تكليف الأمانة العامة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بتنظيم دوري البراعم لكرة القدم لمواليد العام 1996، يفتح السؤال عن مستقبل صناعة الرياضة في المملكة، وخصوصا بعد النتائج "السلبية" لكرة القدم السعودية في البطولات الأخيرة، في ظل ما يعتبره البعض "إهمالا" للرياضة المدرسية، التي هي الأساس في تكوين القاعدة الأساسية للرياضيين، حيث تشكو الرياضة المدرسية من إهمال المسؤولين الرياضيين عنها، وهذا سبب رئيس من عدة أسباب أدت إلى تراجع نتائج معظم المنتخبات العربية، التي تعد المحصل النهائي لما تقوم به الفئات السنية من عمل.

تدريب محدود

الطالب مازال يشتكي من قلة مزاولة الرياضة في المدرسة، فـ90 دقيقة المخصصة لطلاب الابتدائي، و45 دقيقة لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، تعد رقما بسيطا جدا في ظل ما يمكن تسميته "الطفرة الكروية" التي يشهدها العالم، خصوصا أنها دقائق معدودة لا تكفي لهم في سبيل إشباع رغباتهم من رياضة كرة القدم، التي أصبحت تشكل جزءا كبيرا من أولويات المجتمعات، ولم تعد مجرد لعبة مكملة. وهو ما يمكن تأكيده من خلال مشاهدة الطلاب الصغار وهم يركلون الكرة بأقدامهم في أزقة الحارات وملاعبها في أوقات الظهيرة والعصر، بعد خروجهم من المدارس.

مهمة كبيرة

أمام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، ما يعتبره البعض "مهمة كبيرة"، في البدء بالاهتمام بالفئات السنية الصغيرة، لأنها الأساس في تطور وتقدم الرياضة، ومتى أراد الرئيس العام للرياضة السعودية أن تتطور، فـ"لا بد أن يعمل من حيث انتهى الآخرون"، كما يقول عدد من المراقبين الرياضيين، مشددين على أهمية "التفكيرالجاد بإنشاء الأكاديميات الرياضية، والتعاطي مع تدريب الصغار باهتمام أكبر".

دوري المدارس

نائب الرئيس التنفيذي للاتصال والعلاقات العامة بشركة "موبايلي" حمود الغبيني تحدث إلى "الوطن"، عما يعتبره من وجهة نظره جزءا من المشكلة، مبينا أن "الاتحاد السعودي لكرة القدم وشركة موبايلي، لا يوجد بينهما أي ارتباط بشكل رسمي حول إقامة الدوري"، متمنيا أن "يحمل المستقبل القريب تعاونا بين موبايلي ووزارة التربية والتعليم و الاتحاد السعودي لكرة القدم بهذا الشأن"، مما يسهل برأيه عملية الدعم والتمويل المادي. مذكرا بأن "موبايلي أنشأت دوري المدارس عام 2008 المستمر حتى اليوم، حيث يشارك فيه أكثر من مليون ومائتي ألف مشارك، كأكبر دوري في المنطقة من حيث عدد المشاركين، والذي يمثله طلاب من مختلف مناطق السعودية، موزعين على 512 مدرسة، كما تم ابتعاث أكثر من 80 طالبا إلى أربع أكاديميات، بدأت في نادي برشلونة الإسباني، ومن ثم إي سي ميلان الإيطالي، وأخيرا أرسنال الإنجليزي لمرتين متتاليتين"، موضحا أن "دوري موبايلي المدرسي يطبق قوانين الفيفا، بحكام معتمدين من الاتحاد السعودي لإدارة مبارياته". مرجعا فكرة إنشاء دوري مدرسي إلى الدوريات المدرسية المقامة في أمريكا وأوروبا منذ زمن، ومن هنا جاءت الفكرة. معتبرا أن "الهدف الأساسي كان مشاركة المجتمع، الذي يعتبر طلبة المدارس هم أساسه المهم، وثانيا اليقين التام على أن المدارس هي بيئة للعديد من المواهب الكروية التي لم تكتشف بعد والتي يتطلب اكتشافها تنظيم دوري محترف، يطبق قوانين وأنظمة الفيفا".

