كثر الحديث مؤخرا عن تنبؤات المرصد الروسي حول هطول أمطار شديدة على مدينة جدة مع بداية شهر مارس القادم أي بعد أسبوع من نشر هذا المقال، وأنا أرى وهذا رأيي الخاص أن مثل هذه التنبؤات أبعد ما تكون عن الحقيقة، وأنا لا أقلل من شأن مراصد الطقس في روسيا، ولكن مثل هذه المراصد لا ترقى إلى مستوى مراصد الأرصاد الجوية العالمية الأخرى التي لها رأي آخر، مثل إدارة الطقس والمحيطات الوطنية الأمريكيةNational Oceanicand Atmospheric Administration) NOAA) أو بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية World Metrological organization) WMO) التابعة لهيئة الأمم المتحدة.

التغيرات المناخية التي تسببت في كارثة مدينة جدة الأولى والثانية لم تكن تغيرات مناخية فوق العادة، مثل الأعاصير اللولبية أو ما يعرف باسم الهراكين Hurricane التي عادة ما تتكون فوق المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، ولو كانت كذلك لكان أول المتنبئين بها هما المنظمتان المذكورتان أعلاه، ومما يجدر ذكره أن التقلبات المناخية الأخيرة التي عصفت بقارة أستراليا منذ حوالي شهرين تقريبا ووصلت نسبة هطول الأمطار فيها لأكثر من نصف متر في سويعات قليلة، وكان من أول المتنبئين بحدوثها إدارة الطقس والمحيطات الأمريكية، أضف إلى ذلك المراصد الأسترالية واليابانية، ولم نسمع أي تنبؤ أو حديث للمرصد الروسي في هذا الشأن.

المناخ في جزيرة العرب يتحكم في مجرياته العديد من الضغوط الجوية، ففي فصل الصيف المسيطر الرئيسي على مناخ جزيرة العرب هو المنخفض الجوي الهندي الذي يمتد تأثيره غربا في بعض الأحيان حتى أوروبا الغربية وشرقا حتى الصين، وهو المحرك الأساسي لما يسمى بالرياح الموسمية Monsoon Low التي يرجع إليها جميع هطول الأمطار الغزيرة على شبه القارة الهندية والصين، وإليها يعود أيضا هطول الأمطار على الهضبة الإثيوبية المتسبب الرئيسي في فيضان نهر النيل في أشهر الصيف وأيضا هي المحرك والمتسبب الرئيسي في هطول الأمطار على الجنوب الغربي لجزيرة العرب.

