أبارك لكل المكرمات في ملتقى المرأة السعودية من الأسماء العريقة والمعروفة، هذا التكريم بلا شك يحمل في طياته تقديرا لجهود أعوام من العمل الدؤوب والجاد في المشهد النسائي السعودي.

في النسخة الثالثة من الملتقى، وكما هو الحال في غالبية الفعاليات كانت هناك بعض الملاحظات، وسأعلق هنا وتحديدا على تكريم ضيفة الملتقى، الممثلة المصرية سمية الخشاب. سأقف هنا تحديدا بين تعليقات المشاهدين على التكريم وبين فهمي الخاص لمفهوم التكريم في ملتقى للمرأة.

الممثلة سمية الخشاب دعيت للحفل وحضرت تقديرا لمن دعاها وللمناسبة وللسعودية ككل، وهذا من لطفها ولا شك، وتكريمها هنا بدرع خاص بصفتها ضيفة للملتقى أمر متوقع، بل سيكون من قلة التقدير للضيوف أن يتجاهل القائمون على الملتقى هذه اللفتة، لذلك أقول إن التعليق على هذه الفكرة -أي على عدم استحقاق الضيفة للتكريم- في غير محله.

لكن، سأشير من جهة أخرى إلى أن اختيار ضيف الملتقى يجب أن يخضع لعدة معايير، أولها الهدف من الملتقى ورسالته ورؤيته والثيمة التي تربط الفكرة بالمنتَج! كان من الممكن مثلا استضافة متحدثات في مجال العمل النسائي من مصر، أو غيرها من الدول، كان من الممكن تقديم أمسية ثقافية فاخرة، ثيمتها عطاء المرأة بكل أنواعه، يتحدث فيها رجال ونساء من العالم عن تجارب ومسيرات نجاح، خصوصا أن الحدث يتضمن فكرة الاحتفاء في الملتقى نفسه بثماني سيدات سعوديات تشكل كل منهن علامة مميزة في مجالها، ومن كمال تكريمهن أن ينظر للأمر بصورة كاملة لا تهمل شيئا من التفاصيل.

والشيء بالشيء يذكر، ففي احتفالية جامعة ليستر بشهر المرأة دعيت لحضور أصبوحة بعنوان women: leading with purpose، استضيفت سيدة مهاجرة عجزت عن الحصول على عمل في مكتب قانوني بشهادتها عند انتقالها لبريطانيا، فأنشأت شركتها الخاصة والتي تعد الآن أكبر شركة من نوعها في المدينة! كان الاستماع لقصتها ملهما ومتسقا مع رسالة الحدث لأبعد حد، وشعرت كل واحدة منا بأن لديها فعلا ما تتشاركه مع الضيفة المنتقاة بعناية واهتمام. أرجو ألا يساء فهمي فسمية ضيفة رائعة وأحببت متابعتها، وهي محل ترحيب لكن في مناسبات أخرى.