اكتشف باحثون علاجا جديدا لديه القدرة على إيقاف تعفن الدم قبل أن يصل إلى الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان ويصبح قاتلا. ويُعد تعفن الدم أو «الإنتان» من مضاعفات الالتهاب التي قد تكون مهددة للحياة، ويحدث عندما تسبب المواد الكيميائية التي تطلق في مجرى الدم لمكافحة الالتهاب استجابات التهابية في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يسبب هذا الالتهاب مجموعة من التغييرات التي يمكن أن تؤدي إلى تلف العديد من الأجهزة العضوية، مما يسبب فشل هذه الأجهزة. ينخفض ضغط الدم بشكل كبير إذا تطور الإنتان إلى صدمة إنتانية، مما قد يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن يصاب أي شخص بهذا المرض، ولكنه أكثر شيوعا وخطورة في البالغين الأكبر سنا، أو أولئك الذين يعانون ضعفا في أجهزة المناعة. ويتمثل العلاج المبكر للإنتان في استخدام المضادات الحيوية وكميات كبيرة من السوائل عبر الوريد، يعزز من فرص البقاء على قيد الحياة.



6 ملايين وفاة

وفقا لموقع medicalnewstoday الطبي فإنه يصاب بالمرض مليون شخص سنويا في الولايات المتحدة، يموت منهم 30 %، أما في جميع أنحاء العالم، فهناك أكثر من 30 مليون شخص يعانون تعفن الدم كل عام، ويموت ما يصل إلى 6 ملايين شخص. في معظم الأحيان، يحدث الإنتان بسبب بكتيريا Staphylococcus aureus وEscherichia coli.



مركب cilengitide

تمكن الباحثون في الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا (RCSI) من تطوير علاج جديد لتعفن الدم وأطلقوا عليه اسم cilengitide، وذلك تحت قيادة الأستاذ المشارك في علم الصيدلة ستيف كريجان، الذي اخترع الدواء، وقدمت نتائجه في بداية العام الحالي.

كيف يعمل العلاج

يشرح البروفيسور كريجان الحاجة لمثل هذا الدواء، قائلا: «يحدث تعفن الدم عند دخول العدوى إلى مجرى الدم، ونظام الدفاع عن جسمنا يدور خارج نطاق السيطرة في محاولة لمحاربة العدوى، مما يؤدي إلى فشل العديد من الأعضاء، إذا لم يعالج».

وأضاف: «لا يوجد سوى فرصة قصيرة لعلاج الحالة بواسطة المضادات الحيوية والسوائل في وقت مبكر. ومع ذلك، في كثير من الحالات، تكون المضادات الحيوية غير فعالة، بسبب مقاومة الأدوية أو التأخير في تحديد نوع البكتيريا التي تسببت في العدوى».  في التجربة قبل السريرية، استخدم الباحثون العلاج بنجاح وذلك لتثبيط البكتيريا من الارتباط بالخلايا البطانية البشرية، سواء في الجسم الحي أو في المختبر. واستطاع العلاج أن يوقف من تقدم العدوى لتشكل صدمة إنتانية وبالتالي فشل الجهاز أي عضو داخلي في الجسم.



التصدي للبكتيريا

لاحظ مخترعو الدواء أنه يمنع تكوين الجلطة وتفعيل تجلط الدم والالتهابات في مجرى الدم، وهي العمليات الرئيسية التي تدفع إلى فشل الأعضاء والموت بسبب التعفن الدموي. ويبدو أن العلاج يعمل على منع البكتيريا من الدخول إلى مجرى الدم من موقع الإصابة وتثبيت الأوعية الدموية بحيث لا يمكنها تسريب البكتيريا وإصابة الأعضاء الرئيسية في الجسم، كما يقول كريجان.  وأضاف: في الواقع أظهرت أبحاثنا أن العقار يمكنه منع تطوير تعفن الدم مبكرا، وكذلك معالجة التعفن الدموي في مراحل متقدمة.  وخلص البروفيسور كريجان إلى أن «النتائج الواعدة للتجربة ما قبل السريرية للعلاج تعطي أملا في علاج جديد غير مسبب لهذه الحالة يمكن أن يكون فعالا في المراحل المبكرة والمتقدمة من تعفن الدم».


مراحل سوء الحالة


ينتهي الأمر بالفشل العضوي وموت الأنسجة (غرغرينا) بدرجات متنوعة


 يمكن علاج الحالة في مرحلة مبكرة

 


 يتسبب الإنتان في تشكيل جلطات دموية في الأعضاء والذراعين والساقين


إذا تطور الوضع فإنه يضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب والكليتين

 


أسباب تعفن الدم


الالتهاب الرئوي

 


عدوى

في البطن

 


التهاب الكلى

عدوى مجرى الدم (تجرثم الدم)