ماذا ستفعل لو سألت شخصاً ما عن وظيفة الأذنين، وأجابك بأن وظيفتهما منع النظارة من السقوط؟ لا أعتقد أن ردة فعلك ستكون أقل من لكمة خطافية على وجهه، وتحديداً ناحية العصب السمعي ( حتى يلف في مكانه) لتشفي غليلك.!

صحيح أن إجابة "أبو نظارة" فيها شيء من الصواب، لكن الخلل أن صاحبها تجاوز الوظيفة الأساسية للأذن، إلى أخرى ثانوية لا يشعر بالحاجة إليها إلا ذوو " الأربع عيون" وهي جعلها "علاقة نظارات".!

وظيفة الأذنين وإجابة منع سقوط النظارة لم تكن بعيدة عن إجابات مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم عندما استضافته القناة السعودية الأولى قبل أيام، للإجابة عن محاور تهم عميل "السعودية"، من خدمات التموين وما يقدم من مأكولات، إلى ما تردد عن خمسة مليارات ريال كمصاريف نثرية، وكذلك تأخر الرحلات والطاقة الاستيعابية، وكيفية تعامل الخطوط السعودية مع المتغيرات المناخية. كانت بعض الأسئلة في واد، وإجابات الضيف "المعلّبة" في واد أخر غير ذي زرع .!

لِمَ لم يتحدث المهندس الملحم صراحة عن الطعام "الباهت"على رحلات "السعودية، والذي يذكرنا بخيام "تفطير الصائمين" في رمضان، أو عن تأخير الرحلات المتكرر، حتى إن باصات "خط البلدة" أكثر دقة من رحلات ناقلنا الجوي العملاق، أو يقر بوجود شكاوى متكررة من سوء الخدمات، أو الأسلوب الجاف الذي يلاقيه راكب "السعودية" من بعض موظفيها سواء على الأرض أو في الجو، حتى ليشعرك أحدهم بأن بينك وبينه "ثأر كليب"؟!

لو زار المهندس الملحم أحد مكاتب "السعودية" (المركز الرئيسي في المروج بالعاصمة مثلاً)، وشاهد كيف هي الطوابير الطويلة من عملاء "السعودية" ممن يتكدسون أمامه منذ ساعات الفجر الأولى، فإني على يقين بأن معاليه سيغير كثيراً من معالم خطته الدفاعية عن الخطوط السعودية.!

زبدة القول أنه يتوجب على الخطوط السعودية أن تعيد قراءة حساباتها بطريقة صحيحة، لتعمل باحترافية وتلقي عنها رداء البيروقراطية والذي لا يناسب نشاطها أصلاً، أو تتوقف عن استخدام شعارها "تعتز بخدمتكم"، كونه شعارا استفزازيا للمسافر.!