تتباكى الدوحة وأنقرة بشكل متطابق، وتحاولان الظهور بمظهر المحبتين للسلام، والحريصتين على دماء الأبرياء، وهما تحذران من تحرك الجيش الوطني الليبي لتطهير العاصمة من المجموعات الإرهابية، بعد أن تحولت طرابلس إلى «عاصمة للإرهابيين، ولم تعد عاصمة لكل الليبيين»، في وقت تمدان هذه المجموعات بالأسلحة لإثارة الفوضى ونهب الثروات الليبية.

أدلة التطابق


بيانان بالصيغة ذاتها يصدران عن أنقرة والدوحة

كلتا الدولتين تهرب الأسلحة للميليشيات

كلتاهما تدعي الحرص على المدنيين




 


تحت شعارات طنانة رنانة، تحاول الدوحة وأنقرة الظهور بمظهر المحبتين للسلام، والحريصتين على دماء الأبرياء، وهما تحاولان التحذير من تحرك الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر لتطهير العاصمة طرابلس من المجموعات والميليشيات الإرهابية، بعدما تحولت طرابلس إلى «عاصمة للإرهابيين، ولم تعد عاصمة لكل الليبيين» على حد تعبير المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري.

وفي وقت أعلن الجيش الوطني بلا لبس، وبكل الوضوح، أن هدفه هو «تأمين العاصمة وتجنب توسيع رقعة المعارك»، وأنه «تجنب استخدام السلاح الثقيل في المعارك حفاظاً على أرواح المدنيين»، خرجت الخارجية القطرية ببيان تقول فيه «قطر تتابع بقلق بالغ، التصعيد العسكري الأخير في ليبيا، وأنه يأتي قبل انعقاد المؤتمر الوطني الليبي، مما ينذر بتقويض مسار الحل السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة».

لعب تحت الطاولة



وخلاف المظهر الذي تحاول الدوحة أن تظهر عليه في العلن، مرتدية لباس الحمل الوديع المحب للأمن والسلام، فإن الوقائع على الأرض تثبت تورطها في تسليح بعض الميليشيات العاملة على الأرض في طرابلس، حيث تم الكشف عن أسلحة قطرية غنمها جيش حفتر خلال تقدمه، تم إثباتها بالصورة والصوت والرقم المتسلسل غير القابل للتزوير، وقد تم نشرها على الملأ، لإثبات الدور القطري الذي يستغل الأوضاع في طرابلس ويريد الإبقاء على الوضع متأزماً، على عكس ما ادعته الخارجية القطرية في بيان قالت فيه «إن قطر تحذر من الانزلاق مرة أخرى في هوة الفوضى والانفلات الأمني في غرب ليبيا، ما سيفضي إلى تداعيات خطيرة على المسار السياسي وقدرة المؤسسات في تلك المناطق على حماية المواطنين وتسيير شؤونهم من ناحية، وعلى احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر من ناحية أخرى».

عزف متناغم



وتناغماً مع التباكي القطري، جاء التباكي التركي متناغماً، كأنهما تخرجان «من مشكاة واحدة» حيث علقت الخارجية التركية في بيان «هذه المحاولات ـ تقدم جيش حفتر ـ لن تسفر عن أي نتيجة، ما عدا الإضرار بالمدنيين وجرّ البلاد إلى الفوضى، كما أنها ستؤدي إلى تقويض العملية السياسية التي تجري بتيسير من الأمم المتحدة».

وأردفت «لا بد من تحكيم العقل والمنطق بغية خفض حدة التوتر وتحقيق السكينة والهدوء في أسرع وقت»، مشددة على أن أنقرة تبدي دعمها الكامل للجهود التي يبذلها أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، بهدف خفض حدة التوتر، وتولي أهمية اتخاذ المجتمع الدولي أيضاً موقفاً مشتركاً وحازماً في هذا الخصوص.

ضبط أسلحة



وكما حدث مع الأسلحة القطرية التي ضبطت في ليبيا، ضبطت مصلحة جمارك ميناء مصراتة الليبي، في يناير الماضي شحنة أسلحة جديدة قادمة من تركيا إلى ليبيا، هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر. وضمت الشحنة أسلحة كثيرة هي 556 صندوقًا موضوعة في حاوية على متن سفينة تركية قادمة من إسطنبول. واللافت أن أنقرة التي تتباكى على المدنيين في ليبيا، وضعت أسلحتها المهربة للمجموعات الإرهابية التي تزهق دماء الأبرياء في ليبيا بحاوية سعة 20 قدمًا محملة ببعض المواد المنزلية ولعب الأطفال للتمويه.

