كشفت دراسة بحثية ميدانية أن أكثر أنواع العنف الطلابي الموجه للمعلمين والإداريين في ثانويات البنين في القطاع الشرقي بالأحساء، هو العنف اللفظي بنسبة 43 % من وجهة نظر المعلمين، ويحدث ذلك العنف داخل الصف الدراسي بنسبة 58%، بينما يتركز في الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي بنسبة 33%.


عوامل اجتماعية تدفع للعنف


أوضح الباحث عبدالهادي أحمد البريه، الذي أعد الدراسة بعنوان «العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعنف الطلابي ضد المعلمين والإداريين على ثانويات القطاع الشرقي بالأحساء»، لـ»الوطن» أن الدراسة، موجهة لـ144 طالبا من الممارسين للعنف ضد المعلمين في 16 مدرسة حكومية نهارية وعينة من المعلمين والإداريين، الذين تعرضوا للعنف من الطلاب، مبينا أن الأرقام الإحصائية في الدراسة، أثبتت أن هناك علاقة عكسية بين المستوى الدراسي للطالب ولجوئه للعنف، وكلما قل الدخل المالي للأسرة كلما زاد السلوك العنفي، وتركز الممارسون للعنف من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض، وكلما انخفض تعليم الأب والأم ارتفع العنف عند الأبناء «الطلاب».


عدم الاستقرار المالي للأسرة


ذكر أن الدراسة أظهرت أن أعلى نسبة لمهنة الأب هم من فئة القطاع الخاص، وهذا مؤشر على أن عدم الاستقرار المالي للأسرة وحاجتها للمزيد يقود إلى الانشغال عن تنشئة الأبناء بتوفير احتياجاتهم، وأن أعلى نسبة لمهنة الأم تقع في فئة ربة المنزل، والتي من المفترض أن تقل في هذه الفئة نسبة لجوء الطالب للعنف لحصوله على المتابعة والإشباع العاطفي الكافي، بيد أنه في المقابل وجود الأم دون تأهيلها لا يكفي لتوفير اتزان عاطفي وانفعالي، بسبب نقص في المهارات اللازمة في التعامل مع الأبناء، كما تشير الدراسة إلى أنه كلما زاد عدد أفراد الأسرة كلما زادت احتمالية لجوء أفرادها للعنف، وذلك يعود إلى قلة الاهتمام والانشغال عن الفرد بغيره من أفراد الأسرة، مما لا يجعله مكتفيا عاطفيا، وكلما زاد حجم الأسرة قل نصيب الفرد من الحنان والرعاية، وهذه احتياجاته مطلوبة لتوفير التوازن، وبالتالي كلما زاد عدد أفراد الأسرة زاد العنف.

 


دوافع لممارسة العنف


أبان البريه أن الدراسة أكدت على تأثير الرفقاء على جعل الفرد يتقمص دورا للحصول على المكانة المنشودة، حتى لو كان ذلك التقمص يعني ممارسة سلوك غير سوي، وتفضيل مشاهدة أفلام المطاردات والعنف على الأفلام العادية بنسبة 63 %، كما أكدت الدراسة أن المدرسة إذا تجاوزت حدودها في فرض النظم، واتبعت أسلوبا صارما لا يتفق مع الحد الطبيعي، فسيؤدي ذلك إلى نفور الطلاب من المدرسة وكراهيتها والهروب منها، ثم يتبع الهروب الوقوع في سلوكيات منحرفة، ولمحت الدراسة إلى أن من أبرز الدوافع، التي تجعل الطالب يمارس العنف ضد المعلم أو الإداري، هي: إهانته المستمرة، والضرب، وحصوله على درجات قليلة، وسوء معاملة زملائه، وطرده خارج الفصل، ورفع الصوت عليه، رفض استقبال المعلم له بالمكتب، وتجاهله، واتهامه بالظلم.


توصيات الدراسة


عقد دورات تدريبية باستمرار للمعلمين والإداريين في كيفية التعامل مع طلاب المرحلة الثانوية

 


إشراك الأسرة في

 متتابعة أبنائها

في هذه المرحلة 

 


 إعداد برامج متنوعة يشترك في إعدادها وتنفيذها الطلاب والمعلمون والإداريون


توفير حصص أنشطة لا صفية لإتاحة الفرصة للحوار بين الطلاب والمعلمين

 


إعداد وتصميم برامج توعوية ودورات

 تدريبية

 لمواجهة العنف الطلابي


إجراء الفحوصات النفسية التأهيلية للمعلمين والإداريين 


 توفير بيئة تعليمية متكاملة من حيث المبنى والتجهيزات والمرافق 


مراجعة العقوبات المتعلقة بالعنف ضد المعلمين في المدارس