شدد وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية واستقرارها خط أحمر بالنسبة لإسلام أباد، مؤكدا أن حكومة بلاده تضع المصلحة السياسية العليا للسعودية سواء كانت في اليمن أو في أي مكان في العالم على رأس أولوياتها، لأن المملكة هي العمق الإستراتيجي لباكستان والعالم الإسلامي، وتحتضن المملكة الحرمين الشريفين وتعتبر القلب النابض للعالم.

ولفت وزير الإعلام الباكستاني خلال استقباله للوفد الإعلامي السعودي الاستباقي، إلى أن الحكومة الباكستانية لمست خلال اللقاءات السابقة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تصميما وإرادة عالية على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيرا إلى وجود علاقة شخصية مباشرة تربط رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفهم مشترك لطبيعة العلاقة بين البلدين، إضافة إلى التوافق في الرؤى والمواقف، والسعي الحثيث لإيجاد حلول لقضايا المنطقة.



التأشيرات

أشار الوزير الباكستاني إلى طلب رئيس الوزراء عمران خان من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تخفيض قيمة الرسوم على التأشيرات بالنسبة للباكستانيين القادمين للسعودية، وموافقته مشكورا على تخفيضها من 2000 ريال إلى 300 ريال، كما تطرق إلى عزم السعودية بناء مصفاة نفط في ميناء جوادر بقيمة 10 مليارات دولار، إضافة إلى توقيع اتفاقيات خلال الزيارة بعشرات المليارات من الدولارات.

ولفت أيضا إلى أن حكومة باكستان قررت إعفاء السعوديين من مبالغ الرسوم المفروضة على التأشيرات بشكل كامل. لدينا مشروع سياحي كبير جدا ونرى أن يكون التركيز على جذب السياح السعوديين والخليجيين عوضا من التركيز على الأوربيين.

الأفلام السينمائية

وقال الوزير فؤاد تشودري إنه سبق وأن دشن رئيس الوزراء عرض فيلم سينمائي باكستاني خلال زيارته للسعودية، ونحن بصدد إطلاق فيلمين سينمائيين قريبا ونأمل نقل ثقافة الدراما الباكستانية إلى المملكة العربية السعودية، وسيتم توقيع مذكرتي تعاون خلال الزيارة في مجالي الإعلام والثقافة، وأرى أن التعاون في المجالات الثقافية والفنية يكسر الرتابة في العلاقات، مؤكدا أن زيارة ولي العهد سوف تنقل هذه العلاقة بين البلدين إلى مصاف الشراكات الإستراتيجية.

وتطرق الوزير تشودري إلى إقامة فعاليات مصاحبة لزيارة ولي العهد إلى باكستان تتضمن فعاليات فنية وثقافية وعروض موروثات شعبية ضخمة جدا وسيتم أيضا تبادل زيارات وفود إعلامية وثقافية للاطلاع على الثقافات المختلفة للبلدين.



السياحة

وحول كيفية تنشيط السياحة التي تتطلب وجود استقرار أمني، قال الوزير إن «باكستان عانت من الإرهاب وقتا طويلا لكنها انتقلت حاليا من المرحلة التي أريد لها أن تكون جحيم الإرهاب لتصبح جنة السياحة، كما أن الاتحاد الأوروبي ألغى التحذيرات الأمنية من الذهاب إلى باكستان، وكثير من دول العالم خفضت التحذير من الدرجة الحمراء إلى الخضراء».

وتابع: «نود التوسع في البنية التحتية السياحية ولذلك نعول كثيرا في ذلك الأمر على الاستثمارات السعودية، وباكستان تعد دولة آمنة، ومعدل الجريمة مثلا في كراتشي أقل بكثير من نيويورك، كما أن نسبة الهجمات الإرهابية في باكستان لا تذكر مقارنة بدول مهمة أخرى».

وأضاف: «نعتمد في تنشيط السياحة السعودية والعربية على توفير بيئة سياحية محافظة تناسب العائلات المسلمة، ويتوفر في باكستان وجهات سياحية متعددة من حيث الطبيعة الخلابة والأماكن التاريخية والأثرية.



الإعلام

وفيما يتعلق بالإعلام الباكستاني وصف الوزير تشودري إعلام بلاده بالإعلام الانتقادي ويتخذ أغلبه موقفا معارضا للحكومة، متوقعا أن تكون التغطية إيجابية تقديرا لمكانة المملكة وثقلها السياسي والاقتصادي وكأرض للحرمين الشريفين، أما بالنسبة للإعلام الحكومي أكد أنه تم تسخير كل الإمكانات في التلفزيون والإذاعة والصحافة وكذلك في السوشيال ميديا لمواكبة هذه الزيارة المهمة، وهناك إجماع من كافة التيارات على أهمية هذه الزيارة.