قال المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران، بريان هوك، إن إيران كانت تقدم سنوياً حوالي 700 مليون دولار لميزانية ميليشيات حزب الله اللبنانية، وإن عودة العقوبات حالت دون استمرار هذا الدعم المالي.

وأكد هوك في تصريحات إعلامية، أمس، أن قطع تمويل الميليشيات جزء من حملة تأثير العقوبات الأميركية على إيران، مؤكدا أن الرسالة الموجهة إلى الحكومة اللبنانية هي أن حزب الله «منظمة إرهابية « تعمل على إزهاق الأرواح. وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع اختتام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، زيارته الأولى إلى لبنان، أول من أمس، حيث شدد هوك على أن واشنطن مصممة على مواصلة الضغط على حزب الله.



تحذيرات بومبيو

وقال مراقبون، إن مواقف بومبيو العنيفة ضد حزب الله، شكلت صدمة لبعض القوى اللبنانية، إذ بدا واضحا أن محاولات الالتفاف على مواجهة دور حزب الله، بالقول إنه يمثل الشيعة وهو مقاومة وليس تنظيما إرهابيا لم تعد تنطلي على أحد، فالموقف الأميركي تجاه العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها والخطوط الحمراء التي رُسمت في شأن الأزمة السورية وبرامج إعادة الإعمار التي تُحظِّرها حتى الآن، بالإضافة الى الخطوط البرّية المنوي فتحُها بين طهران وبيروت مرورا ببغداد ودمشق خارج الأطر الدولية للعلاقات بين الدول واعتبارها خطوطا مقفلة إلى أمد طويل، لا يمكن للبنان تجاهله، فأيّ خرق للعقوبات أو محاولات توفير للحزب دعما غير منظور من داخل البلاد وخارجها، أي الالتفاف على برامج العقوبات المالية والمصرفية أمر غير مقبول وستكون نتائجه كارثية إذا استمرت سياسة المواربة في لبنان أو غيرها من دول المنطقة والعالم.

 

مزيد من الضغوط

وقال الباحث فادي ملحم لـ»الوطن» إن «اللبنانيين لن يشهدوا واقعا بعد زيارة بومبيو يختلف كثيرا عن ذلك الذي سبق الزيارة. لكنهم سيشعرون بعد الزيارة بشكل متزايد وتدريجي بحجم الضغوط الأميركية فيما يخص العقوبات المفروضة على إيران وحزب الله، ومحاولات التفلّت منها». وأشار فادي ملحم أن بومبيو ركز على عواقب خرق العقوبات المفروضة على حزب الله لتجفيف موارده المالية، والتي تشمل أيضا داعمي الحزب من الأصدقاء والشبكات والمنظمات الداخلية والخارجية المنتشرة في أقاصي العالم (أميركا الجنوبية وأفريقيا)، مبينا أن بومبيو هدد بشكل صريح بأن العيون الأميركية تراقب وتترقّب في كل منفذ من منافذ الأرض لتستكشف وتحصي محاولات الالتفاف على العقوبات المالية والمصرفية. ورأى ملحم أن «زيارة بومبيو إلى بيروت تعتبر جولة من جولات المواجهة الشاملة بين واشنطن وطهران في الدول الإقليمية. ولا يمكن للبنان بعد اليوم أن يلجأ لأي نوع من المواربة أو التذاكي على العقوبات. فعيون واشنطن مفتوحة، وتنتظر أي خطأ من لبنان، ولا يمكن تقدير تداعيات أي خطأ بعد الآن».