عارضت الخطوط الجوية العربية السعودية بيان الهيئة العامة للطيران المدني، مؤكدة أن أزمة إلغاء وتأجيل رحلاتها الأيام الماضية يعود إلى إغلاق مطارات بسبب الأحوال الجوية، ومنها مطار الملك خالد.

وخرجت "السعودية" عن صمتها بعد أربعة أيام من بدء الأزمة التي ألقت بظلالها على عدة مطارات في المملكة، واعتذرت أمس على لسان مساعد مديرها العام للعلاقات العامة عبدالله الأجهر عن إلغاء وتأخير للرحلات، قائلة إن ذلك بسبب الأحوال الجوية التي أدت إلى إغلاق بعض المطارات ومنها مطار الملك خالد لفترات متفاوتة، معارضة بذلك ما أكدته "الطيران المدني" أول من أمس أنها لم تغلق المطار، وأن قرار إلغاء الرحلات يعود لشركات الطيران وطياريها.

ولم يكن هذا هو التضارب الوحيد بين الجهتين، إذ أكد الأجهر لـ"الوطن" عن إطلاق "خدمة حقوق" للمسافرين على متن "السعودية"، دون أن يتطرق إلى اللائحة التنفيذية لحماية المستهلك الصادرة عن الهيـئة العامـة للطيران المدني، والتي يفترض أنها البرنامج الشرعي لحفظ حقوق المسافرين.




خرجت الخطوط الجوية العربية السعودية أمس عن صمتها بعد أربعة أيام من بداية ما وصف بـ"أزمة تعطيل وإلغاء" طالت رحلات داخلية في عدد من مطارات المملكة.

واعتذرت الخطوط السعودية أمس على لسان مساعد مديرها العام للعلاقات العامة عبدالله بن مشبب الأجهر عن الإجراءات التي اتخذتها طيلة ثلاثة أيام وما نتج عنها من إلغاء وتأخير للرحلات، ببيان حمل صيغة مختلفة لما ورد في تصريح الهيئة العامة للطيران المدني إلى "الوطن" أول من أمس.

وقال الأجهر في البيان: إنه وحرصا منا على صحة وسلامة الركاب ونتيجة للأحوال الجوية التي شهدتها سماء المملكة والمتمثلة في رياح شديدة محملة بالأتربة والغبار أيام الأربعاء والخميس والجمعة الماضية، فقد قمنا بإلغاء وتأجيل عدد من الرحلات الجوية، بسبب تدني الرؤيا الذي حال دون انتظام مواعيد وصول ومغادرة الكثير من الرحلات الداخلية والدولية في معظم مطارات المملكة.

تضارب بيانات

ورغم أن الهيئة العامة للطيران المدني أكدت لـ"الوطن" أول من أمس على لسان متحدثها الرسمي خالد الخيبري بأن الهيئة لم تتخذ إجراء بإغلاق مطار الملك خالد الدولي في الرياض في الأيام الماضية، وأن قرار إلغاء الرحلات كان يعود لشركات الطيران التجارية أو طياريها، إلا أن "الخطوط السعودية" بررت في بيانها بأن ما اتخذته من إلغاء للرحلات يعود إلى إغلاق مطارات بسبب الأحوال الجوية، ومنها مطار الملك خالد.

وقال الأجهر: إن الأحوال الجوية تسببت في إغلاق بعض المطارات لفترات متفاوتة مثل مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الملك فهد الدولي بالدمام ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وأغلب مطارات المنطقة الشمالية، وهو ما تسبب في إلغاء كافة الرحلات المتجهة إليها والمغادرة منها إلى أن استقرت الأحوال وعادت حركة الطيران إلى طبيعتها، بحسب بيانه.

وأشار الأجهر إلى أن الإدارة العليا للمؤسسة سارعت إلى تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة وخاصة فيما يتعلق بتحقيق رغبات المسافرين بشأن تحويل أو تعديل تذاكرهم على رحلات أخرى لحين إعلان المواعيد الجديدة لرحلاتهم حسب حالة تحسن الأحوال الجوية دون تحميلهم أية رسوم إضافية.

وأضاف: ما إن عادت الأحوال الجوية إلى طبيعتها حتى بدأ تسيير الرحلات المجدولة في مواعيدها الجديدة إلى جانب تشغيل رحلات إضافية بسعة مقعدية أكبر ليتمكن أكبر عدد من الركاب من مواصلة رحلاتهم إلى المقصد النهائي. مؤكداً أن سلامة وأمن المسافرين من أولويات اهتمام الخطوط السعودية التي لا تدخر جهداً في سبيل العمل على راحتهم وتلبية رغباتهم واحتياجاتهم.