خطط جديدة

من جهة ثانية، شدد رئيس قسم النشاط الرياضي بوزارة التربية والتعليم، الدكتور سعد السند في حديث إلى "الوطن"، أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة خاصة بوضع استراتيجية للرياضة المدرسية، مع بعض بيوت الخبرة العالمية، المتخصصة في هذا المجال، مبينا أنها "سوف تتضمن جميع جوانب الرياضة المدرسية، والارتقاء بها وتطويرها نحو الأفضل"، مضيفا "لدينا في الوزارة خطة لعدة نشاطات رياضية تنفذ على مدار العام الدراسي، حيث ننظم بطولات في مختلف الألعاب، ومنها الألعاب الحديثة ككرة القدم داخل الصالات، وكرة القدم الشاطئية منذ أربع سنوات، كما تمت إقامة بطولات لألعاب لا يوجد لها اتحاد خاص" حيث "تستضيف الوزارة في أوائل ربيع الأول من العام الحالي، البطولة الخليجية الأولى لكرة القدم تحت 14 سنة، والبطولة العربية المدرسية الرابعة لكرة القدم، والثانية لألعاب القوى في محافظة الطائف خلال شهر شعبان من العام الحالي".

مواد التربية البدنية

لكن ماذا عن مواد التربية البدنية في المدارس وقلتها؟ يجيب السند، قائلا "نتوقع أن تتم زيادة عدد حصص التربية البدنية في الخطة الدراسية، خاصة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ولكن لدينا حلولا منها زيادة عدد الأنشطة الرياضية المنفذة في المدارس"، مبينا أنه "لدى الوزارة عدد 51 نادياً رياضياً، موجودة في جميع إدارات التربية والتعليم، وتمارس فيها كافة الألعاب والنشاطات الرياضية، وهدفها الممارسة لأجل الصحة. وفي نفس الوقت لدى الوزارة 32 مركزاً لتعليم وتدريب الناشئين في ألعاب القوى، والسلة، والطائرة، واليد، والسباحة، والجمباز، وألعاب المضرب، وتعليم الفروسية وهي مخصصة للطلاب المتميزين، ونأمل تعاون الاتحاد معنا لدعم هذه المراكز فنياً وهو المهم لهم"، كاشفا عن وجود "تعاون مع اتحاد ألعاب القوى الذي يشارك معنا في مراكز التدريب، ويرسل المدربين المتخصصين فيها، ويحضر مدربو الاتحاد جميع بطولات ألعاب القوى، التي تنفذها الوزارة بنظام الصعود والهبوط بين إدارات التربية والتعليم".

منشآت قليلة

رغم الجهود المبذولة التي أشار لها الدكتور السند، إلا أن رئيس النشاط الرياضي اشتكى من قلة المنشآت الخاصة للطلاب لممارسة الرياضة، بقوله "الوزارة تعاني من (محدودية) المنشآت الرياضية، لأن عدد مدارس تعليم البنين أكثر من 33 ألف مدرسة. وكما قلت سابقاً لدى الوزارة خطة طموحة حول توفير الحد المتوسط من الساحات لممارسة النشاط الرياضي، حيث بدأت الوزارة بإنشاء صالات متميزة تتميز بزراعة الملاعب المدرسية بالإنجيلة الصناعية المعتمدة دوليا داخل مدرجات". مبينا أنه "يتم تأمين الأدوات الرياضية سنوياً، وهناك خطة للوزارة خاصة بتأمين الأدوات الرياضية لمدة خمس سنوات، لتغطية كافة المدارس بمختلف المناطق بجميع الأدوات والمستلزمات الرياضية خاصة الثابتة".

تنسيق غائب

السند وفي سياق حديثه عن الموضوع، أشار إلى غياب التنسيق مع المسؤولين عن الرياضة، قائلا "أقول وبكل صراحة، التنسيق ضعيف جداً، ونأمل في زيادة التنسيق للوصول إلى رياضة مدرسية متطورة، وهناك لجنة مشتركة بين الوزارة والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولقد بدأت اجتماعاتها من العام الماضي، وتم وضع إطار عام للتعاون والتنسيق في كافة المجالات، وهناك لجنة فرعية تضم رئيس اتحاد ألعاب القوى الأمير نواف بن محمد، ووكيل الوزارة للتعليم، ومشرفي النشاط الرياضي بالوزارة، لإعداد مشروع تعاون مشترك مع الرئاسة في كافة الاتحادات والمشاركات".