كشف فريق جمعية حقوق الإنسان في منطقة عسير أمس عن خروقات واسعة في إدارة الوافدين التابعة لجوازات المنطقة، فيما عبر أعضاء الوفد عن صدمتهم إزاء الظروف السيئة التي يعيشها موقوفو الإدارة في مقرها بحي النميص بأبها.

ووصف عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتور علي الشعبي، الذي تقدم الفريق، ما شاهده وبقية الأعضاء بـ"المؤلم" و"الأسوأ من السيئ"، معرباً عن صدمته وزملائه قائلاً: "لا يجب أن تحدث هذه الأوضاع داخل منشأة حكومية"، مشيراً إلى أن ما يحدث داخل عنابر الموقوفين "يتطلب التصحيح العاجل".

ورصد الوفد الذي ضم، إضافة إلى الشعبي، الدكتور منصور القحطاني والدكتور محمد آل مزهر ومعتق القحطاني ومحمد ظافر، أوضاعاً وصفها آل مزهر بـ"الصعبة للغاية"، قائلا إنها "أمور لا يصدق أحد أنها تحدث لدينا، مما يحتم على المديرية العامة للجوازات التحرك العاجل لمعالجتها قبل استفحالها أكثر.




انتقد أعضاء جمعية حقوق الإنسان في منطقة عسير أمس الأوضاع التي يعيشها الموقوفون داخل العنابر الخاصة بإدارة الوافدين التابعة لجوازات المنطقة بحي النميص في مدينة أبها , وقالوا إن مايحدث داخل أروقة العنابر يتطلب التغيير والتعديل والتطوير بأسرع وقت , وبما يتناسب مع السمعة التي تحظى بها المملكة .

ورصد الوفد الذي ضم الدكتور علي بن عيسى الشعبي والدكتور منصور القحطاني والدكتور محمد آل مزهر ومعتق القحطاني ومحمد ظافر عددا من الأشخاص الذين ينتمون لقبائل " العدوان " الحدودية , ويطالبون بتدخل الجمعية لحل قضيتهم وعدم ترحيلهم , خاصة أن لديهم مايثبت أنهم من سكان القرى الحدودية وأن تأخر البت في قضيتهم وعدم إصدار مايثبت هويتهم أدى لدخولهم لإدارة الوافدين استعدادا لترحيلهم لبلد لايعرفون عنه شيئا - على حد وصفهم - , فيما أشار أحد الموقوفين من قبيلة العدوان أنه يعمل إمام مسجد , وأنه تم القبض عليه وبعض أقاربه وجماعته , مدعياً عدم مخالفتهم وأن قضيتهم لاتستوجب التوقيف بقدر البت فيها .

وشكا أحد الموقوفين في "عنبر جدة " المخصص لترحيل المخالفين من أبها لجدة من تأخر البت في ترحيله , فيما أشارت إحدى الموقوفات بعنبر النساء والأطفال أن التعامل الذي يجدونه جيد وأن الطعام المقدم لهم متميز ، إلا أن كثرة المرتادين للعنبر أدى للعبث بالكثير من الممتلكات.

من جهته قال الدكتور علي الشعبي في تصريح لـ " الوطن " : شاهدنا اليوم أوضاعا مؤلمة لايجب أن تحدث داخل منشأة حكومية مهمة , وأعتقد أن هذا يلهمنا أن نتعامل مع هولاء كبشر وبأسلوب إنساني راق بما تمليه علينا عقيدتنا وثقافتنا " , وأكد الشعبي أن ماتمت مشاهدته ليس سيئا بل أسوأ من السييء , مضيفا أن التعامل الإنساني مطلب مهم مع المخالفين وغير النظاميين والمجرمين حتى يتم البت في قضاياهم .