كما ضبطت الجهات الأمنية والضبطية في ليبيا شحنة أسلحة بميناء الخمس، مشحونة على سفينة قادمة من تركيا أيضا، كما ضبطت دورية للجيش الليبي في منطقة الجغبوب جنوب طبرق عدة سيارات تحمل أسلحة تركية خفيفة ومتوسطة.


تقدم كبير


ميدانياً، كشف تقرير بثته قناة «مباشر قطر»، عن تقدم كبير للجيش الوطني الليبي في طرابلس، بعدما سيطر على مطارها الدولي القديم، وأدت انتصاراته إلى إحداث موجة الانشقاقات في صفوف الكتائب المسلحة التابعة لسلطات طرابلس المدعومة من تنظيم الحمدين. وتابع تقرير القناة «المنشقون انضموا إلى القوات المسلحة الليبية، لكن الجيش الليبي تحفظ عن الإعلان عن أسمائهم، حفاظا على حياة أهالي المجندين في صفوف الكتائب التابعة لطرابلس.. قوات الجيش الليبي تستهدف من تحركاتها السيطرة على مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة الكتائب المسلحة».


ضربة موجعة


قالت قناة «مباشر قطر»، إن «صرخات أبواق تنظيم الحمدين الإعلامية، تتعالى لتؤكد أن المعركة التي يخوضها الجيش الليبي بقيادة حفتر، ضربة موجعة إلى النظام القطري وميليشياته التي تعيث فسادا وتخريبا في ليبيا، حيث يكتب هذا الجيش النهاية لمخططات الحمدين التخريبية».

وتابع التقرير «ليس النظام القطري وحده الذي يتحسس رأسه من العملية التي تنفذها القوات المسلحة الليبية في طرابلس، بل إن حاكم أنقرة رجب إردوغان يعاني هو الآخر نفس الصدمة؛ التي يعيشها تميم بن حمد، فكلاهما خطط ودبر على مدار السنوات الماضية من أجل نهب ثروات ليبيا النفطية والسيطرة على مقدراتها من خلال دعم الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي عملت على استنزاف ثروات ليبيا».


انهيار المخطط


قال قائد شرطة دبي السابق ضاحى خلفان، إن مخطط قطر لتقسيم ليبيا انهار حيث خطط الوطنيون الليبيون لوحدة التراب الليبي، مشيرا إلى أن توجه الليبيين بأن تكون لليبيا قوة واحدة متمثلة في الجيش الوطني هي الخطوة التي ستنهي العنتريات التي تتحكم في ليبيا.

وأضاف في سلسلة تغريدات له عبر حسابه الشخصي على «تويتر»، إن تميم ومؤيديه ومرتزقته ماذا يريدون من فضح لعمالتهم أكثر من ذلك؟.. ألا ليتهم يسكتون».

وتابع «تتوالى الأنباء من الجيش الوطني الليبي عن القبض على قطريي الجنسية من أصل ليبي.. المعروف أن قطر دولة صغيرة جدا في الخليج العربي، ماذا يفعل مواطنوها في شمال أفريقيا تحديدا طرابلس برفقة ميليشيات الإخوان الإرهابيين».


خسائر


كشف الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه حجم خسائر ميليشيات قطر في ليبيا، مؤكدا فرار الميليشيات التابعة لنظامي قطر وإردوغان من جنوب غرب طرابلس.

وقال طه في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على «تويتر» «رسمياً مقتل أكثر من 17 إرهابيا من ميليشيات تابعة لنظامي قطر وتركيا في طرابلس، فالإنسانية وشعب ليبيا يحتفل بهلاك الإرهابيين».

وتابع «بعد تحرير طرابلس سننتقل من المقاطعة إلى المحاسبة لنظام قطر ومعه الإخوان في تركيا».


الميليشيات العاملة في طرابلس


01 قوة الردع



 يقودها الملازم عبدالرؤوف كاره.



 تتخذ من قاعدة معيتيقة مقراً رئيسياً لها.



 تتبع وزارة داخلية حكومة الوفاق.



 


02 قوة ثوار طرابلس



 يقودها الملازم هيثم التاجوري.



 أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق، منذ منتصف 2016.



 تعد خط المواجهة الأول ضد تقدم قوات اللواء السابع.


03 القوة الوطنية المتحركة



 يقودها مدني اسمه سعيد قوجيل.


04 لواء الصمود



 يقوده أحد قادة عملية فجر ليبيا وهو صلاح بادي.


05 قوة الردع والتدخل السريع



 يقودها مدني اسمه عبدالغني الككلي.



 يتألف أغلب مقاتليها من الخارجين عن القانون والفارين من السجون.



 ضمتها وزارة الداخلية لقواتها.