فيما تظاهر محتجو «السترات الصفراء» في جميع أنحاء فرنسا، أول من أمس، وللسبت السادس عشر على التوالي، أكد موقع  «Project syndicate»، في تقرير له، إن احتجاجات «السترات الصفراء»، التي تتسم بالعنف العنصري، تأتي كأحد المظاهر المرئية للتصعيد ضد الرئيس إيمانويل ماكرون، من قبل بعض خصومه السياسيين إلى جانب القوى الشعبوية، لافتا إلى إمكانية استمرار هذه الاحتجاجات في ظل حملات التصعيد.  وقال التقرير «إنه بالرغم من أن انتصار ماكرون في العام 2017 مثل ارتياحا للغالبية العظمى من الفرنسيين، وكذلك لحكومات أخرى في الاتحاد الأوروبي، لإيمانه بأوروبا قوية وديمقراطية ومزدهرة قادرة على التصرف بسلطة في العالم، إلا أن نفس هذا الانتصار حرض على شكل من أشكال التشويش شبه الهستيري بين خصوم ماكرون في أقصى اليمين واليسار، كما أنه مع تقلص الاحتجاجات من حيث الحجم وتكثيف العنف، أصبح ماكرون وما يمثله محور كره المتطرفين في فرنسا».



بعض اللوم

وذكر التقرير أن بعض اللوم يقع على عاتق ماكرون، لاسيما بعد الإعلان عن الزيادة الحادة في الضرائب على الوقود في نوفمبر 2018 - التي ضربت بشكل غير متناسب الناخبين في المناطق الريفية والضواحي، وأثارت ثورة السترات الصفراء.

على الجانب الآخر، وفقا للتقرير، فقد اتجه ماكرون، على الرغم من الاحتجاجات، إلى الإصلاحات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية، حيث تبني قوانين لزيادة مرونة سوق العمل، وضمان السلوك الأخلاقي من قبل المسؤولين المنتخبين والموظفين الحكوميين، وتحديث نظام دخول الجامعة القديم بالبلاد في أقل من عام. 



تقويض الرئيس

وحسب التقرير، فإن خصوم ماكرون من مختلف الطيف السياسي يصورون أنفسهم كجزء من حركة شعبية عفوية، لكن الحقيقة هي أن العديد من السياسيين يعملون الآن على تقويض «ماكرون»، ولدهشة الكثيرين، فإن الرئيس السابق فرانسوا هولاند، الذي عمل معه ماكرون في وقت سابق، يشجع حاليا على تشديد احتجاجات الصفراء، كما وضع  زعيم حزب الجمهوريين من اليمين الوسط، لوران واوكيز، سترة صفراء، وفي الوقت نفسه، يتمتع كل من زعيم اليمين المتطرف مارين لوبان، وزعيم اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون، بإمكانيات ثورية في غضب المحتجين.



أكثر عنفا

أوضح التقرير، أن احتجاجات السترات الصفراء أشبه بالقوى الشعوبية في أوروبا، ولا سيما حركة النجوم الخمس الإيطالية، غير أن المتظاهرين الفرنسيين أكثر عنفا ويهددون ماكرون وزوجته بالقتل يوميا تقريبا.   وأشار التقرير إلى دور القنوات التليفزيونية التي يمولها الكرملين مثل «آر تي» و»سبوتنيك»، وغيرهما من  شبكات اجتماعية ومحطات تليفزيونية أخرى، في التحريض ضد ماكرون ومكافحة البرلمانية، من خلال حملات الأكاذيب، والتضليل، والتي تسبب ضررا ماديا ومعنويا كبيرا للبلاد . وأكد التقرير أن الاحتجاجات لن تؤدي إلى حرب أهلية، كون الغالبية العظمى من الفرنسيين غاضبة بسبب تصاعد العنف وعدم التسامح، مشيرا إلى أن موقف الاتحاد العمالي CFDT، وهو الأكثر أهمية في البلاد، والذي أعلن رفضه لجميع أشكال العنف.

 


 أبرز خصوم ماكرون


 حزب الجمهوريين بزعامة لوران وأوكيز

  اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان

 اليسار المتطرف بزعامة جان لوك ميلينشون

 الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند

 القوى الشعبوية وهي أكثر عنفا من شبيهتها في أوروبا

 القنوات التليفزيونية التي يمولها الكرملين