وأشار الشعبي إلى أن مايجري داخل عنابر الموقوفين يتطلب التصحيح , وحتى تنقل الصورة الحقيقية عن التعامل الحسن مع المخالفين , وبمايليق بسمعة المملكة , معربا عن صدمته لماشاهده الوفد من أوضاع بدءا من العنابر ووصولا للأثاث والخدمات وانتهاء بالمبنى الذي يفتقد للشروط الواجب توافرها .

من جهته أكد عضو الجمعية الدكتور منصور القحطاني على أهمية مراعاة الجوانب الصحية والنفسية والتغذية للوافدين والعناية بهم حتى عودتهم لبلادهم , ولفت القحطاني إلى أن سوء الحالة التي رآها وأعضاء الجمعية تشمل تكدس الأعداد في العنابر بزيادة 100% مع قلة النظافة , وانتشار الأمراض وسوء التغذية , مطالباً المسؤولين بسرعة التدخل السريع لإنهاء الأزمة الإنسانية مراعاة لحقوق النفس البشرية .

وشدد القحطاني على أن الدور الكبير الذي يقوم به رجال الجوازات للحد من المخالفين والمقيمين بطرق غير مشروعة يتطلب من الجهات المعنية سرعة التعاون وتقديم الدعم للمواقع التي يحتجزن فيها ، داعيا إلى سرعة البت في قضايا الموقوفين من قبل الجهات المعنية ، وإيجاد الحلول اللازمة لقضية القبائل الحدودية والتي تعاني غياب الهوية والتوقيف داخل العنابر.

من جهته أوضح عضو الجمعية محمد بن معتق أن المملكة تعاني من المتسللين والمخالفين لأنظمة البلاد والذين يشكلون خطرا حقيقيا على الأمن وعلى المواطن , مضيفا أن هدف الوفد من الزيارة التغيير والتطوير وتحسين الوضع والتعاون لما يخدم الجميع من أجل مصلحة الوطن .

ويرى عضو الجمعية الدكتور محمد آل مزهر أن المشاهد التى اطلع عليها الوفد " صعبة للغاية " وأمور لاتصدق بأن مثل هذا يحدث لدينا الأمر الذي يحتم على المديرية العامة للجوازات التحرك لمعالجة الأخطاء قبل استفحالها , والنظر بعين الرحمة والرأفة لأوضاع الموقوفين داخل العنابر وإنهاء قضاياهم بأسرع وقت .

وفي نهاية الجولة التقى وفد الجمعية بمدير إدارة الوافدين بجوازات عسير المقدم سعيد بن محمد القحطاني الذي أكد أن مارصده الوفد لايعدو كونه واجبا وطنيا لتحقيق الأهداف المنشودة , وقال القحطاني ليس هناك شيء نخفيه عن الجميع , فهذا هو الحال والواقع ولا يوجد لدينا أية تحفظات مادام الهدف هو المصلحة العامة وما يعكس سمعة المملكة داخليا وخارجياً .

وانتقد القحطاني دور بعض الكفلاء وتعاملهم وتأخير أوضاع مكفوليهم , مبينا أن العلاقة بين الكفيل ومكفولة مازالت شائكة في أغلب الأحوال , وليس هناك أرض صلبة لتوثيق العلاقة وهو مايعيق العمل أحيانا ويؤدي لتأخير القضايا .

واعترف القحطاني أن القنصلية المصرية هي الجهة الوحيدة المتعاونه مع إدارة الوافدين , وتؤدي واجبها على أكمل وجه لخدمة رعاياها , مبديا تذمره من عدم وجود محققين متخصصين ملتحقين بدورة مكثفة لإنهاء القضايا والتي يتم التعامل معها بناء على جهود ذاتية اجتهادية .

وكشف القحطاني أن لجنة هندسية من المديرية العامة بالجوازات حضرت لمقر الإدارة لمعاينة المبنى وأعدت تقريرا شاملا , مؤكدا بأن الموقع ليس سّيئا مقارنة بالعمل اليومي الذي يجري داخل أروقته .