تكرر المعارضة الليبية التي احتفلت بمرور مائة يوم على انطلاقتها في 17 فبراير الماضي، المطالبة برحيل الرئيس معمر القذافي كشرط مسبق لأي حل للأزمة، في الوقت الذي ينتظر فيه وصول الرئيس الجنوب أفريقي إلى طرابلس اليوم ليعرض على العقيد "استراتيجية للخروج". وعبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل مساء أول من أمس عن ارتياحه، قائلا في بيان "بعد مرور مائة يوم على انطلاق هذه الثورة المباركة، نرى الانتصارات تتوالى على الأصعدة كافة على المستويين المحلي والدولي ابتداء مما حققه أبناؤنا في مصراتة وجبل نفوسة"، الجيبين اللذين تسيطر عليهما المعارضة في شرق وجنوب غرب طرابلس ويواجهان منذ أسابيع قوات النظام. ويأتي هذا التصريح في وقت سيلتقي فيه الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما اليوم، القذافي لبحث استراتيجية تسمح بتنحيه عن الحكم.

لكن طرابلس ترى ألا وساطة ممكنة، غير وساطة الاتحاد الأفريقي الذي قدم "خارطة طريق" وافق عليها النظام لكنها رفضت من المجلس الوطني الانتقالي.

كذلك فإن اقتراح المصالحة الذي تقدمت به موسكو الجمعة الماضي رفض بقوة من قبل طرابلس، التي أكدت أن النظام "لن يقبل بأي وساطة تهمش خطة السلام التي تقدم بها الاتحاد الأفريقي".

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أمس إن استخدام طائرات هليكوبتر بريطانية في ليبيا ينطوي على مجازفة لكنها ضرورية. وأضاف في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "صحيح أننا اذا استخدمنا طائرات الهليكوبتر فسيكون هناك خطر أكبر لأنها تحلق على ارتفاعات أدنى بكثير من الطائرات السريعة وطبعا بسرعات أقل. وهي أكثر عرضة للخطر."

وتابع "لهذا حين اتخذنا هذا القرار بحثنا كل المتغيرات بما في ذلك الخطر على رجال جيشنا وهو ما يحتل دوما أهمية شديدة."

وكان مسؤولون بحلف شمال الأطلسي ذكروا أن أربع طائرات هليكوبتر بريطانية مقاتلة من طراز أباتشي موجودة على متن السفينة (أوشن) في البحر المتوسط فضلا عن أربع طائرات فرنسية من طراز تايجر على متن حاملة الطائرات الهليكوبتر الفرنسية تونير.

ويقول محللون عسكريون إن طائرات أباتشي ستتيح استهداف قوات القذافي في المناطق المأهولة بمزيد من الدقة ويقلل خطر وقوع خسائر بشرية بين المدنيين.

ونفى فوكس أن يكون استخدام طائرات الهليكوبتر مؤشرا على تصعيد المشاركة البريطانية في الحملة على ليبيا. وقال "هذا ليس تصعيدا فنحن كنا نستخدم طائرات سريعة مزودة بأسلحة معقدة لتقويض قدرات القيادة والسيطرة للنظام، لتقليص مخازن الذخيرة التابعة له وللتعامل مع إمداداته من الوقود وهكذا."

وحول ما إذا كان واثقا من أن القذافي سيرحل في نهاية المطاف أجاب "سيرحل إن آجلا أو عاجلا والحسبة بالنسبة للمحيطين به هي إلى متى سيواصلون الاستثمار في شخص سيفشل في نهاية المطاف".