انتبهوا لأولادكم من الأفلام الإباحية؟ الشباب اليوم يصنعون الثورات بالفيس بوك والإنترنت، ولكن هناك من الشباب من يسخر التكنولوجيا الحديثة لفتح المواقع الإباحية؛ فيرى كل الموبقات. هذا هو قسم اللعنة من الثورة التكنولوجية؛ لقد أحسنت المملكة صنعا بحرب هذه الفضاءات ولكن الشباب أقرب للجن الأزرق بإمكانه كسر هذه الأقفال والولوج إلى الأرض الحرام. لذا يجب ربح هذه الحرب في اتجاهين: سد االخروق التي تأتي منها رياح إبليس، والتعويض بفتح المجال أمام نشاط الشباب العلمي والرياضي. من يقوم بهذه الاختراقات هم الشباب المراهقون الصغار. شهوات عارمة كالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم. أهمية وخطورة هذا الاتجاه أنه يحرف الشباب بتفريغ طاقة في غير مكانها؛ إنها ريح حمراء وخسف ومسخ. شاب اشتعل شهوة مثل سبع ضار بدون سلاسل وقيود.

ذكر ابن مسكويه في كتابه تطهيرالأعراق وتهذيب الأخلاق عن كائن ثلاثي داخل كل واحد منا: ملاك وسبع وخنزير فإذا أراد الخنزير الشهوة سلطنا عليه السبع. علينا ـ هكذا يقول الرجل ـ ألا نوقظ السبع ولكن إذا أظهر الجوع أسكتنا جوعته بإلقاء قطعة لحم له. يقول: علينا ألا نحرك الشهوات فهي خنزير وسبع ضار في داخل كل واحد منا إذا تحركت أسكتناها وليس أن نوقظها بالمثيرات، ذلك أن ورطة الجنس ورطة لمن وقع في حمأتها إنها رمال متحركة غرق فيها صاحبها وما نجا.

إنه يشبه العطشان ويريد الارتواء بشرب ماء البحر وما هو ببالغه. الأخطر أن وقته سيضيع ودماغه سيحترق ومشاعره سوف تتحدد في جنس لا يصل إليه؛ فعلى الشاب أن يستعفف ويحتفظ بطاقته الحيوية حتى يحصن بالزواج، ويشتغل أثناء هذا بالرياضة والعلم. أذكر نفسي جيدا حين كنت طالب صف عاشر كيف بنيت جسدي برياضة جمال الأجسام وعقلي بحفظ القرآن والفكر.

لا أدري أن الشاب في سن المراهقة ثلاثة أرباع مجنون، والجنس يعني دخول مصحة أمراض عقلية بدون علاج. الحشيش ليس هيروين فقط بل جنس ساخن يحرق أسلاك الدماغ. وكل له مكانه. الجنس مع الزواج حلال يزيل الاحتقان، وفي غير مكانه يؤجج الاحتقان ولا يفرغ ماء الحياة في جدوله الطبيعي فيسقي أرضا فيورقها وتخرج ذرية صالحة. الشباب نصفه جنون وربعه هوى وشهوة، والربع الباقي فراغ وطاقة وأخطر ما يجتمع في خلطة تفجيرية شباب وصحة وفراغ ومال.