لم يكن يعلم عدد من المواطنين الحجاج الذين أنهوا فريضة حجهم أن حجهم سينتهي بالجدال والسباب بعد أن أمضوا قرابة الـ12 ساعة وهم يستمعون للوعود المتكررة من موظفي "الخطوط السعودية" في صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز في جدة لانتظار قدوم رحلتهم المتأخرة على الرغم من كونها ضمن طائرة محجوزة خصيصا للحملة.

كان الحجاج المتجهون لمدينة أبها قدموا لصالة المطار في جده تمام الـ7 مساء من الجمعة الماضي، وفقا لتعليمات الخطوط بالحضور قبل الرحلة بساعتين على الأقل، حيث كان من المفترض أن يصعدوا الطائرة في التاسعة والنصف مساء، إلا أنهم اضطروا للبقاء في صالة انتظار الطائرة حتى الثامنة صباحا من يوم السبت، وسط حدوث عدد من حالات الإغماء والتعب بين النساء وكبار السن، إلى جانب وعد الخطوط بتقديم وجبات لهم أو وضعهم بفندق لحين وصول الرحلة دون أن يحصل ذلك.

وقال مشرف الحملة ذيب القحطاني لـ"الوطن" إن الحملة قامت بإحضار الحجاج إلى المطار وفقا لموعد الرحلة رقم 6340 والمتجهة إلى أبها وبعد أن تم إنهاء إجراءاتهم التفتيشية والأمنية تم الدخول للصالة الداخلية، تم إبلاغنا بعدم وجود باصات لنقل الركاب للطائرة، وبعد الانتظار لمدة ساعة تم إبلاغنا بقدوم موعد الرحلة ثم عاد أحد المشرفين للاعتذار وإخطارنا بتغيير الطائرة، وتوفير طائرة بديلة في تمام الثانية صباحا، إلا أنها لم تصل فتم تأجيل الرحلة حتى الرابعة والنصف فجرا لوجود خلل فني بالطائرة البديلة وفقا لموظفي الخطوط.

وقال خالد الفيفي أحد الحجاج إن المشرفين وعدوا الركاب بوجبات وبطبيب وطبيبة للمرضى الذين حدثت بينهم حالات إغماء وقت الانتظار، إلى جانب وعدنا بإخراجنا للسكن في فندق حتى تصل الطائرة إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق سوى طبيب حضر ووزع عقاقير على المرضى وذهب. وأوضح راجح الغامدي أحد المشرفين على الحملة أنه تم اتخاذ كل الإجراءات من قبل المشرفين لإيجاد حل وتصعيد الركاب لطائرتهم الخاصة التي تم حجزها خصيصا لحجاج الحملة، إلا أن خللا في التنظيم ساهم في تأخرها وبالتالي حدثت الكثير من المشادات والخلافات بين الحجاج وموظفي المطار التي انتهت بتصعيدنا لطائرة بديلة في تمام الثامنة صباحا.

من جانبه قال مشرف الصالة المناوب ـ رفض ذكر اسمه ـ أن دوره لا يعدو كونه مهدئا لغضب الركاب المتأخرة رحلاتهم، ملفتا إلى أن التأخير غالبا يكون لسوء التنظيم في الخطوط السعودية ورحلة أبها المتأخرة ليست وحدها فقد تأخر عدد كبير من الرحلات الداخلية والدولية في ظل سوء التنسيق لإقلاعها.

إلى ذلك أوضح المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد خيبري إلى "الوطن" أن مليونا و250 ألف حاج مسافر عبر شركات الخطوط الجوية، ويمثل هذا الضغط مجالا لتغير واختلاف أنظمة الرحلات إلى جانب حدوث بعض الخلل الفني الوارد إذ تقلع خلال فترة 4 أسابيع 6 رحلات في الساعة وهذا متعلق بصالة الحجاج فقط، لافتا إلى أن مسؤولية حل المشكلة يقع على عاتق شركات الطيران نفسها.

وقال خيبري إن شركة الطيران ملزمة بتقديم مرطبات خلال الساعة الأولى من التأخير مجانا للركاب، ثم وجبة لكل حاج مقابل التأخير لست ساعات، ثم لو تأخرت بعد ذلك يتم استضافتهم للسكن لحين قدوم الرحلة، فيما لو رفضت الشركة جلب رحلة بديلة تلتزم هيئة الطيران بإلزام الشركة بتوفير طائرة بديلة على حساب الشركة لهم.

وحول عدم توفير الشركة لوجبات أو سكن لمتأخري رحلة أبها، لفت خيبري إلى أن الهيئة تتضمن قسما لحماية المستهلك وكان من المفترض الاتصال به والشكوى لاتخاذ الإجراء اللازم تجاه ذلك، مبينا أن الهيئة تعتزم قريبا تدشين مشروع ندوة لتعريف الركاب بحقوقهم على شركات الطيران والعكس حتى لا يكون الجهل بحقوق الراكب على الشركة سببا في تضييع حقه.