رغم فوز النصر على الفتح في كأس ولي العهد، واجتياز عقبة التأهل لدور آخر، وما قد يحدثه ذلك من توابع نفسية قد تدعم تقدمه إيجابياً في ظل بطولة قصيرة الأمد، إلا أنه يظل صوت جماهيره الكامن يوحي بانتظارها تقدماً وتحولاً في (الفكر) الذي يقود ناديها بما يوازي طموحاتها وصبرها على عشقها الجارف، والذي باتت لسنين تنتظر عودته، وكلما تراءت للفرج (جدّ علم جديد)!

وكقطع الشطرنج، يتبادل شرفيو النادي الأدوار ويتناوبون اللعب بمشاعر عشاق أظنهم بالملايين، في احتكار (واضح) يشعرك بتملكهم لأحد أكبر مؤسسات (الدولة) رياضياً، وكأنهم بلا بديل.

من المؤكد أنه لم ولن يظهر على الساحة في الظروف الحالية التي يحتكر فيها (أصحاب الدور المنقرض) كل الأدوار والأدوات، بل ويديرون بطريقة عجيبة غريبة لعبة تناوب كرسي رئاسة النادي وسط صمت مطبق من رعاية الشباب لم نره يحدث عندما حدث ما حدث في نادي الوحدة.

المشكلة هي عندما يصر (أسباب) المشكلة الحقيقية على امتلاكهم للحل، والاستفزاز يأتي (للشباب الغض) عندما يظل شخص ما لسنوات يردد نفس الوعود والأمنيات ويتغافلهم بذات المحاولات وحتى عندما ينوي التغيير لا يأتي إلا بمن عاشوا تحت جناحه لسنوات!

يصرون على لعب دور المنقذ الذي سيحل مشاكل البيت العتيد، ويحاولون بالمناورة مرة وبتبادل الأدوار مرات معاملة النصر كرقعة شطرنج يتحركون فوقها بكل خيلاء.

فدور المجالس الشرفية قد انقرض في هذا الزمن الذي لا يفهم سوى لغة الاستثمار والاحتراف، وبات لزاماً أن تلتزم تلك المجالس بالعمل وفق المحيط الملائم (لاسمها) فقط، وأن يفتح الباب في نادٍ يملك كل مقومات النجاح لمن يملكون رغبة الاستثمار (المخطط) وليس العشق (المتمني) فقط، وهذا لن يتأتى (في النصر بالذات) إلا بتدخل من المؤسسة الرسمية، لأنه من الواضح أن محتكري النصر باتوا يعرفون كيف يتعاملون مع الأنظمة ويجيدون العزف على ثغراتها فقرة فقرة.

فالحل في النصر ليس بتغيير إدارة الكرة ولا أعضاء مجلس الإدارة، بل بإيقاف (رسمي) للعبة تناوب الرئاسة التي سيطرت على النادي العريق لتسع دورات رئاسية خلال 18 عاماً بذات الأسماء، وإغلاق لثغرة تعيين نائب رئيس قبل نهاية كل فترة يفوز (بالنظام) بتكليف (يتشبث به) بأمر داعميه لحين تجهيز البديل من أحد فرسان محيطه (خشية) انتقال الرئاسة لمجموعة أخرى.

وكأنك في سباق (تتابع) نجح من خلاله المجموعة الحالية في احتكار النصر بخمسة رؤساء في أقل من عشر سنوات، ومن الواضح أنهم يجهزون لأربع سنوات أخرى من خلال وصول نواة الإدارة الجديدة (كالعادة) لمنصب مشرف كرة القدم، فهل من تدخل للنصر ينقذه من كماشة أزمته؟