هناك منخفض جوي آخر يتكون شرق الصحراء الكبرى وفوق كل من ليبيا ومصر يعرف باسم منخفض الأزور، تبلغ شدة وقوة هذا المنخفض في فترة الانقلاب الربيعي Vernal Equinox ويتسبب هذا المنخفض في هبوب عواصف رملية على جمهورية مصر العربية تعرف باسم رياح الخماسين، فوق جمهورية مصر العربية ينحرف اتجاه هذا المنخفض إلى جهة الشمال الشرقي ليؤثر على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط, وأثناء مروره فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط يلتقط بعض بخار الماء، لذا يصبح لهذا المنخفض جبهتين جبهة رطبة محملة ببخار الماء وجبهة أخرى جافة محملة برمال الصحراء الكبرى، السبب في اتجاه هذا المنخفض جهة اتجاه الشمال الشرقي وعدم مواصلة سيره جهة الشرق هو قيم الضغوط الجوية المرتفعة نسبيا على جزيرة العرب، يواصل هذا المنخفض سيره جهة الشرق مارا بشمال جزيرة العرب في اتجاه العراق، وأثناء مروره شمال جزيرة العرب يثير أتربة ورمال كل من صحراء الربع الخالي والنفود والدهناء، التي تؤثر بصورة سلبية على وسط وشرق وشمال شرق جزيرة العرب، لذا من المتوقع أن تتعرض منطقة وسط جزيرة العرب، ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق لعواصف ترابية من النوع الثقيل في الفترة من منتصف شهر مارس وحتى نهاية شهر أبريل وهذا جزء من أنظومة التطرف المناخي العالمي، لذا كان الله في عونهم! أما الجبهة المحملة ببخار الماء لهذا المنخفض فتتسبب في سقوط بعض الأمطار الخفيفة على وسط وشرق وشمال شرق جزيرة العرب، لذا أرى أن التوقعات بهطول أمطار غزيرة على جزيرة العرب أمر غير محتمل، ولكن قد يكون هناك هطول إمطار صيفية خفيفة، وقد يختلف الأمر بالنسبة لأرض الرافدين، أما المنطقة الغربية خاصة مدينة جدة وهذا رأيي الخاص ستكون أبعد ما تكون عن هطول أي أمطار غزيرة، ولكن جنوب وجنوب غرب جزيرة العرب قد يتعرض من بداية الانقلاب الربيعي أي من 21 مارس القادم لهطول أمطار غزيرة، والسبب في ذلك كما أراه هو زيادة شدة منخفض الأزور المتمركز في شمال القارة الأفريقية، مما يعني بالضرورة تقدم الشريط الاستوائي المطير Intertropical) Convergence Zoon ITCZ) إلى كل من الركن الجنوبي الغربي لجزيرة العرب وجنوب جزيرة العرب والركن الجنوبي الشرقي لجزيرة العرب، أما عدم تقدم هذا الشريط الاستوائي المطير إلى وسط جزيرة العرب فيعود إلى قيم الضغط الجوية المرتفعة فيها نسبيا، ولا يمكن التعمق في شرح هذه التغيرات المناخية في جزيرة العرب في مقال صحفي ولكن أرى أن ما قيل عن تعرض مدينة جدة لأمطار شديدة في غرة شهر مارس القادم، أمر عار عن الصحة تماما والله أعلم، ولنا لقاء إن شاء الله عن التغيرات المناخية الشتوية في جزيرة العرب ويا أمان الخائفين.كثر الحديث مؤخرا عن تنبؤات المرصد الروسي حول هطول أمطار شديدة على مدينة جدة مع بداية شهر مارس القادم أي بعد أسبوع من نشر هذا المقال، وأنا أرى وهذا رأيي الخاص أن مثل هذه التنبؤات أبعد ما تكون عن الحقيقة، وأنا لا أقلل من شأن مراصد الطقس في روسيا، ولكن مثل هذه المراصد لا ترقى إلى مستوى مراصد الأرصاد الجوية العالمية الأخرى التي لها رأي آخر، مثل إدارة الطقس والمحيطات الوطنية الأمريكيةNational Oceanicand Atmospheric Administration) NOAA) أو بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية World Metrological organization) WMO) التابعة لهيئة الأمم المتحدة.

التغيرات المناخية التي تسببت في كارثة مدينة جدة الأولى والثانية لم تكن تغيرات مناخية فوق العادة، مثل الأعاصير اللولبية أو ما يعرف باسم الهراكين Hurricane التي عادة ما تتكون فوق المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، ولو كانت كذلك لكان أول المتنبئين بها هما المنظمتان المذكورتان أعلاه، ومما يجدر ذكره أن التقلبات المناخية الأخيرة التي عصفت بقارة أستراليا منذ حوالي شهرين تقريبا ووصلت نسبة هطول الأمطار فيها لأكثر من نصف متر في سويعات قليلة، وكان من أول المتنبئين بحدوثها إدارة الطقس والمحيطات الأمريكية، أضف إلى ذلك المراصد الأسترالية واليابانية، ولم نسمع أي تنبؤ أو حديث للمرصد الروسي في هذا الشأن.