وأحصى البيان 126 رحلة تعرضت للتأخير الأربعاء الماضي منها 79 رحلة بسبب الأحوال الجوية والبقية لأسباب فنية وأخرى تتعلق بأمور المراقبة والخدمات.

أما الخميس الماضي فسيرت الخطوط السعودية 370 رحلة، بلغ عدد الرحلات المتأخرة 205 رحلات، بنسبة انضباط تشغيلي 36% وبلغ عدد الرحلات المتأخرة بسبب الأحوال الجوية 171، بحسب البيان.

كما أشار البيان إلى أن عدد الرحلات المسيرة بلغ 492 الجمعة الماضية، منها 172 رحلة تعرضت للتأخير، وبلغ عدد الرحلات التي تأخرت نتيجةً للأحوال الجوية 92 رحلة.

حقوق المسافرين

ولم يأت مساعد مدير عام"السعودية" للعلاقات العامة في حديث آخر مع "الوطن" أمس على ذكر اللائحة التنفيذية لحماية المستهلك الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني، إلا أنه أشار إلى أن الخطوط السعودية أطلقت خدمة "حقوق المسافرين" من خلال برنامج يتبع لمنظمة الطيران العالمي "إياتا".

وقال: يأتي هذا في إطار رفع الخدمات المقدمة للعملاء ومنها تقديم الدعم للمسافرين المتأخرة رحلاتهم بتوفير وجبات وعصائر وحجز فنادق للرحلات التي تأخرت عن موعد إقلاعها لأكثر من 8 ساعات بجميع مطارات هبوط طائرات الخطوط السعودية في 55 محطة دولية وداخلية.

وأكد الأجهر أن الخطوط السعودية قدمت العصائر والوجبات لجميع العملاء المتأخرة رحلاتهم تفعيلا لتوجيهات المدير العام بعدما وضعت لوحات إرشادية بجميع المطارات التي تقلع منها الخطوط السعودية أوضحت فيها حقوق المسافر حسب فترة التأخير.

وأشار الأجهر الى أنه لا يحق للراكب المطالبة بالتعويض عن التأخير إذا كانت الأحوال الجوية هي السبب في ذلك.

ولفت إلى أن الخدمة فعّلت في مطارات المملكة الداخلية البالغ عددها 11 مطارا خلال الأعطال التي شهدتها أجواء الطيران مؤخرا. مؤكدا انضباط الطائرات الذي ارتفع في عام 2011 ليصل إلى 88%، فيما صنفت نسبة التأخير الأخيرة تحت مبررات صعوبة الأجواء الجوية.

كما كشف الأجهر لـ"الوطن" عن تنفيذ إدارته لخدمة "إرضاء العملاء" لجميع الركاب الذين تأخرت رحلاتهم بسبب الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية. مشيرا إلى أن معدل انضباط إقلاع طائرات السفر الداخلية بين مدن المملكة، ارتفع بعد استئناف الدراسة أمس إلى نسبة 99%.

تجدد الأزمة

إلى ذلك تسببت موجات غبار دهمت منطقة نجران أمس في توقف الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من وإلى مطاري نجران وشرورة. وأوضح مدير الخطوط الجوية السعودية بمنطقة نجران حسين حرفش أمس أن موجة الغبار التي دهمت المنطقة أدت إلى توقف الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى مطار نجران بسبب عدم وضوح الرؤية الأفقية للإقلاع والهبوط في فترة الصباح. مشيرا إلى أنه سوف تتم جدولة رحلات بديلة لنقل ركاب الرحلات المؤجلة بسبب حالة الطقس.

وقال حرفش: إن الخطوط السعودية استضافت ركاب الرحلات المؤجلة في الفنادق على حسابها، وقدمت أفضل الخدمات اللازمة لهم، إضافة إلى التنسيق لإعادة حجوزات الركاب المسافرين إلى داخل وخارج المملكة.

وفي المدينة المنورة وبعد 72 ساعة من الانتظار والتأخير بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، إثر موجات الغبار التي شهدتها منطقة المدينة المنورة، استأنف المطار رحلاته أمس بمغادرة الرحلة رقم 1529 المتجهة إلى تبوك وعلى متنها أكثر من 160 راكباً، وسط استياء شديد منهم للفوضى، حسب وصفهم، التي شهدتها صالة المطار.

وشهدت صالة المغادرة بالمطار أمس زحاماً شديداً من المسافرين على عدة رحلات، بعضها منذ الأربعاء الماضي، واعتراضات على مواعيد إقلاع الرحلات من بعض المسافرين.

وكان أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وجه أمس بعقد اجتماع فوري لإمارة المنطقة مع الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة بإدارة المطار والخطوط الجوية السعودية لبحث أسباب المشكلة.