يعيش الفريق الأول لكرة القدم في نادي القادسية هذا الموسم أفضل حالاته منذ قرابة السبع سنوات، وخصوصاً إذا ما تمت مقارنة مستوياته التي يقدمها حالياً بما كان يقدمه خلال الموسم الماضي، حيث جمع خلال الجولات الأربع الماضية من دوري زين للمحترفين أكثر من ثلاثة أرباع ما جمعه من نقاط خلال الموسم الماضي الذي كان أسوأ موسم في تاريخ القادسية حيث كان يتلقى الخسائر بنتائج كبيرة، بينما ما يزال الفريق يقدم خلال الموسم الحالي أداء قوياً ممزوجاً بالنتائج المميزة حيث لم يخسر أي لقاء خلال الأربع جولات الماضية، وهو مؤشر على نجاح الجهازين الفني والإداري في إعداد الفريق.

والتغير المفاجئ الذي ظهر على القادسية ما بين الموسم الماضي والموسم الحالي له أسبابه، ومنها الاستقرار الإداري وجهود الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله.

ولا شك أن الاستقرار الإداري الذي جاء عبر استمرار إدارة النادي في قيادته للموسم الثاني، والمدعوم من رئيس مجلس أعضاء الشرف الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله الذي دعـم النادي مـادياً، وقام بعـدد من الخطـوات الموفقة لإعـادة النادي لسابق عهده، تمثلت في التكفل بمعسكر الفريق ودعمه بعـدد من الصفقات إضافة إلى المكافآت التي يمنحها للاعبين بعد كل انتصار، جاء بثماره.

ودعم هذا الاستقرار الإداري استقرار آخر مماثل يتمثل في الجهاز الفني، وذلك بعد أن أبقت الإدارة على المدرب البلغاري ديمتروف على رأس الجهاز الفني للفريق، إثر نجاحه في قيادة القادسية للبقاء في دوري المحترفين للموسم الماضي.




البداية القوية

تعد بداية القادسية هذا الموسم الحالي الأفضل له منذ سنوات، حيث استهل مبارياته في الدوري بانتصار قوي على الفتح في الأحساء 3/1، وهو الفوز الذي فتح شهية الفريق لمواصلة الانتصارات، لكنه اصطدم بتعادل إيجابي على أرضه مع الوحدة "1/1" ثم تعادل آخر أشبه بالخسارة مع الحزم "2/2" في ملعب الأخير وذلك بعد أن خطف الحزم هدف التعادل الثاني في الثواني الأخيرة من المباراة.

ثم جاءت مباراة التعاون محكاً حقيقياً لاستعداد القادسية، خاصة وأن التعاون استطاع قبل مواجهته للقادسية أن يفوز على الشباب 4/1 ويتعادل مع النصر 2/2، ولكن القادسية استطاع بفضل لاعبيه ودهاء مدربه تحقيق الفوز بنتيجة لم يكن يتوقعها أي متابع للدوري وصلت إلى 4/1 ليخرج القادسية خلال الأربع الجولات الأولى بانتصارين وتعادلين ودون خسارة جامعاً ثماني نقاط ومسجلاً 10 أهداف وعليه نصفها، وهو رقم جيد للقدساويين الذين كانوا يمنون النفس بالبقاء، ولكن نظرتهم اليوم أصبحت أفضل، وأصبحوا ينافسون على المراكز الأولى في ترتيب الدوري بعد أن احتل فريقهم المركز الرابع.


صفقات ناجحة

صنع العنصر الأجنبي والصفقات الناجحة للاعبين المحليين الفارق في القادسية هذا الموسم، فبعد توفر المبلغ المالي الكبير الذي حصل عليه النادي من إدارة النصر والبالغ 15 مليون ريال مقابل انتقال نهائي للمهاجم محمد السهلاوي إلى النصر، استطاعت الإدارة أن تبرم عدة تعاقدات محلية وأجنبية لدعم الفريق.

فعلى المستوى المحلي تعاقدت مع لاعبي الأهلي الحارس الدولي منصور النجعي، والمدافع محمد أمان إضافة إلى مهاجم الهلال أحمد الصويلح ومدافع الوحدة طلال الخيبري ومهاجم الاتحاد محمد أمين ولاعب وسط الوشم عصام محمود، ولاعب الشباب والوحدة السابق عبدالرحمن العصفور، إضافة إلى تجديد عقود بعض اللاعبين، وعلى رأسهم القائد علي الشهري إلى جانب التعاقد مع عدد من الأسماء اللامعة من فرق الحواري.

أما على صعيد الأجانب، فأبقت الإدارة على المهاجم النيجيري جون جامبو لموسم ثان مع الفريق، في حين وقعت عقداً مع لاعب الوسط الأردني الدولي مهند محارمة الذي خسره الفريق بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي وسيحرم الفريق من خدماته إلى نهاية الموسم، إضافة إلى المهاجم النيجيري ماستر اندو والمدافع التونسي معين صادق.

وهذه الصفقات أدت إلى تغير كبير في شكل الفريق عما كان عليه خلال الموسم الماضي، كما أن المعسكر الذي أقامه القادسية في ألمانيا، والذي تكفل به رئيس أعضاء الشرف الأمير فيصل بن فهد أدى إلى روح جديدة وانسجام واضح في خطوط الفريق، وهو ما جعله يظهر بمستوى رائع، بل وأصبح لديه البديل الجاهز الذي كان يعاني منه خلال المواسم الماضية.


فرح وتوجس جماهيري

سادت فرحة كبرى من كافة القدساويين سواء من الجماهير أو العاملين في النادي بالمستويات المميزة التي يقدمها الفريق حالياً، ولكن وفي المقابل ظل الخوف والتوجس ينتابان الجميع في أن يتحول وضع الفريق إلى الأسوأ في حالة تعرضه لأي خسارة وهو ما جعل البعض يطلب من الجهاز المشرف على كرة القدم أن يجهز اللاعبين نفسياً خاصة وأن الموسم الرياضي طويل، وقد يتلقى الفريق أي خسارة حاله حال أي الفرق الأخرى.