عقب قيام بعثة أمنية دولية بزيارة إلى لبنان بتكليف من هيئة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري ورفاقه، حيث أجرت أكثر من 300 لقاء مع أهالي الضحايا الذين سقطوا في الانفجار الذي استهدف موكب الحريري عام 2005 والشهود، قال خبراء «إن هنالك احتمالات بإمكانية خروج مفاجآت بأسماء جديدة متورطة في عملية الاغتيال، وسط مؤشرات تدل على قرب صدور الحكم.



استقصاء المعلومات

أوضح الكاتب الصحفي يوسف دياب، في تصريح لـ«الوطن»، أن البعثة الأمنية التقت أهالي الضحايا والضحايا الأحياء، مثل مروان حمادة ومي شدياق وإلياس المر، بغرض استقصاء الحقائق وطرح تساؤلات حول الوضع اللبناني، وإلى أين يمكن أن تذهب الأمور في لبنان إذا ما جرى صدور الحكم بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وأشار إلى أن الجميع في لبنان يتهيب من نتائج الحكم، متوقعا أن يكون التأثير الأمني على الداخل اللبناني محدودا، إلا أن ميليشيات «حزب الله»، ستكون ممتعضة وغير مسرورة من الحكم، لأن هذا الحكم بمثابة إدانة سياسية، باعتبارها متورطة في تأمين الغطاء الأمني والسياسي لمرتكبي الجريمة المتهمين، ووصفهم بالقديسين، وبالتالي فإن حزب الله يتحمل المسؤولية عما ارتكبه هؤلاء.



أسماء جديدة متورطة

أضاف دياب: «لا أعرف إذا كنا قد نشهد مفاجأة بأسماء جديدة بأشخاص تدور حولهم شبهات بعلاقتهم بالجريمة، ولكن هذا أمر غير محسوم حتى الآن لأن المحاكمة تتمحور فقط بالأشخاص الذين وردت أسماؤهم في القرار الاتهامي للذين ارتكبوا الجريمة».

وعن ارتدادات صدور القرار في لبنان قال دياب «حزب الله لن يكون مسرورا، فهناك قوى سياسية مناهضة للحزب ستأخذ من هذا الحكم دليلا للمزيد من الهجوم على حزب الله وعلى تسليط الضوء على خطورة حزب الله في الداخل اللبناني والذي يتسبب في زعزعة الاستقرار وسوف يعزز وجهة نظر المجتمع الدولي والأميركي».



ضغوطات حزب الله

أشار دياب إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عندما قال إن «حزب الله هو المزعزع لاستقرار لبنان الأمني والسياسي وحتى الاقتصادي، وطبعا هذا الحزب سيكون في وضع صعب وحرج، كما أن حلفاء حزب الله لن يكونوا مرتاحين لهذا الوضع وسيزيد من إحراجهم، متوقعا زيادة الضغوط الدولية على حزب الله، وفي الوقت نفسه الحكومة اللبنانية وشركاؤها، بما فيهم حزب الله في الحكومة والمجلس النيابي، سوف يكونوا في وضع معقد لأن هذا الأمر ينزع عنهم ما تبقى من ورقة التوت التي كانوا يدافعون فيها عنه بأنه حزب سياسي ويتعاطى العمل السياسي ولديه شعبية، مشددا على أن هذا التوجه كرس الدور الخطير للحزب في لبنان كما هو موجود في الساحة العربية والمنطقة بشكل عام».

 أهمية التوقيت

عن توقيت صدور الحكم، أكد دياب أن «هذا الحكم سوف يصدر مطلع الصيف المقبل، بحسب المصادر، موضحا أن اللجنة التقت وزير العدل ألبير سرحان، بحضور رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتم البحث بعمل المحكمة الدولية وقرب صدور الحكم بقضية اغتيال الرئيس الحريري»، لافتا أن المحكمة تريد طمأنة أهالي الضحايا بأن العدالة ستأخذ مجراها، وأن الحكم سيصدر بحق من ارتكبوا الجريمة، وهي تجس النبض. وفي حال جرت إدانة كوادر حزب الله المتهمين، ماذا سيترتب على ذلك على الأرض، فالمحكمة بقدر ما هي معنية بتثبيت العدالة بقدر ما هي معنية باستقرار لبنان أيضا، وهي في مرحلة رصد، وهذا دليل على أن صدور الحكم بات وشيكا.