية وأميركا وروسيا لفظيا لن يغير الكثير في مسار الصراع، كما يعني أن سياسة النأي بالنفس لن ترى النور. وأضاف أن مصطلح»تدوير الزوايا «قد يصلح في التوافق على حلول الأزمات السياسية والخدماتية المحلية عبر توزيع المهمات والموازنات المالية بين القوى السياسية، إلا أن هذا المصطلح لا ينفع في الصراع الإقليمي والدولي، لأنه سيكون مجرد تأجيل لأزمة كبرى مؤهلة للانفجار في أي لحظة، وتجيير حلها للمتفاوضين الإقليميين والدوليين الذين سيرسمون الحلول وفقا لمصالحهم من دون الأخذ بمصالح لبنان الذي يكون قد خسر دوره في الحلول عبر تدوير الزوايا والتوافقات السياسية المحلية الهشة».


 تباين المواقف


 وحول ما إذا كانت التباينات في المواقف التي ظهرت بعيد إعلان الحكومة، لا سيما بين اللقاء التشاوري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والخلاف بين الوزير وليد جنبلاط والحريري، يمكن أن تفجر الحكومة قبل انطلاقتها العملية؟، قال حبال: إن «التباينات والخلافات الراهنة هي نتيجة أولية من نتائج سياسة تدوير الزوايا، وتقع في جانب منها ضمن استباق أزمة الخلاف على الحصص والنفوذ داخل الحكومة، وتشكل ضغوطا متبادلة لتأمين كل قوة سياسية امتيازات للحقيبة التي كانت من حصة هذه القوة أو تلك، مبينا أن»هذه الضغوطات المتبادلة عادة ما ترتسم حلولها بتبادل المنافع بين الوزراء«.


ردود الفعل


 وعن تقديره للمواقف العربية والدولية بعد التشكيل أشار حبال إلى أن»الحكومة اللبنانية التي ولدت بعد ثمانية أشهر طوال، ضمت أصحاب أسماء جديدة غير معروفة بخبراتها وتصميمها وإن كانت واعدة، وهذا الواقع قد يكون سببا من أسباب ردات الفعل الباردة على الحكومة الجديدة، التي كانت القوى الإقليمية والدولية المعنية بلبنان، تنتظر أن يؤدي تشكيلها إلى تحقيق الوعود بتغيير موازين القوى السياسية داخل الحكومة وهو أمر لم يحصل.


تفادي العقوبات

 


وعما إذا كان لبنان أنقذ نفسه ماليا وكيف سيتفادى العقوبات التي ستشدد بعد مؤتمر بولندا المرتقب ضد إيران؟، اعتبر حبال أن «تشكيل الحكومة قد ينقذ الوعود بمساعدة لبنان ماليا، لكنه لن ينقذ لبنان، مبينا أن إنقاذ لبنان ماليا يأتي عبر تنفيذه لالتزاماته حيال الوعود المالية المشروطة والمخصصة لمشاريع محددة سيكون تنفيذها قيد المراقبة، مؤكدا أن تلك الأوضاع تمثل الامتحان الصعب لمصير لبنان ودوره المستقبلي في المنطقة.  كان المجتمع الدولي قد وعد بتقديم 11 مليارا ونصف مليار دولار للبنان، على شكل قروض وهبات. وقد وزعت هذه المبالغ على مشاريع معينة للبنى التحتية لا بد للحكومة من إقرارها الآن، بينما حذر مسؤول أميركي في وقت سابق حزب الله، من استغلال مشاركته بالحكومة لتمويل أنشطته الإرهابية.


 خطورة المصطلح

 


  يعتمد على الخداع اللفظي بهدف تأجيل المواجهات السياسية.



  لن يغير الكثير في مسار الصراع الداخلي.



  يعد تأجيلا لأزمة كبرى مؤهلة للانفجار في أي لحظة.



   لا يصلح في الصراع الإقليمي والدولي.



   يعني أن سياسة النأي بالنفس لن ترى النور.



   يسمح بتدخل جهات إقليمية ودولية.