علق عميد شؤون المكتبات بجامعة نجران الدكتور مسفر بن سعيد لسلوم على انتقاد بعض "الغيورين" على منطقة نجران والمهتمين بالشأن المحلي لموقع المدينة الجامعية، بالقول "إن النقد وفتح باب الحوار وسماع آراء الآخرين هو أسلوب حضاري، بل مطلب أكاديمي لجامعة ناشئة كجامعة نجران تطمح إلى التميز وإلى الاعتماد الأكاديمي والتنافسية".

وأضاف في حديث لـ"الوطن" أرى أن بعض ذلك النقد غير واقعي ولا منطقي، وقد جانب في نظري الصواب والحقيقة، فمما يؤخذ بل ينقد على الجامعة اختيار موقع المدينة الجامعية في المنطقة الواقعة شرق المطار، حيث من ينقد موقع الجامعة بأنه بعيد عن المدينة، بل رمي بها في الربع الخالي، وكأن الجامعة اختارت المكان المفضول على الفاضل.

وأوضح لسلوم أنه لم يكن أمام مسؤولي الجامعة خيار إلا هذا الموقع الحالي، فعندما تم تأسيس كلية المجتمع في المنطقة عام 1423 كان من أول اهتمامات المسؤولين على الكلية آنذاك اختيار موقع للكلية، ولكي يكون نواة لمدينة جامعية، وخاطبت الكلية الجهات المعنية في المنطقة وكانت المفاجأة أن الأمانة لم تخصص أرضا كموقع لجامعة مستقبلية في المنطقة، وربما أنهم لم يتوقعوا أصلا أو يدور في أخلادهم أن يكون في نجران جامعة مستقلة.

وأشار إلى أنه بعد دراسة الطلب على ضوء المواصفات المطلوبة من حيث المساحة والمكان، اتضح عدم وجود مكان مناسب قريب من المدينة، فالطرق الرئيسة في المنطقة كطريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك سعود (الخميس) وطريق الملك فهد (شرورة) لا توجد عليها مساحة ملك للأمانة تصلح موقعا للكلية فضلا عن موقع لجامعة لا يقل عن مليون م2 إذ إن المواقع إما أملاك خاصة لمواطنين أو أملاك لبعض الجهات العسكرية والأمنية.

وقال لسلوم: حاولت وزارة التعليم العالي مع تلك الجهات، واستخدمت كل الوسائل إلا أنها تعذرت عن التنازل عن تلك المواقع لصالح وزارة التعليم العالي، فما كان أمام مسؤولي الأمانة إلا أن اقترحوا الموقع الحالي، حيث إنه داخل النطاق العمراني ومحاط ـ في المخطط ـ بشوارع مزدوجة والشرقي منها سيربط بين خط شرورة وخط الرياض فما كان أمام مسؤولي الجامعة إلا الرضا بالواقع لاسيما أن اتجاه مدينة نجران وتوسعها العمراني باتجاه الشرق بل هي الجهة الوحيدة التي تتنفس منها المدينة إذ إن المدينة ـ كما هو معلوم لدى الجميع ـ محدودة بجبال صماء من جهات الغرب والجنوب والشمال، وامتدادها الطبيعي الإجباري هو الشرق، والجامعة تشتمل على أكثر من 25 كلية (بنين وبنات) من غير العمادات المساندة والمرافق الرياضية والصحية وإسكان أعضاء هيئة التدريس والمستشفيات ومدارس الأبناء والبنات والفنادق الاستثمارية، فلا يمكن أن توجد المساحة التي تجمع تلك الكليات والمنشآت في مكان واحد إلا في هذا الموقع.

وتابع لسلوم: نتيجة لما سبق، تعذر إيجاد موقع مناسب، وعلى شارع عام لكلية واحدة فقط داخل المدينة، فكيف بمساحة 3كم ×6كم تجمع شتات هذه الكليات.

وأكد لسلوم أن وجود الجامعة في وسط المدينة له فوائد كثيرة تعود على الطلاب والمجتمع، لكنه أوضح بعض السلبيات ومنها ـ حسب رأيه ـ الزحام والتكدس السكاني وعرقلة سير المرور.

واستشهد عميد شؤون المكتبات بجامعة نجران بتجارب جامعات أخرى قائلا: الذين يرون أن الجامعة بعيدة عن المدينة في الوقت الحالي ينسون أو يتناسون التطور السكاني والعمراني، فجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كان ينظر لهما بأنهما بعيدتان عن مدينة الرياض، فإذا بالنهضة العمرانية والمخططات السكانية تصلهما وتتجاوزهما، فكذلك جامعة نجران ما هي إلا سنوات معدودة، وتصبح وسط المخططات السكنية، بل بعثت الحياة الآن في شرق المدينة وارتفعت أسعار المخططات المجاورة أكثر من 100%، ثم أنني أستغرب أشد الاستغراب أن يقترح نقلها إلى داخل المدينة وفيها الآن 30 مشروعا بعضها على وشك الانتهاء منه وكلفت الدولة مئات الملايين، ويظهر أن الناقدين ما كلفوا أنفسهم بزيارة المدينة الجامعية ليروا تلك المدينة التي تعد مفخرة للمنطقة وأهلها، وتعد تلك المشاريع وتنفيذها في وقت قياسي تميزا للجامعة مقارنة بمشاريع بعض الجامعات الناشئة التي لا تتجاوز خمسة مشاريع.

وأوصى لسلوم بأمرين وصفهما بـ"المهمين" وهما "نظرا لكثافة السكان المطردة، وكون اتجاه المدينة والجامعة جهة الشرق؛ بتحويل طريق الملك عبدالله إلى طريق سريع لكي يساعد على ربط غرب المدينة بشرقها ويسهل الحركة والتواصل بين أطراف المدينة، أما التوصية الثانية فهي أن تقوم الجامعة برفع موازنة النقل الجامعي؛ لتغطي خدمات النقل الجامعي كافة أحياء مدينة نجران وضواحيها والمحافظات الشمالية.