مرت السنين والقائمون على شأن الأهلي يراهنون بتغريدهم خارج السرب، ويؤكدون مع توالي الأحداث بأن احترافية وعقلانية العمل هي السبيل للوصول إلى النجاح بعيداً عن (العنترية الشرفية) وتحزبات الفزعة والنفخ في خانة المعنويات والحماسة.
مرت سنين والقلعة العتيدة تعمل بصمت واحترام رغم بعض المنغصات التي تجابهها، وكان دستورها في ذلك مستمداً في ذلك من توجيهات القائمين وعلى رأسهم الأمير الراحل محمد بن عبدالله الفيصل- رحمه الله- والأمير خالد بن عبدالله حفظه الله.
مرت سنين والمدرسة الأصيلة تتقدم وتتقدم في خدمة الوطن وعشاقها، حتى نثرت الكفاءات الذين تخرجوا من رحم مدرستها، وأشبعت المناصب قدرات ترعرعت بين جدرانها، بعد أن راهنت على أن الاحتراف لا يكون إلا بإيفاء الناس حقوقها.
وبعد مرور السنين بات اليوم أفضل المحللين من مواليد أو اكتشافات الأهلي, وأهم الأعضاء في اتحاد الكرة من أبناء الأهلي، ومدرب وإداري أحد منتخبات الوطن من خريجي الأهلي، ومدير الكرة في أحد أندية العاصمة ممن لعبوا للأهلي، ومنتخبات المدارس والفئات السنية (لا تستغني) عن الأهلي, إنها ليست الأكاديمية أو مدرسة البراعم فقط التي صنعت كل ذلك بل هي (مدارس) الأهلي لفنون التعامل والتخطيط, وهو الفكر والحكمة حين تتغلب، والهدوء حين يعلو صراخ الجميع.
لذا فأقل ما تستحقه القلعة هذه الصدارة وأقل ما يمكن أن ينصف التوفيق به الأهلي هو بطولة الدوري.