أكد مراقبون أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الوقت قد حان لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها عام 1967، يأتي في إطار إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخوض انتخابات برلمانية خلال الشهر المقبل، مزيدا من الأدلة ليثبت أنه مدعوم بشكل قوي من إدارة ترمب، مشيرين إلى أن الرئيس الأميركي يهدف كذلك إلى كسب شريحة من الناخبين الأميركيين من اليهود والمتعاطفين مع إسرائيل، خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، على غرار الطريقة التي اتبعها في اعترافه بالقدس، وقالو: «إن ترمب هو الشخص الأول بعد 5 رؤساء الذين قالوا إننا سنتحرك لنقل السفارة إلى القدس، ونقل السفارة بالفعل».

كان البيت الابيض قد أعلن أن ترمب سيلتقي نتنياهو في الأسبوع المقبل، في وقت يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إعادة انتخابه لولاية خامسة في انتخابات 9 أبريل المقبل، غير أنه لا يزال يواجه منافسة شرسة من جانب رئيس الأركان السابق بيني جانتز، فضلا عن سلسلة من المزاعم بشأن قضايا الاحتيال والرشوة التي قد تهدد مستقبل نتنياهو السياسي.

 

استياء بالخارج والداخل

وقوبل تلويح ترمب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان برفض عربي دولي، كما عبرت جهات أميركية عن استيائها من تصريحات ترمب بشأن الجولان، وأكد رئيس مجلس العلاقات الأجنبية بالولايات المتحدة، ريتشارد هاس، عدم اتفاقه مع الرئيس في مسألة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

 وقال في تغريدة له: «الآن ليس الوقت المناسب للولايات المتحدة للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.. الإجراء ينتهك القرار 242 الذي يستبعد الاعتراف بأراض أخذت بالحرب ويخدم إسرائيل بتأكيده على حق جميع الدول في العيش بسلام

وذكر خبراء أميركيون أن إعلان ترمب غير المتوقع والذي يأتي في أعقاب قراره المثير للجدل بشأن الانسحاب من سورية، قد يزيد من تعقيد الوضع ويفاقم التوترات في المنطقة.



تكهنات واسعة

وحسب المراقبين، فإنه على الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية أكدت قبل تصريحات ترمب أنه «لم يطرأ تغيير على سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالموقف من قضية مرتفعات الجولان، إلا أن الإشارات الأخيرة قد أظهرت العكس»، خاصة أن تقرير حقوق الإنسان لوزارة الخارجية الأميركية الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر، كان قد أسقط صفة الاحتلال عن مرتفعات الجولان، مستخدما مصطلح التي «تسيطر عليها إسرائيل» بدلا من التي «تحتلها إسرائيل» لوصف وضع مرتفعات الجولان، ما أثار تكهنات واسعة وقلقا بين الأوساط السياسية.