امتدت مطالبات معلمات محو الأمية بالتثبيت لفئات أخرى، كما ألقت بظلالها على قطاعات مختلفة. وبالأمس فوجئ 50 مهندسا سعوديا تجمعوا للمطالبة بالكادر الهندسي بردة فعل وزير الخدمة المدنية محمد الفايز حين قال لهم "لا تتجمعوا مثل النساء".

وكشف مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" نقاشا دار بين الوزير ومجموعة من المهندسين الذين تجمعوا في ردهة وزارة الخدمة المدنية بالرياض، حيث قال لهم "من الأفضل الرجوع إلى جهاتكم الرسمية والرفع بالطلب منها، أفضل من تجمعكم مثل النساء".

وأثار رد الفايز سخط المهندسين فقالوا له "لسنا نساء، بل نطالب بحقوقنا". فرد: إن الكادر عرض على مجلس الخدمة، وكانت عليه ملاحظات من بعض المهندسين، وهو حاليا يدرس لدى اللجنة الفنية "ويصير خير". وحاول المتجمعون أن يسلموا الوزير ورقة فيها مطالبهم، فقال لهم "قطعوها" وانصرف عنهم.

وفي الشرقية وبعيدا عن عين الوزير الفايز، تجمع عدد من معلمات محو الأمية أمام مركز "الوطن" الإقليمي بالدمام، حيث طالبن بأحقيتهن في التثبيت، في محاولة منهن لإيصال أصواتهن للمسؤولين عبر الصحيفة، فيما طالب عدد من الأكاديميات المتعاقد معهن على بند الساعات على وظائف معيدات ومحاضرات بجامعة الحدود الشمالية أمس بترسيمهن على الوظائف الأكاديمية الشاغرة، معبرات عن خشيتهن من تبدد أحلامهن في الترسيم بسنوات الانتظار.




 


شهد مبنى مركز "الوطن" الإقليمي بالدمام، القريب من مبنى فرع وزارة الخدمة المدنية صباح أمس، تجمعا لعدد من معلمات بند محو الأمية "المسائي"، حيث رفعن شعارات للمطالبة بأحقيتهن في التثبيت، في محاولة منهن لإيصال أصواتهن عبر "الوطن" للمسؤولين للبت والنظر في أمر تثبيتهن.

وقال عدد منهن ـ تحتفظ "الوطن" بأسمائهن ـ إنهن قدمن من مدن ومحافظات مختلفة في المنطقة الشرقية، مشيرات إلى رحلة المعاناة التي تكبدنها خلال محاولتهن إيصال أصواتهن للمسؤولين لحسم موضوعهن.

وكان من الحاضرات ضمن التجمع أمام مكتب "الوطن"، معلمات قدمن من مدن: رأس تنورة، وبقيق، والخبر، والدمام، وكان لكل منهن مشكلتها التي أرادت طرحها عبر "الوطن"، وتراوحت مدة الخبرة في العمل لدى بعضهن بين 23 و26 سنة، وبعضهن يعانين من أمراض مختلفة كالفشل الكلوي، وبعضهن مطلقات أو غير متزوجات، ويعتبرن العائل الوحيد لأسرهن، وفقا لتأكيداتهن.

وأشارت مديرة إحدى مراكز تعليم الكبيرات في رأس تنورة "تحتفظ الوطن باسمها" إلى وجود تأخير في تسليم الرواتب يصل أحياناً إلى 3 أشهر. وتشير بعض المعلمات إلى أنهن يتواصلن مع زميلاتهن في المناطق الأخرى بالمملكة، كأبها وبيشة، ويؤكدن لهن أن رواتبهن تنزل كاملة دون استقطاعات، في حين أن المعلمات في الشرقية اشتكين من عدم الدقة في نزول رواتبهن الشهرية، مؤكدات أن رواتبهن تتراوح بين 1200 و3 آلاف ريال شهرياً، ولا يعلمن سبب ذلك الاختلاف، كما يؤكدن أنهن لا يحصلن على "الإضافة المالية" التي تحصل عليها المعلمات في المناطق الأخرى خلال عملهن، إضافة إلى دوامهن في أوقات المناوبة الإضافية.

ولم تغفل معلمات أخريات عن طرح مشاكل التنقل بسبب انتدابات لمناطق بعيدة، وتكبد عناء ومشقة السفر وتكاليف المواصلات من موازنتهن الخاصة في ظل تواضع رواتبهن.