الأطفال والكبار من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصدر من مصادر إلهامنا في هذه الحياة، و(الإعاقة الذهنية) كمصطلح خاص يستخدم في الأوساط العلمية، عندما يكون لدى الشخص -قبل سن الثامنة عشرة- قصور في عمل ومهارات الإدراك، والتواصل، والعناية بالذات، مما يتسبب في نمو الطفل، كذا تعلمه بشكل أبطأ، أو بشكل مختلف، عن غيره من الأطفال.

المعايير التشخيصية للإعاقة الذهنية تتلخص في عجز القدرات الذهنية، كالتفكير، وإيجاد الحلول، والتخطيط، ويتم قياس هذا العجز عن طريق عمل اختبارات الذكاء المعروفة، واستخدام اختبارات قياسية مناسبة ثقافيا، لتكشف جوانب قصور المهارات المختلفة اللازمة للحياة اليومية، الذي يكون ناتجا عن أسباب متعددة، منها إصابة الأم بعدوى أثناء الحمل، أو تناولها أدوية معينة أثناءه، أو وجود عيب خَلقي، أو حدوث التهاب قبل الولادة، أو أثناء الولادة، أو بعدها مباشرة، أو عدم حصول الطفل على كمية كافية من الأوكسجين أثناء ولادته، أو الإصابة الشديدة في الرأس، أو التعرض لأمراض خطيرة كالحصبة أو التهاب السحايا، أو التعرض للمواد السامة كالرصاص أو الزئبق، أو حصول مشكلة في الدماغ، أو حصول سكتة دماغية، أو بسبب الحالات الوراثية، والجينات غير الطبيعية، أو بسبب حدوث خطأ عند اتحاد الجينات، أو لأسباب أخرى غير معروفة، ومهم في هذا الصدد أن نعلم أن الإعاقة الذهنية ليست معدية، ولا يمكن التقاطها من أي شخص آخر، كما أنها ليست نوعا من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، ومهم جدا أن نعلم كذلك أنه لا يوجد علاج للإعاقة الذهنية، ومع ذلك فإنه يمكن لذوي الإعاقات الذهنية تعلم القيام بأشياء كثيرة، وقد يحتاجون لذلك مزيدا من الوقت فقط، أو تغييرا في طريقة التعليم، وتصل نسبة الإصابة بالإعاقة الذهنية في العالم إلى حوالي 1 - 3 في المئة -200 مليون شخص تقريباـ، وتعد أكثر شيوعا في الدول المنخفضة الدخل، بمعدل 16.41 من كل 1000 شخص، ويقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 80 في المئة من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في بلدان منخفضة الدخل.

دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الأخيرة، التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في الفترة بين 14 و21 مارس، كشفت لنا القوة الرياضية، لأبنائنا وبناتنا ذوي الإعاقات الذهنية، ونقاط القوة والقدرات والمهارات التي يمتلكونها، وجعلتهم يفتحون عقولنا وقلوبنا لعالم أوسع من القدرات والمواهب البشرية، ولا أدل على ذلك من مشاركة (21 لاعبة -للمرة الأولى- و29 لاعبا) من أبناء الوطن، في مختلف الألعاب -كرة السلة، لعبة البوتشي، ألعاب القوى المختلفة، رفع الأثقال، التزلج، السباحة، سباق التراياثلون، تنس الطاولة، البولينج- التي شارك فيها 7500 رياضي، من 192 دولة، محققين لوطنهم 50 ميدالية عالمية: 18 ذهبية، 9 فضية، 13 برونزية.

أختم مقالي بالتذكير باللقب الجميل الذي أطلقه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، على ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو «ذوي القدرات الفائقة» تقديرا لكفاحهم ومثابرتهم في التغلب على معاناتهم، قائلا قبل عام تقريبا: «كمتابع لقضية الإعاقة، وكعامل في هذا المجال الرحب مع المعوقين وأسرهم، منذ ما يقارب 35 عاما، فإني لا أجد أفضل من أن نطلق على هذه الفئة المكافحة مسمى (ذوي القدرات الفائقة): فهم يثبتون لنا كل يوم ولأنفسهم، أنهم قادرون ومثابرون ومنجزون».