استعرضت مجلة Foreign Ploicy الأميركية، في تقرير حديث لها، 5 أسئلة لاتزال محيرة ولا يمتلك أحد أي إجابات عنها تتعلق حول تحديد مستقبل النظام العالمي الجديد الذي برزت فيه قوى عظمى باتت تنافس بعضها في مختلف المجالات وتتسابق الخطوات نحو التسلح، منهية بذلك مبدأ ما يعرف بعالم ذي قطب واحد.


01

 ما هو مسار الصين في المستقبل؟


تقول المجلة إن الأزمة التجارية التي تجري بين الولايات المتحدة والصين زادت من غموض التجارة الدولية، وبدلا من ذلك زادت حالة الشك في تراجع الصين أو تقدمها على مستوى المجالات، وسيكون لذلك آثار بعيدة المدى على ميزان القوى العالمي، وعلى العلاقات في جميع أنحاء منطقة «أوراسيا»، ومعدل ومدى التغير المناخي، ومجموعة من القضايا الأخرى.

كما تساءلت المجلة أن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.. هل ستكون خطوة معززة لنفوذ بكين في جميع أنحاء العالم أو مزيجًا غير مترابط ومهدر ومحفوف بالمخاطر سياسيًا؟. كما هل ستغرق الصين في فخ الدخل المتوسط ??أم ستواصل زيادة إجمالي إنتاجية العامل وبالتالي ترتفع فوقها؟.


02

 ما مدى جودة القدرات الإلكترونية لأميركا؟


ترى المجلة أن «قراءة القصص المثيرة للقلق حول التهديدات التي تواجه عالم الإنترنت أصبحت تتكاثر، بالإضافة إلى المشكلات المعروفة للفيروسات والجرائم الإلكترونية والقرصنة وأخذ أموال على ذلك». وأشارت إلى أن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية وغيرها، كلها قضايا مهمة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد.

وتساءلت عن مدى جودة وقدرة القدرات الإلكترونية الأميركية، باعتبار أن واشنطن رائدة على مستوى العالم في مجال استخبارات الأنظمة السيبرانية، إلا أن المساحة المحدودة للوصول إليها لمعرفة قدرات وأنشطة الولايات المتحدة، محدودة للغاية لأسباب أمنية وطنية واضحة.


03

 ماذا سيحدث للاتحاد الأوروبي؟


قالت المجلة إن «الاتحاد الأوروبي هو صفقة كبيرة بين 28 دولة بإجمالي اقتصاد قوي يتجاوز 18 تريليون دولار. ونجحت التجربة الأوروبية في الخروج من خسائر الحرب العالمية الثانية، إلا أن التفاؤل المستقبلي إزاء وحدة هذا الاتحاد بات يتراجع، حيث تتجه بريطانيا صوب الخروج وما ينتج عن ذلك من فوضى، إلى جانب أن مشكلة الأنظمة غير الليبرالية في هنغاريا وبولندا التي تتحدى بعض المبادئ الأساسية للاتحاد، والقومية أو الشعبوية التي كان من المفترض أن يتجاوزها الاتحاد تدريجياً، قد عادت إلى الواجهة عبر القارة، فضلا عن التوتر مع إدارة ترمب. كل ذلك يعطي ضبابية لوحدة هذا الاتحاد.


04

 كم دولة ستصبح نووية في الـ20 سنة المقبلة؟


لفتت المجلة إلى أن مبررات تملك الدول لأسلحة الدمار الشامل، باتت كثيرة، أبرزها أن الولايات المتحدة لم تعد ضامنا وشريكا موثوقا لأمن مختلف الحلفاء، ولذلك فإن الدول باتت في أمس الحاجة لحماية نفسها عبر امتلاك الأسلحة النووية الرادعة.

وأشار التقرير إلى أن دول كثيرة ومنها كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا، ستكون مضطرة لأن تسرع خطواتها في المسار النووي لحماية نفسها من المخاطر المحدقة بها، إلا أن هذه الخطوة ستفتح المجال لسباق تسلح نووي خطير ينذر بكارثة دولية.


05

 ما هو مستقبل الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة؟


يدور الحديث في مختلف أرجاء العالم في هذه الفترة، حول دور الولايات المتحدة في العالم وهل مازالت وستحتفظ بدورها القوى الذي تسلمته بعد الحرب العالمية الثانية.

وأشارت المجلة إلى أن شعار ترمب»أميركا أولا» أعطى زخما للمصالحة الوطنية العليا في أميركا، لكنها أعطت انطباعا بوجود انكفاء أميركي على الداخل وترك الحلفاء التقليديين يقررون مصيرهم، والهروب المتزايد من مستنقعات الحروب المكلفة.