المناخ في جزيرة العرب يتحكم في مجرياته العديد من الضغوط الجوية، ففي فصل الصيف المسيطر الرئيسي على مناخ جزيرة العرب هو المنخفض الجوي الهندي الذي يمتد تأثيره غربا في بعض الأحيان حتى أوروبا الغربية وشرقا حتى الصين، وهو المحرك الأساسي لما يسمى بالرياح الموسمية Monsoon Low التي يرجع إليها جميع هطول الأمطار الغزيرة على شبه القارة الهندية والصين، وإليها يعود أيضا هطول الأمطار على الهضبة الإثيوبية المتسبب الرئيسي في فيضان نهر النيل في أشهر الصيف وأيضا هي المحرك والمتسبب الرئيسي في هطول الأمطار على الجنوب الغربي لجزيرة العرب.

هناك منخفض جوي آخر يتكون شرق الصحراء الكبرى وفوق كل من ليبيا ومصر يعرف باسم منخفض الأزور، تبلغ شدة وقوة هذا المنخفض في فترة الانقلاب الربيعي Vernal Equinox ويتسبب هذا المنخفض في هبوب عواصف رملية على جمهورية مصر العربية تعرف باسم رياح الخماسين، فوق جمهورية مصر العربية ينحرف اتجاه هذا المنخفض إلى جهة الشمال الشرقي ليؤثر على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط, وأثناء مروره فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط يلتقط بعض بخار الماء، لذا يصبح لهذا المنخفض جبهتين جبهة رطبة محملة ببخار الماء وجبهة أخرى جافة محملة برمال الصحراء الكبرى، السبب في اتجاه هذا المنخفض جهة اتجاه الشمال الشرقي وعدم مواصلة سيره جهة الشرق هو قيم الضغوط الجوية المرتفعة نسبيا على جزيرة العرب، يواصل هذا المنخفض سيره جهة الشرق مارا بشمال جزيرة العرب في اتجاه العراق، وأثناء مروره شمال جزيرة العرب يثير أتربة ورمال كل من صحراء الربع الخالي والنفود والدهناء، التي تؤثر بصورة سلبية على وسط وشرق وشمال شرق جزيرة العرب، لذا من المتوقع أن تتعرض منطقة وسط جزيرة العرب، ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق لعواصف ترابية من النوع الثقيل في الفترة من منتصف شهر مارس وحتى نهاية شهر أبريل وهذا جزء من أنظومة التطرف المناخي العالمي، لذا كان الله في عونهم! أما الجبهة المحملة ببخار الماء لهذا المنخفض فتتسبب في سقوط بعض الأمطار الخفيفة على وسط وشرق وشمال شرق جزيرة العرب، لذا أرى أن التوقعات بهطول أمطار غزيرة على جزيرة العرب أمر غير محتمل، ولكن قد يكون هناك هطول إمطار صيفية خفيفة، وقد يختلف الأمر بالنسبة لأرض الرافدين، أما المنطقة الغربية خاصة مدينة جدة وهذا رأيي الخاص ستكون أبعد ما تكون عن هطول أي أمطار غزيرة، ولكن جنوب وجنوب غرب جزيرة العرب قد يتعرض من بداية الانقلاب الربيعي أي من 21 مارس القادم لهطول أمطار غزيرة، والسبب في ذلك كما أراه هو زيادة شدة منخفض الأزور المتمركز في شمال القارة الأفريقية، مما يعني بالضرورة تقدم الشريط الاستوائي المطير Intertropical) Convergence Zoon ITCZ) إلى كل من الركن الجنوبي الغربي لجزيرة العرب وجنوب جزيرة العرب والركن الجنوبي الشرقي لجزيرة العرب، أما عدم تقدم هذا الشريط الاستوائي المطير إلى وسط جزيرة العرب فيعود إلى قيم الضغط الجوية المرتفعة فيها نسبيا، ولا يمكن التعمق في شرح هذه التغيرات المناخية في جزيرة العرب في مقال صحفي ولكن أرى أن ما قيل عن تعرض مدينة جدة لأمطار شديدة في غرة شهر مارس القادم، أمر عار عن الصحة تماما والله أعلم، ولنا لقاء إن شاء الله عن التغيرات المناخية الشتوية في جزيرة العرب ويا أمان الخائفين.