شاهد جمهور مهرجان الدمام للعروض القصيرة مسرحية "مريم وتعود الحكاية"، حيث عاشوا منذ دخولهم المسرح جوا تراثيا، زينت به ساحات فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بالسلال الشعبية، والمقاعد، والسعف، والزي الشعبي لأفراد طاقم العمل.

ما بين مهر مريم الأولى "100 حبة لؤلؤ" ومهر ابنتها مريم الثانية "ثلاثة قلات تمر"، يقع الحدث المسرحي وتكون الحالة المسرحية أقرب إلى الرحلة في عالم مجهول، تبدل فيه الأدوار والأشخاص والأحلام والهموم وتعود كلها إلى نقطة الارتكاز الأولى وهي مريم.

عقب انتهاء العرض أقيمت الندوة التطبيقية بإدارة علي البحراني ومخرج العرض لفرقة "نورس" عقيل الخميس والشاعر أحمد الملا الذي افتتح الندوة قائلا: النص فيه لغة مسرحية تجمع الحركة والخوف والمشاعر المتشابكة، والبنية بنية درامية في حكاية تمتلك لغة مسرحية بجدارة ولم تعتمد على المتكأ الشعري أو الحالة الأدبية، استطاع المخرج أن يوجد قيمة عالية للنص المسرحي، وكان الحوار واضحا في البنية ووجود تصاعد من مشهد إلى مشهد آخر بشكل تصاعدي دون وجود أي تكرار.

ويتابع الملا: كان هناك تحديد للمكان من خلال الحوارات التي كانت واضحة، وكانت هناك إسقاطات على أزمنة عديدة، مضيفا كان استخدام القماش الأبيض استخداما مناسبا، ولم يكن إقحاما غير مبرر، إذ يمثل هذا اللون للقماش بعدا سينوجرافيا أدى للوصول لحلول مسرحية، فمرة كان فتاة، ومرة يتحول إلى الجوع وينهش جسد الجائعين، ومرة ستار للمؤامرات، وفي مشاهد يتحول إلى نوافذ، وأيضا تغييرات للوجوه، فقد استخدم المخرج القماش استخداما ذكيا.