يجب على واشنطن أن توضح بهدوء لإيران و«حزب الله» من خلال الكلمات والأفعال معاً أن وكلاءهما خاضعون للمراقبة. كما ينبغي لها أن توضح بهدوء أن الولايات المتحدة سترد بقوة في حالة تعرض أفرادها أو مصالحها للضرر جراء أفعال يتخذها أو يعمل أي منهما على تيسيرها؛ وأن ردها لن يكون متماثلاً - ومن ثم لا يمكن التنبؤ به - مما يُعقد الجهود الإيرانية لإدارة المخاطر·

 إن الهجوم على المصالح الأميركية قد يترتب عليه تدمير القوات العسكرية الإيرانية التقليدية والبنية التحتية لمنشآت النفط والغاز التابعة لها، وأي أجزاء متبقية من بنيتها النووية تنجو من الهجوم الإسرائيلي.

وينبغي أن تكون إستراتيجية واشنطن هي وضع المصالح الإيرانية على المحك، وليس وضع طهران في موقف لا يكون لديها معه ما تخسره.

وينبغي على أميركا أن تعمل مع حلفائها لكشف أفراد الاستخبارات والخلايا الإيرانية العاملة خارج البلاد، وأن تنظر في طرد الوكلاء الإيرانيين الذين يعملون في الخارج تحت غطاء رسمي وغير رسمي.

كما ينبغي عليها أن توضح لـ«حزب الله» أنه لو ساعد إيران في الصراع فإن أميركا ستسعى بمزيد من القوة إلى تطبيق «المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار»، وفرض حظر الأسلحة الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مما يعرقل بفاعلية جهود الجماعة لإعادة تزويد مخزونها من الأسلحة.

وبالمثل، يجب على واشنطن أن توضح لسورية أن المشاركة في مثل هذه الحرب قد تدفع أميركا إلى السعي بقوة في سبيل تغيير النظام في دمشق.

وبالإضافة إلى ذلك، أمام واشنطن خيارات عديدة للحد من تأثير حملة زرع الألغام السرية المحتملة في الخليج أو المحاولات الإيرانية الأخرى لإعاقة شحنات النفط، بدءاً من تحمّل المسؤولية المالية مؤقتاً عن الناقلات، وإلى إرسال سفن خارج الخدمة مليئة الرغوة، لكي تسير أمام قوافل النفط من أجل امتصاص هجمات الألغام. والعامل الرئيسي لردع الأساليب الإيرانية الهادفة إلى عرقلة حركة الشحن هو إقناع طهران بأن واشنطن ستفضح دورها في مثل تلك الأنشطة وترد بهجمات غير متماثلة، ربما من خلال تدمير عناصر من قواتها المسلحة أو بنيتها التحتية النفطية.

وأخيراً، وفي سبيل الحد من سعي إيران إلى تحقيق فوز سريع على البحرية الأميركية، يجب على واشنطن أن تنظر في إعادة نشر حاملة الطائرات - المتمركزة حالياً في محطة في الخليج - وتوجيهها إلى خليج عمان. وهناك ستكون أقل عرضة للهجوم المفاجئ فضلاً عن أنها ستكون متمركزة بشكل أفضل لشن حملة «من الخارج إلى الداخل»، لضمان حرية الملاحة في الخليج، كما يجب على واشنطن أن تُبقي قوة بحرية صغيرة في الخليج وتنشر طائرات هجومية وقاذفات إضافية في دول الخليج الجنوبية والمنطقة.

وينبغي على واشنطن أن تجعل إعادة بناء طهران لبرنامجها النووي في غاية الصعوبة. ويرجح أن تعتمد قدرة النظام على إعادة البناء على عوامل عدة، من بينها:

1. ما إذا كان أفراد المجتمع الدولي سيلومون إيران على إخفاق الجهود الدبلوماسية الأمر الذي أدى إلى قيام ذلك الهجوم

2. ما إذا كانت أعداد كبيرة من المدنيين الإيرانيين سيتعرضون للقتل أثناء الهجوم

3. ما إذا عملت إيران على تنفير الرأي العام الدولي بطريقة ردها على الهجوم

4. ما إذا كان المجتمع الدولي يؤمن بأن إسرائيل قد تشن هجوما آخر إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها

وتستطيع الولايات المتحدة أن تزيد من صعوبة إعادة بناء إيران لبرنامجها النووي عقب الهجوم من خلال:

 دعم أنشطة المعلومات التي تبرز عروض الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا للتوصل إلى حل دبلوماسي يلبي مطالب طهران بالحصول على تقنية نووية سلمية، بحيث يكون من الواضح أن إيران ستتحمل اللوم في حال فشل الدبلوماسية·

تكثيف جهود إعاقة شبكات طهران من المشتريات الخارجية مع منع حصولها على المواد والتقنيات والمعدات اللازمة لإعادة بناء أي من منشآتها النووية التي تعرضت للتدمير في الهجوم.

 تجديد جهود عرض خيار بناء برنامج نووي سلمي على الإيرانيين مقابل التعهد بالتخلي عن إعادة بناء منشآتها لتخصيب أجهزة الطرد المركزي ومفاعل المياه الثقيلة.

وباختصار، فإنه على الرغم من أن الهجوم الإسرائيلي الوقائي سيكون مسعى ينطوي على مخاطر جمّة، إلا أنه لن يكون نهاية العالم المروعة كما يتوقع البعض. وتستطيع أميركا أن تتخذ خطوات عدة للحد من هذه المخاطر دون أن تبدو ضالعة في قرار إسرائيل بالهجوم.


مايكل أيزنشات وما يكل نايتس


* آيزنشتات: مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.

* نايتس: متخصص في الشؤون العسكرية والأمنية.

* معهد واشنطن