منذ ثلاث سنوات تتجه مسامع المستمعين عصر كل ثلاثاء إلى أثير إذاعة القرآن الكريم لمتابعة برنامج "بيوت مطمئنة"، وهو برنامج اجتماعي يناقش قضايا أسرية، ويتلقى مشاكل المستمعين مباشرة على الهواء، ويؤكد معد البرنامج ومقدمه الدكتور عادل العبدالجبار عكس مايرمي إليه مسمى البرنامج أن بيوتنا غير مطمئنة، وتشكو من الفراغ العاطفي. يقول العبدالجبار (عضو لجنة مناصحة الموقوفين والحاصل على دكتوراه في التربية) "بيوتنا تعاني من عدم الحب والحنان، بيوتنا غير مطمئنة، وعاما بعد عام تزيد المشاكل، وتكثر الاتصالات على البرنامج، ليحكي المتصلون مواقف دراماتيكية تحدث تحت أسقف بيوتهم الصغيرة".

وأشار إلى أن للمجتمع السعودي عادات مختلفة ومشارب متنوعة، فكل منطقة لها أسلوبها، وكل قبيلة لها "سلومها" كما يقال، فما يجوز هناك يحرم هنا والعكس صحيح، ومن هنا تختلف طبيعة المشاكل الاجتماعية.

ويرى العبد الجبار أن محافظة جدة أنموذج فريد للتفاعل مع البرنامج، ويأمل أن تتضافر مؤسسات المجتمع للتغيير والتوجيه والنصح والإرشاد في بقية المناطق.

وعن ظروف تبني إذاعة القرآن الكريم لبرنامج "بيوت مطمئنة" مما يعد نقلة نوعية جريئة في طبيعة البرامج التي تبثها الإذاعة، خصوصاً أن البرنامج يبث على الهواء ويناقش قضايا أسرية حساسة قال "اعتمد البرنامج في عهد وكيل الوزارة للإذاعة آنذاك الأستاذ عبدالرحمن الهزاع الذي يتمتع بحس التجديد والنقد الهادف، إضافة لتعاوني معه طيلة 6 سنوات مضت منذ أن كان مديراً للقناة الأولى؛ فالرجل فريد من نوعه، وقد واصل الدعم من بعده الوكيل الحالي الأستاذ إبراهيم الصقعوب، والكل يعرفه بأطروحاته الاجتماعية في برامجه الإذاعية، ولا أنسى دعم مدير إذاعة القرآن الشيخ عبدالله الدوسري الذي سهل لنا في البرنامج كل العوائق والصعوبات إن وجدت"، مشيرا إلى أن برنامج "بيوت مطمئنة" ليس له علاقة بقناة "بيوت مطمئنة".

وحول رؤية البعض أن المرأة لم تأخذ حقوقها في المجتمع، يقول العبدالحبار "للأسف المراة هي من لا تطالب بحقوقها، أو تتنازل عنها لأسباب خاصة، وكم أشعر بالأسى من رفض بعض الزوجات المعلقات مثلاً أخذ حقها، مع ما تعيشه من قهر ومماطلة زوجها في تعليقها الذي قد يمتد لسنوات طويلة دون أي تقدم يذكر، وتتحمل تبعات التعليق على أن ترفع قضية في المحكمة ضد الزوج . والقصص في ذلك لا حصر لها، فالمرأة هي السبب الأول في إضاعة حقوقها، إما لضعفها وهذا الأكثر، أو لعدم فهمها وضحالة ثقافتها".

وعن التعدد يوضح العبدالجبار أنه نعمة وعلاج لكثير من المشكلات، ولكنه يتحفظ على بعض الأمور. يقول "يؤسفني تساهل الكثير من الأزواج المعددين في تحمل المسؤوليات تجاه العدل الرباني بين زوجاته، لقد أصبح التعدد "تغييرا" فقط، ولهذا نرى حرص الزوج على سرية الزواج، وعدم إضافة الزوجة الجديدة بدفتر العائلة، وتحريم التفكير في الإنجاب، ومن فتح قلبه لزوجات المعددين وسمع لهن أصبح محبطاً مما تذكره الأخوات من مآس وهموم".

وأضاف انه يلوم الزوجة الثانية التي توافق أصلاً على معدد دون أن يكون الزواج معلناً وموثقا، مثلها مثل باقي الزوجات.

يقول العبدالجبار "التعدد أصبح بوابة للزيجات المعاصرة ، وهذا ما جعلني أتراجع عن تأييد التعدد ودعم من يريده إلا بشروط تحفظ حقوق الزوجة الثانية وبحزم، أما زواج المسيار والحنفي والعرفي والمصياف وبنية الطلاق، فهذا يجب الوقوف ضده بكل قوة".

وقال إن الهدف من تقديمه حلقة "زيجات معاصرة" هو القضاء على ما يسمى بزواج "المسمار" الذي دقه الأزواج في نعش بيوتنا الهادئة، ليقتلوا الحشمة والعفاف باسم الخلاف بين المذاهب، يقول "أنا أكره هذا النوع من الزيجات، لكني بدأت أتراجع بسبب الحالات الخاصة التي وقفت عليها بنفسي وتحتاج السرية والتنازلات، وليس عيباً أن يتغير الرأي في حالات مع بقاء حكم العموم".

ويعبر العبدالجبار عن أسفه للتفكك العاطفي الذي تعيشه بعض الأسر، فالأسر تشتكي من الفراغ العاطفي المتزايد بين الأزواج خاصة.

وعن ظاهرة العنوسة يقول "ليس هناك مبالغة في عدد العانسات، والسبب تأخر سن الزواج فقط، وليس هناك أرقام رسمية تفيد بواقع العنوسة، بل هي اجتهادات وتوقعات لا تخضع للتقييم العلمي الدقيق"، مشيرا إلى أن البرنامج ساهم في توفيق عدد جيد بين الشباب والفتيات، بل حتى التعدد كان له فيه نصيب، وذلك بالدلالة على مكاتب التزويج الخيرية الآمنة والمصرح لها.