يتوضأ بمياه البحر المالحة، وسعيد جدا بالمساحة المتواضعة في سيارة الفان التي خصص الجزء الخلفي منها كغرفة نوم. شاب سعودي يقف بـ"الفان" الأشهر في تاريخ اليوتيوب السعودي، يقف به على الشاطئ، منافسا ملاك الشاليهات والأراضي البيضاء والخضراء والحمراء. هاربا من كل شيء، من أي شيء، لأن الشيء المؤلم فعلا هو أن هذا الشيء هو حق بسيط.. حق السكن والابتسامة.

"مونوبولي" فيلم تم عرضه قبل عدة أيام على موقع اليوتيوب، ورغم عدم وجود سينما أو معاهد تدريب للفنون البصرية بشكل معتمد، ورغم أن السعوديين إما على موعد مع "الجسر" أو موعد مع عمالة سائبة أو محلات مخالفة لحقوق النسخ لتبيعهم أحدث الأفلام؛ إلا أن الفيلم كان بإخراج عالي الاحترافية على يد المخرج السعودي بدر الحمود، وطاقم عمل مبدع كان لبعضهم مشاركة في فيلم من الطراز الفاخر بعنوان "التطوع الأخير".

أنصح تجار العقار وملاك الأراضي البيضاء بعدم مشاهدته، فكما أن المراهقين ممنوعون من مشاهدة بعض البرامج والمسلسلات، فإنني أنصح العقرجية بعدم مشاهدته لسبب، أخشى أن أشاهد "الفان" قد تحول إلى مخطط عقاري، يأتيه المال من كل مكان.

"مونوبولي" فيلم سعودي يحكي معاناة المواطن في البحث عن سكن، وتطرق لعدة نقاط واقعية كما طرح الحلول.

قرابة 320 ألف مشاهد على الإنترنت خلال أيام معدودة، ولو فرضنا جدلا أن هناك سينما اسمها "الربع الخالي" وسعر العرض 10 ريالات، فإن ثلاثة ملايين ومئتي ألف ريال ستدخل من خلال هذا العمل الاحترافي. لكن المشكلة أن الربع الخالي ظل مجهولا.

أنصح المسؤولين في وزارة الإسكان بمشاهدته، وكذلك أعضاء مجلس الشورى، حتما سيصوتون بالإجماع على أنه فيلم جميل، وحينها ستغيب "الحلووول"!

رابط الفيلم:

http://www.youtube.com/watch?v=NMvCURQEhpM&feature=youtube_gdata_player