كشفت نتائج دراسة قامت بها شركة «Geneia» حول ما إذا كانت التقنية عقبة أمام العاملين بالقطاع الصحي، حيث إن 80 %  من الأطباء على وشك الاحتراق «الإنهاك والتعب الذهني والنفسي بسبب الضغوط»، وإن 70 % من المشاركين يعرفون طبيبا يفكر جديا باعتزال مهنة الطب بسبب الاحتراق خلال الخمس سنوات القادمة، وإن 96 % من الأطباء المشاركين أجمعوا على وجوب إعادة تصميم الأنظمة بشكل أكثر مواءمة وتكامل مع الأنظمة الأخرى المستخدمة داخل المنشأة وأيضا مع أنظمة شركات التأمين.


 


لوائح جديدة


أظهرت النتائج أن 68 % من الأطباء يشكون قلة الموارد البشرية القادرة على الاستفادة واستخدام البيانات التي تنتج عن أنظمة السجل الصحي الإلكتروني، وأن 96 % من الأطباء ذكروا أن الوقت الذي يستغرقه الطبيب في إدخال البيانات وطباعة التقارير ارتفع في العشر سنوات الأخيرة، حيث إن

89 % من الأطباء يشكون من الأنظمة واللوائح الجديدة للعمل والتي غيرت قطاع الرعاية الصحية للأسوء.


 


عوامل مؤثرة


يقول المتخصص بتقنيات الرعاية الصحية ثامر البلاع لـ«الوطن»: لا شك في أن التقنية هي أداة ممكنة ومساعدة على أداء العمل ولكنها في نفس الوقت قد تكون عائقاً ومعطلة أحيانا، مبينا أن وضع تقييم منصف لدور تقنية ما في قطاع ما لابد من النظر إلى العوامل المؤثرة إما بشكل مباشر أو غير مباشر والتي قد تؤدي إلى تعطيل العمل، مشيرا إلى أن أكثر هذه العوامل لا ترتبط بالتقنية نفسها.

 أضاف من تلك العوامل تصميم وتطوير التقنية بمنأى عن المستخدم النهائي ومتطلباته، وكثيراً ما يكون المطور من خارج القطاع أو ليس عاملاً فيه، وبالتالي هو يفترض فرضيات ليست واقعية، ولذلك دائماً ينصح بالاستعانة بمختصين من فئة المستخدم نفسه (كالطبيب والصيدلي و..) و ذلك لأنهم سيقومون بتوضيح المشاكل والمتطلبات التي يعاني منها المستخدم والتي يُفترض أن تعالجها التقنية.


 


آراء سلبية


بين البلاع أن كثيرا من الآراء السلبية تكون إما بسبب واجهات المستخدم UI أو تجربة المستخدم UX وذلك يعود في كثير من الأحيان إلى نفس السبب المذكور آنفا وأيضاً يعود إلى إهمال المطور لهذه الجزئية فهي بالنسبة له مجرد قشور، وأيضاً وهو الأغلب يعود إلى افتقاد المطور للمسة الفنية وفهم دقيق لنفسية وتطلعات المستخدم، فواجهة وتجربة المستخدم هي علم بحد ذاتها ولا تعتمد بشكل رئيس على معرفة تقنية وبرمجية، فلها خبراء ومتخصصون.

 


إدارة التغيير


ذكر البلاع أن التدريب و إدارة التغيير هي جزء أصيل من نجاح تطبيق الأنظمة، فإذا كان المستخدم لا يعرف كيف يستخدم النظام بالشكل الصحيح فالغريزة البشرية جُبلت على رفضه و عدم قبوله.  كما أن صانع القرار و المشرّع للقطاع لابد أن يعلم أن التشريعات و اللوائح يجب أن تكون عنصرا مساعدا و مسهلا لإجراءات العمل بجانب وظيفتها التنظيمية، بل أهم، فكثير من الأنظمة واللوائح إما تكون غير متوائمة مع تحديثات الزمان، أو تكون وضعت بشكل بيزنطي لا يمت للواقع بصلة من قبل أشخاص لم يمارسوا العمل في نفس القطاع.

 


رفض التغيير


أوضح أن هناك سببا جوهريا وهو المستخدم نفسه، فهناك فئة وهم قلة ممن ترفض التغيير إجمالاً، بل البعض من هؤلاء القلة يعتقد أن التقنية ستقيده وستكون رقيباً عليه، وهؤلاء على رغم قلتهم لكن خطرهم عظيم إذا كانوا إداريين أو أصحاب قرار داخل المنشأة، فضلاً عن نشر الروح السلبية في بيئة العمل.


 


كوادر متخصصة


أكد البلاع أن الإداري الناجح هو الذي يستطيع الاستفادة من الكوادر البشرية بالشكل الصحيح، كل حسب تخصصه، ويقوم بتعزيز جوانب النقص بكوادر متخصصة، فمتخصصو المعلوماتية الصحية وعلم البيانات هم المؤهلون لتحليل البيانات وإعداد التقارير وليس الطبيب، و هي تخصصات حديثة بدأت كثير من الجامعات بتبنيها كتخصص رئيسي ومستقل. أضاف يتبقى عامل رئيسي هو تكامل الأنظمة وترابطها واستخدام الأدوات المساعدة في تحليل البيانات و الاستفادة منها، وهو عامل مهم إن لم يكن الأهم للاستفادة القصوى من الأنظمة الصحية المطبقة.